بعد تعرضهن لحملة “تنمر وسخرية” عبر الصفحات السورية في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، عبّر وزير التربية السوري دارم طباع، اليوم الأربعاء، عن دعمه للمعلمات الثلاثة الذي ظهروا في تسجيل مصور من مدرسة “8 آذار” بريف دمشق.

الوزير يستقبل المعلمات الثلاثة

ونقلت وسائل إعلام محلية صور استقبال الوزير طباع للمعلمات هدى حسين، سهير عثمان، نجود نصور، ومدير مدرسة “8 آذار” علي الجلاد، مؤكدا تضامنه معهن وتقديره لدورهن التربوي والتعليمي في إطار عملهن في مدرسة “8 آذار”.

وبحسب ما صرح الوزير فإن المدرسة الواقعة في مدينة قطنا بريف دمشق، هي من المدارس المميزة بطلابها ومعلميها، مشيرا إلى أن “المعلمين هم حاملو رسالة العقل والفكر والبناء، ودورهم المهم أساسي في تنمية شخصيات الطلاب ومهاراتهم وبالتالي هم الأساس في بناء المجتمع وتطوره” حسب قوله.

قد يهمك: أزمة التعليم في سوريا: أكثر من مليون طالب متسرب

كذلك أشار طباع إلى ضرورة حصول المعلمين والمعلمات على “الاحترام الذي يستحقونه دون الانجرار وراء حملات التنمر التي تنعكس سلباً على أدائهم وحياتهم وتقدم أحكاماً غير صحيحة عن أعمالهم وجهودهم“.

كما نقلت وسائل إعلام عن المعلمات تأكيدهن أن المدرسة تعمل منذ سنوات مع الطلاب، لإقامة العديد من النشاطات الترفيهية رغم قلة الإمكانيات في المدرسة، وذلك بهدف “تحفيز الطلاب وترغيبهم بالمدرسة“.

حملة سخرية تقابلها حملة تضامن

وكانت المعلمات الثلاثة تعرضوا لحملة من السخرية والتنمر على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب انتشار تسجيل مصور يعود تاريخ تسجيله إلى العام 2019، إذ تظهر المعلمات الثلاثة في نشاط ترفيهي وهو يؤدون أغنية باللغة الإنكليزية، في طريقة اعتبرها البعض “بعيدة عن النطق الصحيح للغة“.

حملة التنمر تلك واجهها حملة تضامن لبعض الناشطين الذين عبروا عن استغرابهم من كم الهجوم على المعلمات، لا سيما وأنهن يعملن في ظروف بالغة الصعوبة ووسط إمكانيات محدودة وقطاع تعليمي شبه متهالك في البلاد.

التنمر الذي استمر حتى بعد تكريم وزير التربية اعتبره سوريون أنه دليل واضح على أن العديد من الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي يميلون للسخرية من خلفية المجتمع الذي اعتاد على التنمر وتسخيف أفعال الآخرين حتى قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الصحفية نور محمود دبسي عبر صفحتها الشخصية بفيسبوك: “المدرسة إحدى مدارس ريف دمشق، يعني مستوى التعليم والاهتمام فيها متواضع جدا ومع هيك، بإمكانيات بسيطة حاولت هي المعلمة وزميلاتها يعملوا شيء جديد، وللأسف تم نشر الفيديو بعد 3 سنوات للتشهير والسخرية منهم ومن لغتهم.

وأضافت: “هدول السيدات لغتهم الانكليزية بحاجة لتحسين وضبط، لكن هل بيستحقوا هالقدر الكبير من التنمر عليهم وعلى ملابسهم وأصواتهم؟ ببلد فيها الوضع المعيشي والاقتصادي سيء جداً، الكهرباء بتقطع أكتر من 20 ساعة بمعظم المناطق، عدا عن الصعوبات الحياتية اليومية للمواطن السوري بتأمين الخبز والغاز والبنزين وركوب المواصلات ووو.. شو سهل نحكي ونتنمر ونحنا منعرف واقع تعليم اللغات الأجنبية ببلادنا!! هدول المعلمات حاولوا يسعدوا الطلاب بلفتة غير معتادة بمدارسنا، وأكلوا نصيبهم من السخرية والتنمر“.

ويشهد قطاع التعليم العالي تدني في المستوى الأكاديمي، فضلا عن الفساد المنتشر في الجامعات الحكومية في سوريا، ما يدفع الطلاب إلى الاتجاه في بعض الأحيان إلى الجامعات الخاصة ذات الرسوم المرتفعة.

اقرأ أيضا: منظمة دولية.. الأطفال السوريون محرومون من التعليم في لبنان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.