في ظل الحديث الدارج عالميا، حول استقطاب السوريين من طرفي الصراع في أوكرانيا من أجل الانخراط في الغزو الذي بدأته موسكو منذ ثلاثة أسابيع ضد كييف، أظهرت تصريحات رسمية من منظمات طبية دولية وصول العشرات من المتطوعين من جميع أنحاء العالم إلى الحدود مع أوكرانيا لمساعدة اللاجئين، معظمهم من النساء والأطفال الذين يفرون من العنف.

خبرة في الحرب

تطورات موضوع وصول الأطباء السوريين إلى أوكرانيا، كان قد بدأ، اليوم الاثنين، من خلال بيان لـ “اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة” وهو منظمة غير حكومية ومقرها فرنسا، حيث أشار إلى أن وصولهم إلى كييف جاء بعد 10 سنوات من انخراطهم في الحرب السورية للمساعدة.

وقال البيان الذي اطلع عليه “الحل نت”، إنه وصل فريق إغاثة دولي من اتحاد دول جنوب الصحراء الكبرى، مؤلف من أطباء سوريين/أميركيين، إلى أوكرانيا في وقت سابق من الأسبوع الماضي لبدء جهود الإغاثة.

وأشار البيان، إلى أن أطباء الاتحاد يتمتعون بضع فريد لدعم جهود الإغاثة في أوكرانيا، بعد أن عملوا في ظل ظروف نزاع مماثلة في سوريا على مدار السنوات العشر الماضية، بما في ذلك جروح وإصابات الحرب والنزوح والهجمات الكيميائية والأزمة الإنسانية الكبرى.

وافتتح الاتحاد بالفعل مكتبا ميدانيا، ويدير محطة إغاثة إنسانية في لفيف للأغذية والضروريات، ونقطة طبية في لوتسك. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الاتحاد على إنشاء مرفق طبي ميداني في كييف.

وذكر البيان، أن منذر يازجي، وهو طبيب سوري أميركي، ومؤسس مشارك للاتحاد، هو قائد البعثة، يقوم بفرز بعض الجرحى، وتحقيق الاستقرار لهم، وتوفير الأدوية في نقطة لوتسك الطبية.

للقراءة أو الاستماع: روسيا تنشر الإرهاب في أوروبا؟

تشابه الانتهاكات الروسية في أوكرانيا وسوريا

مع دخول روسيا أسبوعها الثالث الآن، أجبرت روسيا حوالي 2.5 مليون شخص على الفرار من أوكرانيا بينما يحاول الآخرون البحث عن ملاذ في الأقبية ومحطات مترو الأنفاق والملاجئ تحت الأرض في جميع أنحاء البلاد.

“اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة”، أشار إلى أنه الآن، يتم توثيق نفس الفظائع وجرائم الحرب التي شهدتها سوريا في أوكرانيا، مثل قصف مستشفى “ماريوبول”. حيث وثقت “الأمم المتحدة” عدة غارات جوية استهدفت منشآت طبية في سوريا من قبل القوات الروسية، مما أسفر عن مقتل عدد لا يحصى من العاملين في المجال الطبي، بما في ذلك العديد من موظفي الاتحاد.

وقال الطبيب يازجي، إن “الاتحاد كان صوتا رائدا في توثيق وفضح جرائم الحرب هذه للعالم. فالضربات الجوية التي لا هوادة فيها على المدن، وفتح الممرات الإنسانية، والهجوم اللاحق عليها، تذكرنا بما شهدناه في سوريا”.

وأضاف يازجي، “آخر العناوين هي أن النظام السوري يرسل مقاتلين لدعم الغزو الروسي. نريد أن يعرف الأوكرانيون والعالم أن السوريين عانوا أيضا من نفس البربرية. كما إن الأطباء السوريين موجودون اليوم للاستفادة من كل ما تعلموه لدعم جهودهم الطبية والإغاثية في هذا المجال”.

الجدير ذكره، أنه تم تأسيس “اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة” المعروف باسم (UOSSM)، استجابة للأزمة السورية. فمنذ عام 2012،  يقدم الرعاية والإغاثة في حالات الطوارئ، والرعاية الطبية والإغاثة، والرعاية الصحية النفسية. وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي، وخدمات الحماية والتغذية لملايين العائلات النازحة والمحتاجة المتضررة من الأزمة.

للقراءة أو الاستماع: ليس للقتال.. سوريون يصلون إلى أوكرانيا

تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا

في سياق مختلف، نفى عمر رحمون، وهو عضو لجنة المصالحة التابعة للحكومة السورية، حادثة انضمام السوريين للقتال إلى جانب روسيا بغزوها لأوكرانيا.

واعتبر رحمون، في حديث مع إذاعة “شام إف إم” المحلية، أن حادثة انضمام السوريين إلى الجيش الروسي في أوكرانيا هي “شائعة”، مستدركا ذلك بقوله، “ولكن دمشق لن تقصّر بتقديم مساعدة بشرية لـموسكو بحال طلبت ذلك”.

وسبق أن قالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الإثنين الفائت، إنها تعتقد أن روسيا تحاول الآن تجنيد مقاتلين سوريين لتعزيز المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. مشيرة إلى أن روسيا تبحث عن سوريين شاركوا في قتال الشوارع. إذ يمكن أن يساعد ذلك روسيا في السيطرة على مدن مثل العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال المتحدث باسم “البنتاغون”، جون كيربي، للصحفيين “روايات الروس عن سعيهم لمقاتلين سوريين لزيادة قواتهم في أوكرانيا نعتقد أن هناك حقيقة في ذلك. ومن المثير للاهتمام أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين سيضطر إلى الاعتماد على المقاتلين الأجانب”.

الجدير ذكره، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وافق الجمعة الفائت، على جلب مقاتلين متطوعين من الشرق الأوسط، ولا سيما سوريا. إذ من الواضح أن لدى سوريا مجموعة غنية من المقاتلين يمكن للجيش الروسي الاستفادة منها.

وبدوره، أشار بوتين، ردا على هذا الكلام، إلى أن “الممولين الغربيين للنظام الأوكراني لا يخفون عملهم على جمع مرتزقة من مختلف أرجاء العالم ونقلهم إلى أوكرانيا”. محملا إياهم المسؤولية عن “التجاهل التام لكافة أعراف القانون الدولي”.

ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجنيد مقاتلين سوريين للصراعات في الخارج. إذ جندت تركيا، وهي لاعب رئيسي آخر في سوريا، مرتزقة سوريين لتعزيز مقاتليها في حروب أخرى. وتشمل هذه الصراعات في أذربيجان وليبيا، حيث لا يزال وجود الآلاف من المقاتلين الأجانب. بمن فيهم أولئك القادمون من سوريا والسودان وتركيا، عقبة رئيسية أمام السلام.

للقراءة أو الاستماع: بعد سوريا.. روسيا تعيد استحضار سيناريو هجوم كيماوي في أوكرانيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة