في إطار استثناء الولايات المتحدة للعراق، من العقوبات المرتبطة بالتعاملات الاقتصادية مع إيران، مددت واشنطن فترة الاستثناء الممنوحة إلى بغداد والتي تعتمد عليها لاستيراد الكهرباء والغاز، إذ أعلنت وزارة الخارجية العراقية، منح الولايات المتحدة الأمريكية إعفاء للعراق لمدة 120 يوما بدفع تكاليف واردات الطاقة الإيرانية.

ويمثل الإعفاء الجديد استمرارا للسياسة الأمريكية في استثناء العراق من العقوبات على التعاملات الاقتصادية مع الحكومة أو الشركات الإيرانية، في ملف الطاقة تحديدا، وكان آخرها في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في العام 2021.

https://twitter.com/omar_almansuri/status/1506547998406414336?s=21&t=OFGFFDqkt0GlUUNc9CDn9w

للاطلاع على المزيد: وفد عراقي إلى إيران لجدولة ديون أزمة الكهرباء

استمرار استيراد الكهرباء

وبموجب الإعفاء الجديد الذي أعطته إدارة جو بايدن، سيتمكن العراق من الاستمرار في استيراد الكهرباء والغاز من جارته الشرقية لأربعة أشهر، أي منذ مطلع أبريل وحتى مطلع أغسطس المقبل.

ويعد هذا الإعفاء هو الأطول أمدا بين إعفاءات سابقة، وهو أقصى ما يسمح به القانون الأمريكي.

وسيتمكن العراق بموجب الإعفاء الذي منحته الولايات المتحدة الأميركية من دفع تكاليف واردات الكهرباء من إيران، بحسب بيان أوردته الخارجية العراقية، وتلقى موقع “الحل نت”، نسخة منه.

وجدد وزير الخارجية الأمريكي الإعفاء من العقوبات على العراق لـ”المشاركة في المعاملات المالية المتعلقة باستيراد الكهرباء من إيران”.

ويسمح الإعفاء الجديد لبغداد بالاستمرار في استيراد الكهرباء والغاز من إيران، شريطة أن يتخذ “خطوات لتقليل اعتماده على واردات الطاقة الإيرانية”.

ومنحت الولايات المتحدة مرارا إعفاءات لبغداد لمواصلة استيراد الغاز والكهرباء الإيرانييْن رغم عقوباتها على طهران.

وينتج العراق يوميا 1500 مقمق من الغاز بحسب تصريح لوزارة النفط، ويستخدمه في تشغيل محطاته الكهربائية، فيما يستورد من إيران لتعويض الحاجة لتشغيل كافة محطاته الكهربائية، 50 مليون متر مكعب يوميًا وهو ما يعادل نحو 1765 مقمق.

وعلى الرغم من أن العراق بلد نفطي، إلا أنه يعتمد بشدة على إيران في مجال الطاقة، إذ يستورد منها ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء، وذلك بسبب بنيته التحتية المتهالكة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

للاطلاع على المزيد: العراق: عودة استهداف أبراج الطاقة الكهربائية إلى الواجهة

العراق ومعاناة الطاقة

وقطعت إيران منذ بدء الشتاء الماضي، الغاز الذي يستورده العراق منها لتجهيز الكهرباء في البلاد، الأمر الذي أدى إلى شبه انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات العراقية.

ويعاني العراق من انقطاع الكهرباء منذ أكثر من ثلاثة عقود، على الرغم من المبالغ الضخمة التي تم صرفها على قطاع توليد الطاقة منذ عام 2003 ولغاية اليوم، تقدر وفق خبراء، بأكثر من 80 مليار دولار.

وتشير تقارير إلى أن، شبكة العراق تولد أقل من 20 ألف ميغاواط، وفقا لبيانات وزارة الكهرباء العراقية، فيما لفت تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في أبريل 2019 إلى أن، قدرة العراق الإنتاجية من الطاقة الكهربائية تبلغ حوالي 32 ألف ميغاواط، ولكنه غير قادر على توليد سوى نصفها بسبب شبكة النقل غير الفعالة التي يمتلكها.

ويضيف التقرير أن من بين الـ 16 ألف ميغاواط التي ينتجها العراق، يتم فقدان نحو 40 في المئة أثناء التوزيع.

وذكر تقرير لموقع “الحرة عراق” نقلا عن خبير اقتصاد، بأنه وفقا للمعايير العالية، فإن صرف مليار دولار يمنحك القدرة على توليد ألف ميغاواط، لكن العراق صرف نحو 80 مليار دولار على ملف الكهرباء منذ عام 2003 ولم يتجاوز حجم الإنتاج 19 ألف ميغاواط”.

وبحسب التقرير أن، العراق لا يزال بحاجة لنحو 28 ألف ميغا واط من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في توفير الطاقة لمنازل المواطنين.

وفي حال أرادت البلاد استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل القطاعين الصناعي والزراعي والسياحي وغيرها فيحتاج لمثل هذه الأرقام، وفقا للتقرير.

للاطلاع على المزيد: العراق يلجأ إلى الغاز القطري لحل أزمة الكهرباء

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.