لا يختلف المسؤول في سوريا عن غيره من حيث قدرته المذهلة على تقديم الوعود والإدلاء بتصريحات إعلامية تداعب أحلام المواطنين وتلمس آلامهم باستكمال الأعمال التي لا تزال معلقة منذ سنين، ولا سيما تلك التي أطلقت حول الكهرباء، إذ لمس المواطنون تراجع بوضع الكهرباء بعد تحسن دام أيام فقط.

تردي لا حل له

“ماذا نفذ المسؤولين للمواطن على مدى عشر سنوات غير الوعود الكاذبة”، هكذا عنونت وسائل إعلام سورية أخبارها بعد أفادت مصادر في شركة كهرباء “اللاذقية” أن حصة المحافظة من الكهرباء تراجعت في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى تطبيق نظام تقنين لمدة 5 ساعات ونصف مقابل نصف ساعة فقط من التغذية، وقد تزيد في بعض الأحيان إلى ساعة كاملة حسب الظروف.

وانخفضت الكمية المولدة من 2400 ميغاواط إلى 1900 ميغاواط، بحسب مصادر لم ترغب في الكشف عن هويتها، نقل عنها موقع “سناك سوري” المحلي، بسبب انخفاض كمية الغاز التي تصل إلى محطات التوليد، رغم تحسن وضع الكهرباء مع بداية شهر رمضان، إلا أنه عاد سريعا لسابق عهده بسبب تناقص الكميات المتولدة.

وبحسب المصادر، لا يوجد إطار زمني محدد لتحسين الوضع الكهربائي للمحافظة، لأنه يعتمد على المخصصات التي يحصلون عليها لتوليد الكهرباء، وهو ما ينطبق على باقي المحافظات في الأيام المقبلة.

يأتي هذا على الرغم من وعود تعزيز الطاقة في بداية نيسان/أبريل الجاري، والتي تم الاحتفاظ بها لبضعة أيام قبل أن يعود كل شيء إلى طبيعته، مما أثار مخاوف من تشديد نظام التقنين بمجرد استئناف موجات الحر في الصيف بعد فترة راحة قصيرة.

للقراءة أو الاستماع: الكهرباء في ريف دمشق غائبة تماماً لهذه الأسباب

نقص الغاز سبب للتقنين

تسبب انخفاض كميات الغاز الواردة من وزارة النفط لوزارة الكهرباء السورية إلى زيادة ساعات التقنين الكهربائي في مختلف المناطق السورية.

وقال مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا، فواز الظاهر، الخميس الفائت، إن كمية الغاز الواصلة للوزارة من وزارة النفط انخفضت إلى 7 ملايين متر مكعب يوميا بعد أن كانت 8.5 ملايين متر مكعب، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع إنتاج الكهرباء من 2400 ميغاواط إلى نحو 1900 ميغاواط، ومشيرا إلى أنه إذا عادت كمية الغاز كما كانت عليه فسيؤدي ذلك للاستغناء عن التقنين، وذلك بحسب مواقع محلية.

وأوضح الظاهر، أن إمكانية صيانة المولدات العاملة على الفيول صعبة جدا، وذلك بسبب معوقات مرتبطة بالحصار والكلفة العالية وصعوبة تأمين ورش للعمل.

للقراءة أو الاستماع: رغم استمرار التقنين.. ارتفاع فواتير الكهرباء في سوريا

لماذا سوريا بلا كهرباء؟

تعرضت شبكات الكهرباء في سوريا إلى دمار واسع خلال السنوات الماضية، إضافة لعمليات التخريب والسرقة للكابلات والمعدات، ما تسبب بصعوبة إيصال الكهرباء إلى بعض المناطق أصلا.

فمنذ عام 2011، تم تدمير أو إتلاف العديد من محطات الطاقة وخطوط الغاز. هذا بالإضافة إلى إتلاف وفقد خطوط وحقول الغاز اللازمة في عملية توليد الطاقة. في حين تسعى حكومة دمشق إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة كحل ممكن لكن دون جدوى.

يعاني السوريون من أزمة معقدة، ويبدو أن نقص الكهرباء ارتفع في فصل الشتاء ويعتقد أنه سيستمر مع دخول فصل الصيف ودخول موجات الحر. في حين يأمل السوريون أن تعود الأمور إلى طبيعتها قريبا.

وكانت  وزارة الكهرباء أعلنت مطلع شباط/فبراير الماضي، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك، وذلك في موجة رفع أسعار كافة أسعار السلع والخدمات الأساسية في البلاد، على الرغم من أن الكهرباء تعتبر نادرة في معظم المناطق، حسب متابعة “الحل نت”.

للقراءة أو الاستماع: “خط ذهبي” للكهرباء بسوريا مقابل مبالغ خيالية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.