ضوء أخضر دولي تنتظره دمشق للتصعيد العسكري في السويداء

ضوء أخضر دولي تنتظره دمشق للتصعيد العسكري في السويداء

بالتزامن مع التعزيزات العسكرية للجيش السوري التي وصلت إلى محافظة السويداء قبل أيام، تشهد المنطقة حالة من الفلتان الأمني تخللتها دوي أصوات اشتباكات وتفجيرات.

موقع “السويداء 24” المحلي، كشف في تقرير له يوم الأربعاء، عن تعرض 15 شخصا للخطف و”الاحتجاز القسري”، في محافظة السويداء، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بينما قُتل ثمانية أشخاص خلال الشهر ذاته.

وذلك في الوقت الذي وصلت فيه تعزيزات عسكرية تتألف من ناقلات جند وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة، وجنود من حفظ النظام وعناصر من فرع أمن الدولة، وانتشرت في محيط مبنى المحافظ وبعض المقرات العسكرية في المدينة وعلى مداخل مدينة السويداء.

اقرأ أيضاً: توتر أمني جديد واشتباكات متكررة.. ما الذي يحصل في السويداء؟

مطالب محافظ السويداء بعد أيام من تعيينه

كشف تسجيل مسرب صادر عن قوات حكومية سورية في السويداء، أن المطالب لمحافظ السويداء الجديد نمير حبيب مخلوف المقرب من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، هي رؤية الجثث في الشوارع من أجل الحفاظ على هيبة الدولة.

وقالت شبكة محلية للسويداء، على موقع “فيسبوك”، إنها حصلت على تسجيل صوتي مسرب لأحد قيادي المجموعات العسكرية المحلية في محافظة السويداء، يتحدث فيه عن التوتر الأمني الذي حدث خلال الأيام الماضية في المحافظة.

وذكرت  أن المحافظ الجديد طلب من رئيس فرع أمن الدولة في السويداء مشاهدة الأهالي في السويداء جثثا بالأرض لفرض هيبة السلطة مهما تطلب الأمر من ثمن.

اقرأ أيضاً: تحركات القوات النظامية في الجنوب السوري: هل تستطيع حكومة دمشق إحكام قبضتها على السويداء؟

تحركات القوات الحكومية مرفوضة من قبل أهالي السويداء

المحامي والسياسي السوري بسام العيسمي (من محافظة السويداء)، قال لـ “الحل نت”، مُعلقاًعلى التعزيزات العسكرية للقوات الحكومية في المنطقة، أن شباب السويداء وفصائلها، يرفضون التحشيدات العسكرية ودخول قوات إيرانية وروسية إلى المنطقة، إضافة إلى رفض أهالي السويداء سوق شبابهم إلى الجيش.

ويعتقد العيسمي أن المنطقة الجنوبية لها خصوصية دولية، ولا يتوقع أن تكون لدى حكومة دمشق القدرة على اتخاذ قرار متعلق فيها، “لن تسمح لها العديد من الدول أن تدخل السويداء وزعزعة الاستقرار فيها”.

وتثير تحركات القوات النظامية في الجنوب السوري كثيراً من التساؤلات حول مستقبل تلك المنطقة، التي تخضع لظروف شديدة التعقيد.

قادة أحد الفصائل المحلية في السويداء أكد لموقع “الحل نت” أن «تحركات القوات النظامية في الجنوب السوري ما هو إلا استعراضٌ للقوة. فقد تم تعزيز الأفرع الأمنية والمقرات العسكرية الثابتة بمئات العناصر».

تسريبات أمنية

وأكد القائد لـ “الحل نت”، بأن «اللجنة الأمنية في المحافظة اجتمعت أكثر من مرة. وسُرّب عن اجتماعاتها أن السلطات في دمشق قررت نشر دوريات مشتركة، من الأجهزة الأمنية وقوى الأمن الداخلي وعناصر من الدفاع الوطني، في مناطق متفرقة من السويداء. 

فضلا عن الاستعانة بالقوات النظامية عند الضرورة، بهدف فرض الأمن ووضع حد للفوضى، بحسب ما يقولون».

بينما كشف موقع “السويداء 24” المحلي، بأن التدخل الأمني المفاجئ خلال الأيام الماضية، يدل على وجود توجه جديد للتعامل مع الموقف الأمني في المحافظة، ذلك بعد مرور أسبوعين على اجتماع مغلق للجنة الأمنية التابعة للحكومة السورية في السويداء.

فيما كان موقع “السويداء 24” أشار في تقريره المشار إليه آنفاً، بأن جميع ضحايا الانتهاكات التي وثقتها مدنيون، بينهم طفل واحد وامرأة.

ولفت التقرير بأن العصابات التي تمتهن الخطف بدافع الفدية المالية، مسؤولة عن اختطاف ثمانية مدنيين، لا يزال ثلاثة منهم محتجزين حتى تاريخ تحرير هذا الخبر.

بينما كانت الجهات الأمنية التابعة لقوات النظام في المحافظة مسؤولة عن اعتقال خمسة مدنيين “خارج نطاق القانون”، لا زالوا معتقلين حتى اليوم، بينما كانت فصائل مسلحة مدعومة من النظام، مسؤولة عن اختطاف مدنيين اثنين، بينهم طفل، كانت أطلقت سراحهما خلال الشهر الماضي.

بينما قُتل ثمانية مدنيين في محافظة السويداء خلال شهر تشرين الثاني الماضي، جميعهم من المدنيين، بينهم أنثى واحدة، إثر حوادث مختلفة، فضلًا عن تسجيل خمسة إصابات في حوادث “عنف” متفرقة، بحسب الشبكة.

وتشهد محافظة السويداء توتر دائم في الوضع الأمني، إذ تتكرر الاشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية وقوات أمنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.