عاد “أبو محمد الجولاني”، متزعم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، إلى الظهور مجددا أمام الكاميرات، ساعيا من وراء ذلك إلى زيادة حضوره الإعلامي، حيث حرص خلال هذه الفترة على التواجد بين فعاليات المدنيين ووجهاء العشائر والمرضى، والادعاء بقربه من المدنيين، زاعما أنهم يشكلون حاضنة شعبية له ولتنظيمه. بخلاف الظهور العسكري المعتاد له خلال السنوات الماضية.

“الجولاني” ظهر مجددا، خلال افتتاح “حكومة الإنقاذ” التابعة للهيئة، الطريق الدولي الواصل بين بلدة الدانا وبلدة سرمدا، شمال محافظة إدلب، والتي أشرفت “الإنقاذ” على تنفيذه، وأسمته مشروع “طريق حلب باب الهوى”

ما هدف الجولاني من ظهوره المتكرر على الإعلام؟

تكرر ظهور أبو محمد الجولاني، في الشوارع العامة، وأماكن الاكتظاظ السكاني، والمحلات التجارية، في محاولة منه، لصبغ نفسه بصفة الرئيس والشخصية المدنية التي لا تشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة، خلافا لصفته الرئيسية كقائد عسكري لفصيل مصنف على قوائم الإرهاب.

ناشطون محليون قالو لـ “الحل نت” إن هدف الحملة الإعلامية هو تركيز “الهيئة” على الادعاء بديمقراطيتها ونفي اتهامات الاستبداد والجهادية والتطرف، بالإضافة إلى تصوير “الجولاني” كقائد “متكامل مع الشعب” وتصدير “تحرير الشام” على أنها اجتماعية خدمية ومختلفة عن الجماعات المتطرفة.

وأضاف الناشطون، أن الظهور الإعلامي لقائد “تحرير الشام” جاء للمرة الثانية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بالمنطقة، حيث كانت الأولى عندما أعلن عن مشروع “الهيئة” في دعم مادة الخبز، والتي من المفترض أن تكون “حكومة الإنقاذ” هي من تديره، ما يؤكد نظرية أنه يحاول صبغ نفسه بالصفة المدنية، و بأنه زعيم لكل المنطقة التي يسيطر عليها فصيله في شمال غرب سوريا.

للقراءة أو الاستماع: معظمهم من “تحرير الشام”.. “الإنقاذ” تسمي وزراء جدد لعام 2022

“تحرير الشام” تقتنص الفرص لإيصال رسائلها

عباس شريفة، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية، في مركز “جسور” للدراسات، قال خلال حديث لـ”الحل نت” إنه لا شك بأن الظهور الإعلامي لـ”هيئة تحرير الشام” وقائدها، هو إحدى الأدوات الاستراتيجية في إرسال الرسائل السياسية داخليا وخارجيا.

واعتبر شريفة هدف “تحرير الشام” داخليا من خلال الترويج بأنها تخدم المواطنين، خصوصا بعد ارتفاع الأسعار وفرض الضرائب من قبل “الهيئة” على المواد الاستهلاكية، في حين يعكس الظهور ثنائية الحكم، وبأن “حكومة الإنقاذ” هي مجرد واجهة مدنية، وأما الحاكم الفعلي لإدلب هي “تحرير الشام”.

وافتتحت “حكومة الإنقاذ” المسيطرة على محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، طريق حلب- باب الهوى يوم الجمعة الماضي، بحضور متزعم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني.

للقراءة أو الاستماع: سياسة جديدة لـ”طالبان” و “تحرير الشام” ضد الجهاديين .. ما القصة ؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.