خضعت المناهج السورية لعدة تعديلات بما يتلاءم مع فلسفة الحكومة السورية إلى حين صدور المنهاج الجديد في سوريا، وهذا ما حصل منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011.

وخلال التعديلات الجديدة، وصفت المناهج المتظاهرين في مختلف المناطق السورية، بـ«لإرهابيين وعملاء المؤامرة الإمبريالية الكونية».

منهاج جديد لوزارة التربية في سوريا

في خطوة جديدة أعلن عنها وزير التربية، دارم طباع، الاثنين، عن بدء الوزارة بالعمل على برنامج تحت مسمى “أسباب الحرب على سوريا”، سيدخل المنهاج الجديد في سوريا خلال العام المقبل.

وخلال حديثه لصحيفة الوطن، أوضح الوزير أنّ الهدف من هذه المناهج هو رض ماجرى في سوريا ليستفيد منه المجتمع بأكمله.

مضيفاً، و«تحليل الأسباب والتداعيات والآثار والتعرف على كيفية تجنب مثل هذه الحرب في المستقبل».

قد يهمك: التعليم في إدلب على حافة الهاوية.

آلية دمشق لرسم سياسة الطلاب

وبرأي أستاذة علم الاجتماع، مرام أنور، تتعمد الحكومة السورية العمل دوماً على تطعيم المناهج بمضامين مرتبطة بسياسة دمشق.

والهدف من ذلك؛ لخدمة وجهة نظرها وتعزيزها، من أجل إنشاء جيل يؤمن بالتاريخ الذي تكتبه.

وترى مرام، خلال حديثها لـ(الحل نت)، أنّ جغرافية المناهج التي تحددها الجهات العليا في دمشق، تهدف لنحت منظومة سياسية واجتماعية واقتصادية لدى الطلاب والجيل الصاعد لتناسب مصلحتها.

وزير التربية، كشف أنّ المناهج الجديدة ستعمل على دراسة ومعرفة الدوافع الأساسية التي أدت إلى ظهور وانتشار الإرهاب، وفق قوله.

كما أشار إلى أنّها ستحدد الآليات التي اتبعتها سوريا في هذا المشروع العدواني، وفق وصفه.

ووفقًا لحديث، دارم طباع، فإن مصادر برنامج المنهاج الجديد في سوريا ستدخل في عدد من المواد الدراسية كاللغة العربية والتاريخ والاجتماعية والديانة والوطنية، دون تحديد الصفوف المدرسية المستهدفة.

وتضم اللجنة التي ستبحث في مصادر المنهاج الجديد في سوريا، عمداء كليات الآداب والحقوق والعلوم السياسية، و باحثين وأدباء كتبوا عن الحرب.

اقرأ المزيد: التعليم في سوريا بالعناية المشددة.. نسبة النجاح صفر بالمئة بجامعة “تشرين” ورسوم التعليم الموازي في العلالي.

كارثة تحكم مناهج التعليم السورية

ويرى المحام والقانوني السوري، فراس حاج يحيى، أنّه لا تقتصر الحرب في سوريا على الاحتلال العسكري المباشر بين القوى الدولية والإقليمية المتصارعة.

 إنما تعداه إلى خطر يهدد هوية الشعب السوري وثقافته بالسيطرة على قطاع التعليم.

كما لا يكفي سوء المناهج التعليمية في سوريا وربطها بسياسات وأدبيات “حزب البعث”، ومساهمتها في أدلجت أجيال سورية سابقة وحالية.

ووفقاً للمحامي السوري، أنّ الكارثة تكتمل بتسابق إيراني- روسي للسيطرة على قطاع التعليم.

وذلك لترسخ كل دولة مشروعها الخاص في سوريا، عبر فرض لغتها أو مناهجها التعليمية في المراحل التعليمية المختلفة.

فيما ستسيطر إيران في السنوات المقبلة على قطاع التعليم كاملاً في سوريا.

وستنقذ مشاريعها الفكرية السياسية والعقائدية الدينية قبل العسكرية، على أجيال سوريا المختلفة من بوابة التعليم.

وعليه، فإنّ أستاذة عليم الاجتماع، ترى أنّ غياب الحل السياسي يشكل كارثة، إذا لم يضع في مقدمة جدول أعماله أطفال سوريا ومستقبلهم التعليمي.

اقرأ أيضا: حرمان القاصرات والأطفال من حق التعليم في “سوريا” يُنذر بجيلٍ جديد من الأميين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.