محروقات أسعارها مرتفعة تفوق قدرة السوريين الشرائية إن وجدت أصلاً، والكهرباء أصبحت حكراً على الطبقات الغنية لتكاليفها العالية، وبدأ الشتاء  يلوح ببرده القارص في الأفق.

 لا نستطيع القول أن السوريين تأقلموا مع معاناتهم وظروفهم القاهرة، إلا أنهم يحاولون قدر استطاعتهم الاستمرار على قيد الحياة ولاسيما مع برد الشتاء الشديد.

إذا استخدم السوريون وسائل تدفئة غريبة وعجيبة وأحيا البعض وسائل قديمة كانت في طريقها إلى الاندثار.

الحطب

الوسيلة الأكثر شيوعاً بعد أن أصبحت مدفأة المازوت من ذكريات السوريين، ولكن نتيجة كثرة الطلب عليه ارتفعت أسعاره مؤخراً وأصبح حلماً لدى الكثير من العائلات ولاسيما في مناطق شمال غرب سوريا.

طبوع الجلة (روث البقر)

وهي مشهورة بشدة في مناطق جنوب سوريا (درعا والسويداء والقنيطرة) وبدأ سكان هذه المنطقة بالاعتماد عليها في التدفئة منذ فقدان المحروقات وارتفاع أسعارها وارتفاع أسعار الحطب أيضاً.

يتم تجميع روث الأبقار في إناء بلاستيكي كبير، ويضاف إليه مادتا “التبن” و”القش”،و من ثم تخلط المواد مع بعضها لتصبح الخلطة أكثر تماسكاً، و تررك لمدة أقصاها أسبوع مع تغطيتها بشكل محكم، ثم تأتي مرحلة الكشف عنها ووضعها تحت أشعة الشمس، وبعدها تحول إلى أقراص صغيرة وبهذا تصبح جاهزة للاستخدام.

جفت الزيتون أو البيرين (بقايا عصر الزيتون)

هذه المواد أصبحت تباع في الأسواق السورية في مختلف المحافظات والبلدات، ويستخدمها أهل القرى والأرياف بشكل خاص، ويحصل عليها البعض مباشرة من معاصر الزيتون  وبسعر مقبول أو من خلال والمحلات التجارية بأسعار مرتفعة.

قشور الفستق الحلبي

يلجأ بعض السوريين ممن يمتلكون مزارع فستق حلبي، إلى التدفئة بقشره، إضافة إلى الخشب.

كما تتدفئ العائلات الفقيرة في دمشق وريفها على النفايات الموجودة لديهم أو يجمعوها من الأحياء المحيطة بهم، فلا يوفرون شيئاً يحترق يمكن أن يشعرهم بالدفئ، مثل قشور الخضار اليابسة والبلاستيك والألبسة القديمة والأحذية المهترأة.

ويعتمد النازحون في المخيمات أيضاً على نفس الطرق إضافة لحرق النايلون، رغم خطورة الدخان المنبعث منه على صحتهم.

ويذكر أن مبادرة “REACH” لحاجات النازحين الجدد، قالت في نهاية شهر أيلول الماضي، أن 75 بالمئة من الأسر السورية لا تملك وقود التدفئة.