مع تزايد الانشغال الروسي بغزو أراضي أوكرانيا، يبدو أن إيران وجدت في ذلك فرصة لمحاولة توسيع نفوذها وزعزعة الاستقرار عبر ميليشياتها في سوريا، لا سيما في ظل عمليات إعادة التموضع وسحب بعض القوات الروسية من سوريا بسبب عمليات غزو الجيش الروسي للأراضي الأوكرانية.

انسحاب روسي وتوسع إيراني

وشهدت بعض المناطق السورية مؤخرا، لا سيما في البادية السورية ومناطق بريف الرقة، تغييرات في الآونة الأخيرة لصالح تعزيز نفوذ المليشيات المرتبطة بطهران، وفق تفاهمات، يرجح أن تكون فرضتها ظروف مرحلة الغزو الروسي لأوكرانيا، التي أدت إلى تقليص أعداد القوات الروسية في سوريا، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

ويتخوف محللون من استغلال إيران لبعض الفراغ الروسي في الساحة السورية، لتعزيز نفوذها وسط غياب أي دور إقليمي لمواجهة خطر التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، لا سيما على الأراضي السورية، ما قد يشكل خطرا على استقرار المناطق التي ستتوسع فيها إيران، مع تصاعد وتيرة الهجمات العسكرية ضد الميليشيات الإيرانية.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي أن الميليشيات الإيرانية تسعى لاستغلال عمليات إعادة التموضع والانسحاب الجزئي للقوات الروسية من بعض المناطق شمال شرقي سوريا، لزيادة مواقع ميليشياتها في المنطقة.

قد يهمك: تحركات ضرورية لمواجهة إيران في سوريا بعد غزو أوكرانيا

ويقول علاوي في حديثه لـ“الحل نت“: “روسيا تعمل على سحب القوات الأكثر فاعلية بسبب الحرب في أوكرانيا.. لذلك إيران تعوض هذا الانسحاب لتوسيع نفوذها شمال شرقي سوريا.. هذا الأمر سيتسبب في تزايد التغلغل الإيراني، حيث أن المشروع الإيراني يقوم على إيجاد قوى على الأرض، أكثر من المشروع الروسي“.

خطر الميليشيات الإيرانية على الاستقرار

ويشكل توسع الميليشيات الإيرانية شمال شرقي سوريا، خطرا على استقرار المنطقة، لا سيما وأن انتشار الميليشيات سيستفز إسرائيل، التي بدورها ستسعى لزيادة وتيرة الهجمات الصاروخية على المواقع الإيرانية، بحسب ما يعتقد علاوي.

وعن سبل مواجهة هذا التمدد لمنع ضرب استقرار المنطقة يضيف علاوي: “ربما يكون هناك تحالف أميركي إسرائيلي، لا بد أيضا من مشروع عربي حقيقي لدعم بعض القوى المحلية، من أجل الوقوف بوجه الميليشيات الإيرانية، إضافة للتنسيق الإقليمي من أجل ضمان عدم تمدد إيراني في سبيل استقرار المنطقة.. الحل السياسي في سوريا بقرار دولي هو أيضا أهم شروط منع التوسع الإيراني“.

مؤخرا برزت العديد من التحالفات في منطقة الشرق الأوسط بعد زيادة التغول الإيراني في المنطقة ودخولها في “بازارات سياسية” بفعل استغلالها لمفاوضات الاتفاق النووي مع القوى الغربية. لتتجه هذه الدول لبناء تحالفات بهدف مواجهة المشروع الإيراني.

ومن أبرز هذه التحالفات التي برزت مؤخرا، هي تحالف بعض دول الخليج مع إسرائيل، بحثا عن المصالح المشتركة المتعلقة بمواجهة أذرع إيران في المنطقة.

ويبدو أن هذه الدول تتفق على مدى خطر تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، إذا ما تم الإتفاق النووي، لذا باتت تتحرك في عدة اتجاهات، وذلك لبناء تحالفات تحد من خطر تمدد النفوذ الإيراني.

هذا وتواصل إيران مساعيها في زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في سبيل إيصال رسائل مفادها أن رفض شروطها التي تحاول فرضها ضمن الاتفاق النووي، يعني استمرار مشروعها الإقليمي في نشر الفوضى في عدة دول بالمنطقة، وفق مراقبين.

قد يهمك: انهيار قريب للاتفاق النووي الإيراني؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.