في ظل شح المياه الذي يعاني منه العراق، واقتراب موعد ارتفاع درجات الحرارة، تستعد وزارة الموارد المائية، لمفاوضات حاسمة مع الجانب التركي بشأن ملف المياه خلال الشهر المقبل.


وخلال الشهر المقبل، ستكون هناك زيارة مهمة للمبعوث الخاص للرئيس التركي، فيصل أراوغلو إلى العاصمة بغداد، وتهدف الزيارة الى التباحث حول ثلاثة محاور رئيسة منها محور النقاش في حصة العراق من المياه، وفقا للمتحدث باسم وزارة علي راضي.

أقرأ/ي أيضا: إيران تعاود إطلاق المياه إلى العراق.. هل يتجاوز الأزمة المائية؟

مساعي عراقية

وسيسعى العراق لتأمين حصة المياه العادلة وفق استحقاقاته، بحسب راضي، الذي أكد في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع”، وتابعه موقع “الحل نت”، أن ذلك، سيتم من خلال الاجتماعات التي ستعقد مع الجانب التركي.


كما أشار إلى أن “المحور الثاني سيتركز على مركز البحث المستمر بين العراق وتركيا حيث استكملت كل الأمور اللوجستية من جانب العراق وسيكون مركزا بحثيا مشتركا بين العراق وتركيا وتكون إدارته بشكل مشترك بين البلدين”.

فيما سيناقش المحور الثالث، بحسب المتحدث باسم الموارد، “تقاسم الضرر في فترات الشح المائي مع وجود التغيرات المناخية، فضلا عن المباحثات لمناقشة الخطة التشغيلية للسدود التركية للموسم الصيفي وكل المواسم”، عادا ذلك “خطوة جيدة لتحديد الخطط المستقبلية بما يضمن حقوق العراق المائية”.


ولفت إلى أن “هذه المواضيع التى ستتم مناقشتها ستكون ذات أهمية كبيرة لضمان حقوق العراق المائية”، مبينا أن “الوضع المائي في العراق يمر بالظروف الصعبة التي يمر بها العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، جراء التأثير الكبير من التغيرات المناخية”.


راضي أشار إلى أن “العراق صنف كأحد أكثر خمس دول بالعالم تأثرا بتلك التغيرات باعتباره دولة مصب من حيث موقعه الجغرافي، وأيضا دول المنبع تأثرت بالتغيرات حيث تعتبر فترة الربيع هذه فترة ذوبان الثلوج ويفترض أن تكون معدلات الايرادات عالية، ولكن انحباس الأمطار أثر وأدى الى قلة الايرادات المائية، التي كان من المؤمل أن ترتفع الى أعلى من المتحقق الآن”.


وبين أن “نسبة المياه الموجودة في السدود والخزانات هي ضمن البرامج والخطط التي تلبي جميع المتطلبات والاستخدامات البشرية والبيئية، ومن ضمنها شط العرب في البصرة”، مشيرا إلى أنه “خلال هذه الفترة سنلاحظ انخفاضا في مناسيب نهر دجلة والفرات، خصوصا في بغداد وبعض المناطق ،وهذا الانخفاض مدروس ضمن خطط وزارة الموارد المائية”.

أقرأ/ي أيضا: مياه قليلة ودرجات حرارة “بركانية”.. وضع بيئي خطر في العراق

خطط بديلة


وفي ما يتعلق بالخطة الزراعية، أوضح راضي أن “هنالك العديد من الاجتماعات من المؤمل أن تعقد خلال الفترة المقبلة مع وزارة الزراعة والوزارات المعنية بإقرار الخطة الزراعية الصيفية للموسم القادم وفق المعطيات والخزين المائي والايرادات وطبيعة السنة المائية”، مؤكداً أن “الاجتماعات ستكون مستمرة للخروج بالصيغة النهائية”.

يشار إلى أن، معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات قد انخفضت بحوالي 50 بالمئة عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية. 

كما ويخسر العراق في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنويا بسبب ما يمكن تسميتها بالحرب المائية التركية الإيرانية عليه.
 
وانعكس ذلك بشكل كبير على المحافظات التي تعتمد أنهرها على مياه نهري دجلة الفرات والتي منها محافظة الديوانية في جنوب العراق، وغيرها من المحافظات الغربية والعاصمة بغداد.
 
كما انخفضت مناسيب الانهر التي تنبع من إيران إلى عدد من المحافظات العراقية، لتتسبب بشحة كبيرة في كميات تجهيز الأراضي الزراعية في محافظة ديالى التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة، وذلك إثر شبه جفاف في نهر ديالى.

ودفعت ذلك إلى لجوء وزارة الموارد المائية لحفر الأبار الارتوازية ضمن مجموعة اجراءات اتخذتها لمعالجة شحة المياه في البلاد.

أقرأ/ي أيضا: الموارد المائية العراقية في وضع “حرج” أمام الزراعة الصيفية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.