يمثل ملف التعداد السكاني في العراق، أحد أبرز التحديات ما بعد 2003، لا سيما وأن أبرز مشكلاته هي أن القوى السياسية لم تتوافق عليه، فيما يستعد العراق لإجرائه حاليا، إذ كشفت وزارة التخطيط، يوم الإثنين، مراحل ومتطلبات تنفيذ عملية التعداد العام للسكان.

وسيشارك في تنفيذ التعداد 125 ألف عداد، فيما تتواصل استعدادات الوزارة للتنفيذ، وفقا للمتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، مشيرا إلى أنه “في حال توفرت الظروف والمتطلبات لإجراء التعداد ستعلن الوزارة عن موعد التنفيذ”.

للاطلاع على المزيد: الكشف عن عدد سكان العراق لعام 2021 

تجارب ميدانية استباقية

وأشار الهنداوي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع”، وتابعه موقع “الحل نت”، أن “الوزارة بدأت استعداداتها بإجراء تجارب ميدانية في عدد من المحافظات بواقع تجربتين في العاصمة بغداد و5 تجارب في محافظات البصرة، الأنبار، كربلاء، أربيل، ودهوك، بهدف الوقوف على التحديات الإلكترونية لتنفيذ التعداد”.

كما أن “هناك عملا يجري الآن بخصوص استكمال المتطلبات والإجراءات الإدارية، وستكون خلال الأيام القريبة زيارات ميدانية لمخيمات النازحين في الموصل وإقليم كردستان، لوضع آلية معينة لإجراء التعداد في مخيمات النازحين”، بحسب الهنداوي.

ويتطلب تنفيذ التعداد استكمال متطلبات ومراحل أساسية تسبق عملية تنفيذه، من بينها تنفيذ التعداد التجريبي في المحافظات كافة، وتوفير الأجهزة اللوحية (التابلت) والتي سينفذ التعداد بواسطتها، كما يقول المتحدث باسم التخطيط.

ويستدرك، إنه إضافة لتلك العوامل يتطلب “تدريب العدادين الذين يصل عددهم إلى 125 ألف عداد سيشاركون في تنفيذه”، مبينا أن “العدادين يحتاجون إلى تدريب وتأهيل ضمن دورات تدريبية مكثفة”.

وتحتاج عملية التعداد، إلى إنشاء مركز متخصص للبيانات الإلكترونية، مجهز بأحدث التقنيات والأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى تأمين متطلبات التغطية الشبكية لجميع مناطق العراق، بحسب الهنداوي.

للاطلاع على المزيد: العراق: مليون ولادة في 2021.. انفجار سكاني قادم؟ 

ضمانات

وأردف نحتاج أيضا، إلى “ضمان هذه التغطية لكي يتم إرسال البيانات مباشرة من الميدان إلى المركز الوطني لمعالجة البيانات، عن إجراء عملية الترقيم والحصر التي تسبق التعداد بشكل مباشر وتستمر مدة شهرين تقريبا ليتم بعدها تنفيذ التعداد السكاني”.

وأجري آخر تعداد سكاني في العراق عام 1997، وعلى مدى السنوات الماضية، لم تتوافق القوى السياسية على إجراء التعداد الذي يعتبر الأساس في توزيع الثروات في البلاد، ورسم الخطط التنموية وتقويم نتائجها، ووضع الخطط الصحيحة لإعادة الإعمار.

ومن أبرز المشاكل التي تعيق إجراء هذا التعداد، الخلاف القائم بين حكومتي بغداد وأربيل، بشأن السيطرة على المناطق الخاضعة للمادة 140 من الدستور العراقي، أو ما تعرف بالمناطق المتنازع عليها، ولعل أبرزها محافظة كركوك الغنية بالنفط.

وكانت وزارة التخطيط قالت في وقت سابق إن التعداد لن يتضمن سؤالا عن المذهب أو الطائفة، كما تطالب بعض الأحزاب في العراق.

وبلغ عدد سكان العراق لسنة 2021 41 مليونا و190 ألفا و658 نسمة، وجاءت الإحصائية بواقع 20 مليونا 810 آلاف و479 نسمة من الذكور (نسبتهم 51 بالمئة من مجموع السكان)، فيما قدر عدد الإناث بـ 20 مليونا 380 ألفا و20 نسمة (49 بالمئة من السكان)، بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة التخطيط

للاطلاع على المزيد: وزارة التخطيط: تعداد سُكّان العراق يتجاوز /40/ مليون نسمة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.