يبدو أن الغارات الإسرائيلية لن تنتهي على سوريا، طالما النفوذ الإيراني يعمد إلى توسيع نشاطه وتواجده عبر وكلائه المحليين من الميليشيات العاملة على الأراضي السورية.

القصف الإسرائيلي رسالة إلى بوتين؟

فجر الاثنين الماضي، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي محيط العاصمة دمشق، وشمل القصف مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لحزب الله اللبناني.

وهذه الغارة الإسرائيلية هي الأولى بعد التي استهدفت ميناء اللاذقية في الساحل السوري، والتي خلفت خسائر كبيرة، وبحسب تقارير فإن هذا الهجوم هو الرابع منذ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موسكو قبل نحو شهرين، وعلى أثر تلك الزيارة تم التوصل مع الرئيس الروسي إلى تفاهمات جيدة ومستقرة، بشأن القصف الإسرائيلي على سوريا.

إلا أن مصادر إسرائيلية ذكرت بأن ما بعد الزيارة ليس كما قبلها، فيما رأى الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي أن ‏القصف الإسرائيلي الأخير في محيط مدينة دمشق تبدو أنها جواب على الدورية المشتركة الروسية-السورية.

وأردف بربندي، خلال حديثه مع “الحل نت”، نفهم من هنا أن إسرائيل تريد أن تقول لروسيا، بأن ترتيباتها العسكرية في سوريا مرحب بها.

وأضاف الدبلوماسي السوري، طالما إنها تضمن أمن إسرائيل، فالعكس ‏أنها غير معنية بأية ترتيبات روسية داخل الأراضي السورية وحتى لو كانت على طول حدودها، مهما كانت شكلها أو نوعها إذا كانت نتيجتها لا تضر أمن إسرائيل وسلامتها.

وقد سبق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والعديد من القادة العسكريين مرارا وتكرارا أن عبروا عن مصدر قلقهم الرئيسي بخصوص منع “ترسيخ” الجيش الإيراني على حدودهم الشمالية الشرقية، حيث يوضح معهد واشنطن، أنه خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر العام الماضي، حذر نتنياهو من أن إسرائيل لن تقبل قيام طهران بتطوير قدراتها الإنتاجية للصواريخ المتقدمة في سوريا ولبنان، وأنها “ستعمل على منع إيران من إنشاء قواعد عسكرية دائمة في سوريا، لقواتها الجوية والبحرية والبرية”.

ما موقف روسيا؟

بحسب ما أكده محللون في الشؤون العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن التحركات الإسرائيلية نفذت عمليات عدة ضد النفوذ الإيراني في سوريا، تضمنت عمليات برية سرية في المنطقة الحدودية وإطلاق صواريخ دقيقة التوجيه إضافة إلى توزيع مناشير تحذيرية مكتوبة باللغة العربية يتم إلقاؤها من الجو وتحمل تحذيرات لضباط الجيش السوري تدعوهم لقطع التعاون مع “حزب الله” والميليشيات الإيرانية بالقرب من الجولان.

لكن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أشارت في تقرير لها، إلى التطور العسكري هذا حصل في سوريا، بعدما سيرت طائرات عسكرية روسية وسورية دوريات مشتركة بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

ويتوقع تقرير الصحيفة التي قام موقع “الحل نت” بترجمته، أن أخبار الدوريات الروسية المشتركة هي رسالة للتظاهر بأن السوريين والروس سوف يعملون عن كثب لاستعراض القوة، وإقناع العالم بأن القوات السورية وحكومة دمشق لهم السيادة على أجزاء من البلاد.

كذلك ربما لا تكون هذه الرسالة موجهة إلى إسرائيل، أو ربما ليست فقط لإسرائيل، فمعظم الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا تحدث ليلا، وليس هناك دليل على قيام طائرات حربية روسية وسورية بدوريات ليلية.

وبالعودة إلى الدبلوماسي السوري السابق، ‏فإن “قصف مواقع دفاع جوية ومستودعات صواريخ وميناء اللاذقية الأخير وغيرها من الاستهدافات، هي كلها أهداف شكلية للحكومة السورية، يستفاد منها إيران وميليشاته ولكن يتم قصفها”.

ويضيف بربندي، بأن الدورية المشتركة إذاً هي رسالة بأن حكومة دمشق قادرة على حماية الحدود الإسرائيلية وبمساعدة روسية، منوها بأن هذا الأمر مرحب به من قبل روسيا ودوليا، وهذا ما يسوقه الروس و لكن الواقع مختلف، فإيران هي المسيطرة بكل الأحوال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة