بات فصل الشتاء ضيف ثقيل الظل على النازحين السوريين في إدلب شمال غربي سوريا، وخاصة مما يتخذون من الخيام والأراضي الزراعية مأوى لهم عقب تهجيريهم من قراهم وبلداتها بسبب سيطرة القوات الحكومية عليها أو القصف المتكرر.

وتتفاقم معاناة سكان المخيمات في الفصل البارد مع هبوط درجات الحراة و وهطول الأمطار التي تشكل الطين والأوحال وقد تسبب في أغلب الأحيان انقطاع الطرق المؤدية لها،  وانعدام وسائل التدفئة الغير صحية.

كيف تستقبل عوائل المخيمات فصل الشتاء؟

يعيش أبو إبراهيم البالغ من العمر 50 عام برفقة زوجته وأولاده الخمسة في خميه صغيرة قماشية بمخيم إلتقى مراسل الحل نت به وقال، إن الخيمة التي تبلغ مساحتها أقل من 10 أمتار عمرها ثلاثة أعوام وتعرضت لفصلين من البرد وأشهر من الحر الشديد مما تسبب باهترائها بالكامل. 

وأشار الحاج أبو إبراهيم إلى أن زوجته تعمل على جلب قطع من القماش ووضعها كرقع على المواقع التي تمزقت في الخمجة نتيجة العوامل المناخية الماضية كما نعمل الأن على وضع قطع من النايلون حتى لا تتسرب المياه إلى داخل الخيمة. 

وعن تدبير وسائل التدفئة، أوضح أبو إبراهيم إنهم هذا العام سيعتمدون على شراء الملابس القديمة “البالة” كونها أقل كلفة ممكنة، واشعالها داخل المدفئة المخصصة للحطب. 

بدورها إم محمد القاطنة في مخيم للنازحين قرب بلدة كللي تعمل على فتح قنوات للمياه حوال الخيمة القاطنة بها مع أولادها الثلاثة لتضمن عدم تسرب المياه إلى داخلها، والتي تعرضت السنة الماضية لحادثة مشابهة حيث تشكلت الوحول داخل الخيمة وتبلل محتواها وتلف عدد أخر.

وأشتكى سكان المخيمات الواقعة قرب بلدة “كفر عوق” من قلة الدعم المقدم عبر المنظمات، وخاصة في الأمور التي تتعلق بمواد التدفئة والخيم الجديدة. 

اقرأ أيضا: مع بداية الشتاء.. أوضاع قاسية تسيطر على مخيمات الشمال السوري

عجز في تقديم الدعم للنازحين السوريين في إدلب

أكد محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا للحل نت، أن هناك انخفاض نسبة الاستجابة الإنسانية ضمن مخيمات الشمال السوري، وذلك بسبب الفجوة الكبيرة بين الاحتياجات المطلوبة وعمليات التمويل المتوفرة.

https://twitter.com/AM_AHMAD90/status/1458952686582259722?s=20

وأضاف الحلاج في حديثه، أن منسقو استجابة سوريا أجرى استبيان حول المخاوف الأساسية للنازحين ضمن مخيمات الشمال السوري، و الاحتياجات الأساسية للنازحين بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وبدء انخفاض درجات الحرارة في المنطقة. 

وتضمنت المخاوف حدوث أضرار ضمن المخيمات (الخيم تحديداً) نتيجة العواصف المطرية والهوائية خلال فصل الشتاء وانقطاع الطرق الأساسية المؤدية إلى المخيمات أو الطرق الداخلية للمخيمات تأخر وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيمات نتيجة الأوضاع الجوية.

إضافة تلف بعض المواد الأساسية ضمن الخيم نتيجة هطول الأمطار(المواد الغذائية، الأثاث داخل الخيم).

اقرأ المزيد: عامُُ جديد يعيشهُ أطفال المخيمات بلا تعليم

مخيمات غير مخدمة

حيث شمل الاستبيان الأخير أكثر من 78521 نازح من مختلف الفئات العمرية، ضمن أكثر من 104 مخيم منتشرة في محافظة إدلب وريفها، إضافةً إلى مناطق ريف حلب الشمالي وضم الاستبيان أكثر من 22581 من النساء واليافعات إضافة إلى 7513 طفل وطفلة، و 2819 من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وطالب الحلاج في حديثه المنظمات تأمين بيئة آمنة صحية ضمن المخيمات المنتشرة في الشمال السوري، حيث تبلغ نسبة المخيمات الغير مخدمه بالصرف الصحي 67% من إجمالي المخيمات وتأمين معدات إطفاء الحرائق ضمن المخيمات، حيث تبلغ نسبة المخيمات الغير مخدمه بمعدات إطفاء الحرائق أكثر من 85%.

الجدير بالذكر فإن أعداد المخيمات في مناطق شمال غرب سوريا وصلت إلى 1,489 مخيم يقطنها 1,512,764 نسمة من بينها 452 مخيم عشوائي يقطنها 233,671 نسمة.

قد يهمك: قصف “مفاجئ” على مخيمات إدلب.. ما الرسائل التي تريد روسيا إيصالها إلى تركيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.