يشهد سوق العقارات في سوريا ركودا في حركة البيع والشراء، وذلك في وقت ارتفع فيه مؤشر العرض في الأسواق، إذ يلجأ سوريون إلى بيع منازلهم بغرض السفر.

وقال الخبير الاقتصادي، محمد الجلالي، إن الفترة القادمة ستشهد ارتفاعا في معدل عرض العقارات، وذلك بسبب استبعاد من يمتلك أكثر من عقار في المحافظة نفسها من الدعم الحكومي، حيث سيلجأ البعض إلى بيع عقاراتهم بهدف عودة الدعم إليهم، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلامية محلية.

ارتفاع وهمي بسبب كثرة العرض

رغم الانخفاض الحالي في أسعار العقارات، فإنه لا يعتبر انخفاضا طفيفا في الأسعار، إلا أن الجلالي وصفه بأنه “انخفاض غير صحي“، وذلك بالنظر إلى مشكلة الفرق بين التكلفة وسعر البيع.

قد يهمك: كيف تعاملت وكالات الأمم المتحدة مع شركات ماهر الأسد؟

ولفت الخبير الاقتصادي في تصريحات لصحيفة “الوطن” إلى أن “وجود مشكلة حالية تتمثل بأن أي مستثمر أو تاجر عقارات، يريد بناء عقار يعاني من صعوبة في إيجاد زبائن لشراء العقار، ولو تم بيعه بسعر الكلفة لذا يضطر التاجر أو المستثمر حاليا، للتريث أو قيامه ببناء العقار بخطوات بطيئة“.

في حين يقلل المحلل الاقتصادي، فراس شعبو، من أهمية هذا الانخفاض، مستبعدا استمراره على المدى المتوسط أو البعيد، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف بناء المتر المربع الواحد عدة أضعاف خلال الفترة الماضية.

ويقول شعبو في حديثه لـ“الحل نت“: “لا يوجد انخفاض حاليا هناك جمود بالسوق، اليوم تكلفة المتر الواحد لبناء جديد أصبحت تتجاوز بشكل كبير تكلفة البناء المبني منذ سنوات سابقة، ولكن بسبب الكساد وبسبب كثرة العرض، لجأ بعض أصحاب المنازل إلى تخفيض أسعارها للحصول على عملية بيع سريعة، لكن بالمجمل لا يوجد انخفاض في الأسعار. إن الأسعار ترتفع مع ارتفاع أسعار الصرف“.

ويرى شعبو أن “المستفيد هم تجار الأزمات، كونهم يشترون العقارات بأقل من قيمتها الحقيقية” ويردف قائلا “البعض يعمل على إعادة بناء للمنازل، أو ترميم، ويعود لبيعها بدلا من البناء الجديد“.

وقياسا على الليرة السوري فقد بلغت أسعار العقارات في دمشق أرقام خيالية، ليصل متوسط سعر المنزل وسط دمشق بمساحة 100 متر مربع إلى نحو 1.5 مليار ليرة.

للقراءة أو الاستماع: دون الرجوع إلى مجلس الأمن.. الأمم المتحدة تتخذ قراراً مهماً حول سوريا

أما على أطراف المدينة فكانت الأسعار تتراوح بين 300 إلى 400 مليون ليرة، لمنزل في المساحة ذاتها.

ارتفاع أسعار مواد الإكساء

كذلك ارتفعت أسعار الإكساء ومواد البناء في البلاد، ليصبح متوسط تكلفة إكساء المتر المربع من العقار تعادل تكلفة بنائه في بعض المناطق.

ويؤكد خبراء اقتصاديون أن أسعار العقارات أغلى مما تبدو عليه، وذلك نتيجة انهيار الليرة السورية والقدرة الشرائية لدى السوريين، فهناك منازل تبلغ قيمتها عشرات آلاف الدولارات وتم بيعها بأقل من نصف ذلك.

وشهدت أسواق العقارات في بعض المناطق عرضا كبيرا مقابل طلب قليل على المنازل، وذلك نتيجة عرض العازمين على الهجرة بيع ممتلكاتهم قبل السفر، فضلا عن اتجاه اللاجئين خارج سوريا إلى بيع ممتلكاتهم التي لا يستفيدون منها في الوقت الراهن.

اقرأ أيضا: تخفيف التواجد الإيراني في اللاذقية.. حقيقة أم مناورة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.