يعيش السوريون عدة أزمات، نتيجة عشرية الحرب السورية، وفشل الحكومة في تحسين الواقع الأمني والخدمي والاقتصادي، وبالتالي تفاقم الوضع المعيشي والتعليمي والواقع العام للمواطنين في سوريا.

لماذا الكهرباء؟ “افتحوا النوافذ”

تناولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، فيديو مصورا يظهر وزير التربية، دارم الطباع، متفاجئا بعدم وجود الكهرباء في مدرسة ثانوية الصناعة بريف دمشق.

ما أثار جدلا واسعا حول دعوته، إلى اتخاذ إجراءات بديلة لحل مشكلة الكهرباء، وهو فتح النوافذ كبديل للإنارة! وبدا الوزير السوري، غاضبا في الفيديو، متسائلا حول عدم توفر الكهرباء، مشيرا إلى أن الطلاب مثل أولاده، مستغربا في الوقت ذاته من عدم وجود مولدة توليد الكهرباء أو تركيب ألواح شمسية، ليرد عليه أحد أعضاء الهيئة التدريسية، أنه قدموا طلبا منذ ثلاث سنوات، ولم تستجب “الجهات المسؤولة” حتى الآن.

الأحداث المشار إليها سابقا، بعثت بموجة انتقادات وسخرية واسعة من قبل الشارع السوري، إذ علق أحد المتابعين بقوله: ” وين عايش..! كأنه جاية من كوكب ثاني؟”، في حين علق آخر، “سيادة الوزير الدنيا شتاء وشباك مفتوح وين بتصير هي؟”

و وسط استغراب آلاف المعلقين كلام الوزير الحكومي، شكك العديد منهم بكلامه، وكذلك بالحجج الحكومية الدائمة بعدم علمها بتوفر المقومات الأساسية لتسيير عمل مؤسسات الدولة، حيث قال أحد المتابعين مشيرا إلى مدى انفصال الحكومة عن واقع المواطنين، “عجبتني هالتمثيلية …وزير التربية عايش بفرنسا.. مستحيل اسلوبون باضطراب عقول الناس”.


وتعاني جميع مناطق الحكومة السورية من أزمة في توفير الكهرباء منذ سنوات طويلة، والتي بلغت خلال الأشهر الماضية في بعض المناطق نحو عشرين ساعة في اليوم، فيما تعجز الحكومة عن فعل أي شيء لإنقاذ البلاد من أزمات جديدة ونتائج سلبية أكبر مما هو عليه البلد

وكانت وزارة الكهرباء في حكومة دمشق، أقرت مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك.

وشملت لوائح أسعار التعرفة الجديد لـ أسعار الكهرباء في سوريا، رفع أسعار الاستهلاك المنزلي بنسبة مئة بالمئة.
في الوقت ذاته، وبحسب تقارير دولية، فإن مستوى التعليم في سوريا قد تراجع إلى مستويات متدنية، ففي سوريا، في الوقت الحاضر على الأقل.

قد يهمك: مسؤول حكومي يتحدث عن أسعار الكهرباء في سوريا.. هل ترتفع من جديد؟

مياه ملوثة وانتشار للأمراض!

بعيدا عن الأزمات الأخرى التي تصدع البلاد، من أزمة المواصلات إلى الوقود والكهرباء، والوقوف لساعات طويلة في طوابير الأفران من أجل الحصول على ربطة خبز، فهناك أزمات لا يمكن التغاضي عنها، لها آثار بيئية وصحية كبيرة على المواطنين، مثل أزمة توفر المياه وتلوثها.

فقد سجلت منطقة “عين القريبة” في بلدة الهامة بريف دمشق، حالات إصابة بمرض اللشمانيا، جراء اعتماد الأهالي على مياه غير صالحة للشرب، وسط غياب المياه الصحية عن المنطقة، وفق رئيس مجلس بلدية الهامة، نصوح كريكر.

وأضاف أن “لجنة من وزارة الموارد المائية والمؤسسة العامة لمياه عين الفيجة ووحدة مياه عين الفيجة، قامت بأخذ عينات من آبار المنطقة لتحليل المياه، وأن المنطقة غير مزودة بمياه صالحة للشرب، والسكان يحصلون على مياه الشرب من خلال تعبئة بيدونات من منهل يبعد عنهم 500 م” وفق ما صرح لإذاعة “شام إف إم” المحلية.

وشهدت عدة مناطق في ريف دمشق، في السابق، حالات تسمم بين الأهالي، نتيجة تلوث المياه التي توفرها المؤسسات الحكومية للأهالي، وسط شكاوى من قبل المواطنين وقتذاك، ولكن حتى الآن لا يزال المواطنون يعانون من هذه المعضلة.

وفي وقت سابق نقلت وكالة “سانا” عن بسام أبو حرب، أن مؤسسة مياه الشرب تقدم الأمتار الخمسة الأولى بشكل مجاني للمواطنين، وفق نظام شرائح تعتمده المؤسسة، وهذه تسمى الشريحة الأولى، ثم بعد ذلك تبدأ الشريحة الثانية بالاستهلاك من 6 – 15 متر مكعب ويبلغ سعر المتر المكعب الواحد فيها 7 ليرات سورية، ثم ينتقل التقدير إلى الشريحة الثالثة والرابعة، والخامسة والتي تبدأ بالاستهلاك من 36 – 50 متر مكعب، حيث يبلغ سعر المتر المكعب فيها 30 ليرة سورية، وهكذا يكون الارتفاع في الأسعار مع نسبة كل شريحة.

وهذا مؤشر واضح على مدى عجز الحكومة في توفير مياه الشرب للمواطنين، خاصة في العاصمة دمشق وريفها، وكذلك عدم قدرتها على توفير أبسط مقومات الحياة.

ويوجد هناك ثلاثة أشكال رئيسية لداء الليشمانيات، داء الليشمانيات الحشوي (وهو أشد أشكال المرض خطورة)، والجلدي (الأكثر شيوعا) والمخاطي الجلدي.

وتسبب داء الليشمانيات الطفيليات الأوالية التي تنتقل عن طريق لدغة أنثى ذباب الرمل الفاصد المصابة، على اختلاف أنواعه الباطنية والجلدية، حيث يصيب الجلد ويؤدي إلى ظهور جروح متقرحة يصل قطر الواحد منها إلى بضعة سنتيمترات، وتدوم لأشهر طويلة على الرغم من العلاجات المختلفة.

ويؤثر المرض في بعض أفقر الناس في العالم، ويرتبط بسوء التغذية، والتلوث البيئي وضعف الجهاز المناعي، والنزوح السكاني، ورداءة السكن.

قد يهمك: دمشق: بورصة المياه تسجل أرقاما قياسية قريبا.. هل تخرج عن الدعم الحكومي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.