نفى الفنان والمعارض السوري جمال سليمان، أنباء متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، حول عودته إلى سوريا، بعد مغادرته للبلد منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو 10 سنوات.

وقال سليمان في منشور له عبر صفحته في فيسبوك، إن كل ما يتردد حول سفره إلى سوريا «غير صحيح».

وأضاف جمال سليمان، «لكن يستوجب القول إن سوريا هي وطني وإنني أتوق إلى العودة إليها كما يتوق كل إنسان أن يعود إلى وطنه».

وأوضح سليمان أنه لم يغادر بإرادته، وإنما أجبر على ذلك، تحت سطوة «الترهيب والتهديد المباشر» على حد وصفه.

ولم يكن يرغب الفنان بأن يكون «شاهد زور» وفق تعبيره، على ما ارتكبته القوات الحكومية بحق المتظاهرين في بدايات الاحتجاجات.

وأوضح بالقول إن «الوطن شيء والنظام السياسي شيء آخر».

لافتا إلى أنه سيعود لسوريا عندما يكون هناك نظام ديمقراطي يقبل الاختلاف ويقبل المحاسبة.

«نظام يقوم على الشفافية وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة. نظام يرى فيه الساسة أنفسهم على أنهم عابرون اما الوطن فهو باق»، وفق قوله.

قد يهمك: “جمال سليمان” يُجدد الدعوة إلى مجلس عسكري انتقالي في سوريا

جمال سليمان: العودة حق مشروع لكل مواطن

أكد الفنان السوري جمال سليمان، خلال لقاء أجرته معه صحيفة “النهار” اللبنانية، أن العودة بالنسبة للسوريين إلى وطنهم هي «حق مشروع كمواطنين، وهي ليست تعاطفا أو كرم أخلاق من أي أحد».

منوها إلى أنه وبالرغم من ذلك، فلا يزال قرار العودة إلى الوطن «ممنوعا».

في السياق، تحدث سليمان عن الأسباب التي دفعته لمغادرة البلاد، بدءا من «دخول الأمن إلى البيت وتحطيمه».

وسلط سليمان الضوء على المعتقلين في سجون القوات الحكومية.

موضحا أن هناك العديد من الأشخاص ليسوا «متطرفين ولا إرهابين»، بمصير لا يزال مجهولا حتى اللحظة.

اقرأ أيضا: جمال سليمان يوضح أسباب اقتراحه تشكيل مجلس عسكري انتقالي في سوريا

من حقنا الاختلاف سياسيا

يرى سليمان أنه من حق الجميع أن يختلفوا سياسيا، لكن ليس من حقهم أن يختلفوا على فكرة المواطنة.

ويعرف سليمان المواطنة بأنها قائمة على الإرادة الحرة، وعلى الحقوق والواجبات، وليست مسألة انتماء فقط.

وتطرق سليمان إلى الانقسام الهائل الذي وصل إليه المجتمع السوري.

ما أسفر عن خلق حواجز كبيرة بين السوريين مليئة بالكراهية وعدم الثقة، واصفا إياه بالـ«شيء خطير».

وبالتالي، يعتقد سليمان أنه لا يمكن ردم الانقسامات والحواجز، إلا من خلال أمور عديدة، أبرزها المشروع السياسي الوطني.

على  أن يجتمع السوريون وأن يشعروا بأنهم أصحاب فكرة مشتركة في الوطن والمستقبل.

وكذلك أن يكون لهم ثقة في الدستور وبالبلد، وأن ينتخبوا بإرادتهم الحرة ممثليهم في السلطة التشريعية أو التنفيذية في البلاد.

لافتا إلى أن التعليم والخطاب الثقافي، من ممكن أن يلعبا دورا كبير بتحقيق المصالحة الوطنية في المقومات السورية، وإعادة ترميم الهوية الوطنية السورية لجميع السوريين .

أشار سليمان بالقول، «يحتاج السوريون اليوم أن تروى لهم الحكاية على حقيقتها».

للمزيد اقرأ أيضا: (فيديو) الممثل المعارض جمال سليمان: هذه العبارة إهانة للشعب السوري

موضحا «الحكاية العظيمة هي تلك التي ليست باللون الأسود أو الأبيض فقط، بل يجب أن يتخللها تدرجات بالألوان».

ولا يوجد طرف ممكن أن يكون على حق 100 بالمئة، ولا أن يكون طرف على باطل 100 بالمئة، على حد قوله.

ويشدد جمال سليمان- عضو في “منصة القاهرة” و”هيئة التفاوض” المعارضة السورية- على أن سوريا بالتأكيد ستعود، متسائلا، «لكن متى وكيف؟».

مجلس عسكري انتقالي

سبق وأن اقترح جمال سليمان، تشكيل مجلس عسكري انتقالي في سوريا.

على أن يكون مكوّن من ضباط منشقين لم يتورطوا في الأعمال العسكرية خلال الحرب السورية.

إلى جانب ضباط لا يزالون في الخدمة العسكرية في الجيش السوري، وآخرين من مرحلة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ممن يتمتعون بمكانة اجتماعية مقبولة.

ويعتقد سليمان أن المجلس العسكري هو صيغة بديلة لجسم الحكم الانتقالي الوارد في وثيقة جنيف.

مشيرا إلى أنه من دون تلك الوثيقة لا يمكن أن يكون هناك مرحلة انتقالية، وبالتالي «لا يمكن تنفيذ قرار 2254».

الرئاسة السورية

وفي وقت سابق، وصف الفنان جمال سليمان، الحديث عن عدم وجود بديل للرئيس السوري بشار الأسد، بالإهانة للشعب السوري، كما دعا حينها من يجد بنفسه الكفاءة للترشح للانتخابات الرئاسية.

يذكر أن ذلك جاء خلال مقابلة مع قناة النهار المصرية ضمن برنامج “واحد من الناس” قال سليمان حينها: “أكبر إهانة موجهة للشعب السوري أن يقال إنه لا بديل لفلان”.

مضيفا بأنه يوجد في سوريا ما لا يقل عن خمسين رجل وامرأة قادرين على أن يكونوا بدلاء للرئيس الحالي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.