ما أثير في درعا البلد، أمس الثلاثاء، هو ظهور الاتهامات حول استهداف خلايا تنظيم داعش لوجهاء المنطقة.

في حين تباينت الردود حول اتفاق ضمني بين الوجهاء واللجنة الأمنية لاستهداف معارضي التسوية الجديدة.

إذ لم تنته التسويات التي فرضتها دمشق على أهالي محافظة درعا، حتى عادت عمليات الاغتيال التي رأى فيها أهالي المنطقة ومراقبون أنّها دلالة على فشل الحلول السورية الروسية.

“أبو علي محاميد” رأس القضية

شكّل أبو علي محاميد، أحد وجهاء درعا البلد، والعضو السابق في مخفر درعا البلد التابع للمعارضة السورية، محوراً هاماً خلال الأشهر الأربعة السابقة.

ويأتي ما سبق خصوصاً من خلال ظهوره على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنقل تطورات حصار درعا.

لكن التطور الجديد في درعا، ظهر أمس الثلاثاء، خلال بيان كتبه المحاميد على صفحته الشخصية.

واتهم المحاميد، أعضاء سابقين في تنظيم داعش باغتياله.

وقال المحاميد، «تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل سيارة كيا ريو لون أصفر،  في العباسية وتم محاولة إيقاعي عن الدراجة وتم إطلاق النار علي من مسدس، ولكن والحمد لله استطعت أن أنجو من هذه المحاولة الفاشلة».

وتابع، «تعرف أهل الحي في درعا البلد على السيارة، وهي لتنظيم داعش الإرهابي، الذي يتزعمه هفو المسالمة ومنهد حرفوش الملقب أبو طعجة، بعد ما وصلني تهديدات منهم بمقاطع صوتية وهي محفوظة لدي».

واتهم المحاميد، تنظيم داعش بتخطيطه للسيطرة على درعا والبلد وطريق السد بعد سيطرتهم على المخيم.

اقرأ أيضا: “الهفو” و”حرفوش” يفشلان اتفاق درعا بعد ساعات من توقيعه.. والشرطة الروسية تخلي نقاطها في درعا البلد

تخطيط لضرب معارضي التسوية

وفي رد على المحاميد، اتهم مؤيد حرفوش، المحاميد باتفاقه مع اللجنة الأمنية لإعادة ما أسماه بـ«الفتنة والحصار والحرب إلى المربع الأول».

والحرفوش، هو أحد المقاتلين الذين طالبت دمشق بترحيلهم إلى شمال سوريا في يونيو/حزيران الفائت، لنجاح التسوية في درعا البلد.

وكشف الحرفوش، أنّ عناصره كانوا قادرين على اغتيال المحاميد منذ أيام الحصار، ولكنهم أوكلوا أمر محاسبته للعشائر.

وأعاد الحرفوش نفيه بانضمامه لتنظيم داعش، وأنّ ما قاله المحاميد هو لتسليم المنطقة لإيران ومليشياتها.

اقرأ المزيد: مصير درعا مرتبط بشخصين أحدهما كان في تنظيم “داعش”.. فما الدور الذي ستلعبه لجان التفاوض؟

هل يعود التصعيد إلى درعا البلد؟

في أغسطس/آب، كشف مصدر في اللجنة المركزية، لـ(الحل نت)، أنّ القوات الحكومية رفضت إتمام الاتفاق بسبب رفض “مؤيد الحرفوش” يلقب بـ”أبو طعجة” من درعا البلد، و“محمد المسالمة” (أبو عبدو)، يُلقب بـ “الهفو” (كان ضمن تشكيلات تنظيم #داعش في منطقة “حوض اليرموك” غربي درعا)، قبولهما بخيار التهجير بعد موافقتهما عليه.

وكان ناشطون من مدينة درعا ربطوا مصير أحياء البلد بهؤلاء الشخصين.

في حين قبلت دمشق بضغط روسي باتفاق التسوية في درعا البلد دون دخول حي المخيم الذي يعتبر مقراً لهما ضمن التسوية لفترة وجيزة لم تحدد.

ويرجح عضو اللجنة المركزية، أبو عماد البطين، خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّ الحكومة السورية والفرقة الرابعة خصوصاً قد تستغل موقف المحاميد وحديثه عن تنظيم داعش لإعادة انتشارها في أحياء درعا البلد.

انتشار داعش في أحياء درعا البلد، برأي البطين، قد يعود إلى تأجيج الوضع في درعا إلى ما قبل يونيو/حزيران 2021.

وربما قد تتطور الأوضاع لطلب دمشق بتهجير فعلي لجميع المعارضين لها في درعا البلد، حسب البطين.

وكانت دمشق قد بدأت منذ 25 يونيو/حَزِيران الماضي، فرضها حصارًا على درعا البلد، كان نتاجه عقد تسويات في كاملة المحافظة الجنوبية.

واستكمالاً لذلك، أعلنت الحكومة  أعلنت في الـ25 من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، بأنّ عمليات التسوية قد انتهت في كامل مناطق ريف محافظة درعا.

وبذلك طي مِلَفّ درعا بشكل كامل كان مسألة وقت قصير.

ويأتي ما سبق بعد تدخل كبار الجنرالات الروس كعرابين لفرض التسوية على اللجنة الأمنية والمعارضين في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

قد يهمك: مع انتهاء التسويات في درعا: ما مستقبل جنوب سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.