وزارة الدفاع العراقية تجدد تبرير مجزرة “العظيم” بالإهمال!

وزارة الدفاع العراقية تجدد تبرير مجزرة “العظيم” بالإهمال!

كسائر الحوادث والفواجع بالعراق، اسدل الستار على مجزرة حاوي العظيم، التي راح ضحيتها 11 حنديا عراقيا من الجيش، بينهم ضابط، بهجوم شنه عناصر تنظيم داعش، فجر يوم 21 من كانون الثاني/يناير الماضي، وبعد سلسلة عمليات أمنية شنتها القوات العراقية على مواقع التنظيم، قالت إنها ثأرا للضحايا.

أثارت الحادثة الرأي العام، حول موقع الثكنة العسكرية المهاجمة، ومدى تحصيناتها العسكرية، وكيف تمكن عناصر التنظيم من الاجهاز على عناصر المرابطون فيها جميعا وباستثناء جنديا، لا سيما وأنها تقع ضمن مناطق ما باتت تسمى بـ”مثلث الموت” التي تقع ما بين محافظات ديالى، كركوك، وصلاح الدين، وهي منطقة رخوة أمنيا.

حرص مجتمعي

وحمل الرأي العام، وزارة الدفاع مسؤولية الحادث، بسبب اهمالها في تحصينات الثكنة، رغم امتلاكها مؤشرات حول الوضع الأمني وصعوبته في تلك المنطقة، قبل أن يكشف محافظ ديالى، مثنى التميمي، في حديث للوكالة الرسمية، السبب الرئيس للاعتداء أنه “إهمال المقاتلين العسكريين، في تنفيذ الواجب، لأن المقر محصن بالكامل، وتوجد كاميرات حرارية، ونواظير ليلية وأيضا هناك برج مراقبة كونكريتي”.

وهذا ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، عن مسؤول مطلع في شرطة ديالى أن “الجنود كانوا نائمين عندما هجم مقاتلو الدولة الإسلامية على المعسكر”، في منطقة حاوي العظيم الواقعة إلى الشمال من بعقوبة والمحاذية لمحافظة صلاح الدين.

وفي يوم السبت 22 كانون الثاني/يناير، أكد وزير الدفاع جمعة عناد، في حديث متلفز أطلع عليه موقع “الحل نت” إن “مقر السرية محصن ومحاط بساتر ارتفاعه يصل إلى مترين وفيه كاميرات حرارية وأسلاك شائكة ومدخل خلفي”.

كانوا نائمين

وقال إنه “نعتقد الحادثة جرت بسبب تقصير واحتمالية نوم المقاتلين”، مشيرا إلى أن “مقر السرية فيه برجين مراقبة ولم يكن فيهما أحد من الحنود، وربما الإرهابيين قتلوا جنديا جالسا في الكابينة قبل التسلل”.

تصريحات دفعت باتجاه تأزيم الموقف، وراح الجميع يبحث خلف حقيقة القصة، قبل أن تعاود وزارة الدفاع مجددا، يوم أمس الاحد، تبرير الحادثة بالإهمال، خلال ردها على تناول مجلة شبكة الإعلام العراقي الحادثة، بعنوان “الضلع الناقص في مواجهة داعش”.

وقالت الوزارة في بيان اطلع عليه موقع “الحل نت” إن: “ما تم طرحه في مجلة الشبكة، هو محاولة لزرع الفتنة وشق وحدة الصف بين أبناء الشعب والجيش، فالجميع يعلم أن تصريح السيد وزير الدفاع فيما يخص حادثة العظيم، جاء نتيجة للتحقيق في الحادث وبناء على شهادة أحد الناجين من الحادث”.

إهمال واضح

حيث زار وزير الدفاع الموقع، وكان الموضع محصنا بشكل جيد، والضلع الناقص ما هو إلا درئية و(الدرئية تستخدم في الإنذار الصباحي والمسائي لغرض حماية الجنود عند الانتشار)، وهي موجودة قرب البرج الكونكريتي، الذي لم يشغل من قبل عناصر الموقع “بسبب الإهمال”، إذ كان البرج بإرتفاع 9 امتار، ومحصنا، ويحتوي الموقع على كل المتطلبات اللازمة للدفاع، وفقا للبيان.

وجدد البيان تأكيده على أن “الموضوع كان إهمالا واضحا من قبل المجموعة التي كانت تشغل الموقع”، مشيرا إلى أن “وزارة الدفاع وعلى رأسها الوزير ورئيس الأركان، تعتز بكل شهدائها الأبطال الذين ضحوا في سبيل الوطن، والذين عبدت دماؤهم الطاهرة طريق الحرية”.

وعلى الرغم من مأساة حادثة العظيم، إلا أن “الرد جاء عنها في وقت قياسي، حتى يعلم العالم أجمع أن كل قطرة من دماء الشهداء تعادل ألف وأكثر من الإرهابيين الجبناء”. بحسب البيان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.