دعت #ناديا_مراد المُختطفة السابقة لدى تنظيم #داعش والحائزة على جائزة نوبل للسلام، زعماء العالم لإدانة اللغة المستخدمة من جانب مؤسس منظمة (الإغاثة الإسلامية عبر العالم) “هاني البنا” والذي وصف الإيزيديين بـ «عبدة الشيطان» خلال حديثه عن الديانة الإيزيدية.

وكان “البنا” الذي يترأس أيضاً منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية في المملكة المتحدة، قد أدلى بوصفه هذا للإيزيديين خلال محاضرة نشرها على موقع تويتر، مناقشاً من خلالها دور السكان غير العرب في الشرق الأوسط.

وكان الجدل الذي يدور حول شخصية بارزة مثل “البنا” قد أجبر ثلاثة مدراء سابقين في منظمة (الإغاثة الإسلامية عبر العالم) على التنحي، بسبب تعليقاتهم التي تتبنى معاداة السامية وتمدح الإخوان المسلمين خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقد وصفت “مراد” وهي ناشطة حقوق إنسان إيزيدية عراقية حازت على جائزة نوبل للسلام عام 2018 عن عملها في معالجة العنف الجنسي في مناطق الحرب، كلمات البنا بـ «المزعجة».

وقالت: «من المزعج أن نسمع أن مؤسس منظمة (الإغاثة الإسلامية عبر العالم) يستخدم خطابات بغيضة وقمعية ضد الشعب الإيزيدي. لقد عانينا الكثير من الكلمات العنصرية على مر السنين، إلا أن سماع هذا الحقد يأتي من زعيم منظمة إنسانية دولية أمر غير مقبول على الإطلاق».

مضيفةً: «إن هذا النوع من الخطابات، تسبب بإثارة العنف الذي استهدف شعبي وأدى إلى الإبادة الجماعية بحقهم. وبات من الضروري أن يدين قادة العالم والسياسيين هذا السلوك على الفور».

لقد شُرّد مئات الآلاف من الإيزيديين العراقيين وتعرضوا للاضطهاد من جانب «داعش» بعد عام 2014. كما قضى التنظيم على طوائف بأكملها، وفصل الرجال عن عائلاتهم وقتلهم، واستعبد النساء، فيما وصفته الأمم المتحدة بالإبادة الجماعية. وكانت “مراد” قد اختُطفت في 2014 من مسقط رأسها في #كوجو وبقيت أسيرة لدى خاطفيها من جهاديي التنظيم لمدة ثلاثة أشهر.

وكان فيديو الدكتور “البنا” قد نشر في شهر أيلول، بعد خمسة أيام فقط من إعلان منظمة (الإغاثة الإسلامية عبر العالم) عن مراجعة مستقلة لسلوك أمناء المؤسسة الخيرية وكبار المديرين التنفيذيين.

وقد دافعت المنظمة المذكورة عن تعليقات “البنا”، حيث يقول المتحدث باسم المنظمة: «بالنظر إلى هذا الفيديو كاملاً وفي سياقه، فهو عبارة عن محاضرة تاريخية حول المساهمة الإيجابية لمجموعة متنوعة من المسلمين وغير المسلمين في تنمية الحضارات الشرق أوسطية».

مؤكّداً إن المحاضرة «تشير بشكل عابر إلى عدد من المجموعات العرقية والإثنية في المنطقة لتعريفها وتقديمها، وتشير أيضاً إلى المساهمة التي قدمتها هذه المجموعات تجاه المجتمع والحضارة، كما أنها تشجع على الاحترام المتبادل بين المجموعات المختلفة في المنطقة».

ودافع منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية أيضاً عن “البنا”، مشيراً إلى أن هذا الأخير «كان في مقدمة من قدموا المساعدات لصالح الجالية الإيزيدية».

وكانت منظمة (الإغاثة الإسلامية عبر العالم) في الأشهر الأخيرة في قلب الجدل، حيث استقال رئيسها التنفيذي السابق “الطيب عبدون” في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع بعد كتابته منشور معادٍ للسامية وإعلانه دعمه للإخوان المسلمين واستشهاده بمؤسس #تنظيم_القاعدة.

وفي شهر تموز الماضي، استقال الوصي والمدير “حشمت خليفة” من مجلس إدارة المنظمة، بعد تعرضه للهجوم بسبب منشورات له على وسائل التواصل الاجتماعي يصف من خلالها اليهود بأنهم «أحفاد القرود والخنازير» وسخريته من الرئيس المصري.

وفي حادثةٍ أخرى، حذف “عبد المنان بهاتي” وهو منسق جمع التبرعات لدى المنظمة ذاتها، حسابه على موقع فيسبوك بعد تسليط الضوء على منشورات له تحتوي اقتباسات منتظمة من #سيد_قطب مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.

كما تدرس لجنة الطوارئ والكوارث في المملكة المتحدة إعادة النظر في دور منظمة (الإغاثة الإسلامية عبر العالم)، إبان جمع هذه الأخيرة ملايين الجنيهات لإغاثة دول مثل اليمن.

وفي الوقت ذاته، فإن هيئة رقابة المساعدات في المملكة المتحدة، وهي مفوضية المؤسسات الخيرية، لديها قضية أخرى لا تزال جارية ضد هذه المنظمة.

وقد علقت مجموعة تحالف المعونة الألمانية Aktion Deutschland Hilft عضوية منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية حتى شهر كانون الأول من العام القادم، مع تجميد تمويل المنظمة الخيرية الآن. وفي السويد، قالت وكالة الإغاثة “سيدا” إنها ستراجع عقدها مع منظمة الإغاثة الإسلامية.

وكان “البنا” قد شارك في تأسيس هذه المنظمة في مدينة برمنغهام البريطانية عام 1984. وقد صنفتها الإمارات العربية المتحدة على أنها جماعة إرهابية في عام 2014. وأعلن رئيسها الحالي “ناصر حاج أحمد” أنه سيتنحى في يناير «لأسباب صحية».

 

المصدر: (The National)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.