توحدت فصائل المعارضة في الشمال تحت راية واحدة اليوم، باستثناء #جبهة_النصرة وإخوتها من القوى الجهادية، ليكون أول قرار لها أن “تقف داعمة لتركيا في معركة شرق الفرات” ضد الأكراد.

أولويات سيادة اللواء طاعة رؤسائه
اللواء سليم إدريس، وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة ورئيس أركان “الجيش الوطني” المظلة الأكبر للقوى المتحالفة قال اليوم “فيما يتعلق بشرق الفرات… هذه أراضي سورية نحنا من واجبنا أنه نقاتل في هذا الجزء من أرض سوريا الغالية”.
وأضاف إدريس في أول كلمة له بعد قرار الاتحاد “نحنا نقف بكل قوة وعزيمة ودعم مع أشقائنا في جمهورية تركيا في قتال كافة أنواع الإرهاب المتمثل في عصابات حزب العمال الكردستاني”.

تركيا قررت الحرب
#تركيا تريد إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، بالشراكة مع واشنطن، لكنها تشتكي دائماً من عدم رضاها عن سير الاتفاق، رغم تسيير عدة دوريات مشتركة بين أنقرة وواشنطن. والمنطقة الآمنة من المفترض أن تبدد مخاوف أنقرة، التي يبدو أنها مصرة على فتح عمل عسكري شمال شرق سوريا، بغض النظر عن الإدارة الأمريكية. حيث قال الرئيس التركي (رجب طيب #إردوغان) الثلاثاء إن بلاده “لا تملك خيارا سوى العمل بمفردها نظرا للافتقار إلى التقدم”، في تهديد صريح حول نوايا تركيا.

«هيك بدّو الداعم»
فصائل المعارضة في الشمال السوري ظلت مشتتة طيلة سنوات، لاختلاف الداعمين، وللاقتتال المتواصل على الغنائم، وهو ما دفع شريحة كبيرة من السوريين إلى “الكفر بالتسليح” ونبذ الجماعات المقاتلة، التي مازالت تلقى دعماً في الشارع نظراً إلى البدلاء الأسوأ، الأسد والنصرة وداعش وأقرانهم.
اليوم وباجتماع واحد -بدعم تركي بالطبع- قررت كافة الفصائل أن تنضوي تحت قوة واحدة، وأن تتبع إلى الجيش الوطني الذي يتلقى دعمه من الحكومة المؤقتة الخاضعة بالكامل للنفوذ التركي، وتسير بأوامر أنقرة.

«لا تتفاءلوا»
رأت شريحة المتفائلين أمس مع تسريب المعلومات حول اتحاد الفصائل أن يعني ذلك استعادة قريبة لإدلب، وطرد قوات الجيش السوري وجبهة النصرة والجماعات المتشددة الأخرى من المنطقة، وربما حلب تكون الوجهة المقبلة، ليأتي كلام إدريس ليؤكد توقعات أخرى، أن القوى الجديدة ستكون مجرد أداة بيد أنقرة، لتحقيق مصالحها في سوريا.
غاب اسم الأسد عن بيان إدريس، وهو الضابط المنشق الذي قرر أن يكون “قائداً” في المعارضة، للقضاء على حكم النظام السوري، المسؤول عن مقتل مئات الآلاف من السوريين، لكن يبدو أن الأوامر التركية بهذا الشأن مختلفة، مع وضع إردوغان يده بيد الرئيس الإيراني حسن روحاني في أنقرة، بشأن اتفاق إدلب الممزقة.

صراحة ووقاحة
القيادي في الجيش الوطني (مصطفى سيجري) كان أكثر صراحة، وقال في تصريح اليوم إن دخول “القوى الثورية” في معارك ضد النصرة “سيجعلها عرضة للاستنزاف، خاصة وأن الدعم متوقف عن الجيش الوطني والفصائل في المنطقة”، على حد قوله.
وتحدث سيجري عن قائمة تحديات، ليقول إن الأولى هي “شرق الفرات”، وجاء الأسد في المرتبة الثانية وفق سرد سيجري، لتتضح مجدداً أولويات الفصائل “المعارضة”.

الأسد الرابح الأكبر
الخطوات الأخيرة، والتصريحات الصادرة عن أنقرة وعن مسؤولين أمريكيين تشير إلى أن المعركة شمال شرق سوريا قادمة لا محالة، وقودها السوريون مجدداً، عشرات الآلاف من المقاتلين الذين من المفترض أن “يحرروا سوريا من عائلة الأسد”، ستحرقهم أنقرة في معركة لن تنتهي ضد قوات سوريا الديمقراطية (تشكل وحدات حماية الشعب عماداً لها)، والكاسب الوحيد في تلك المعركة سيكون بشار الأسد، الذي سيستعيد قوته على الأقل في الميدان، مع غياب المنافسين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.