تعد سوريا في المرتبة الخامسة بإنتاج الفستق الحلبي عالميا، إذ يعتبر من أجود الأنواع، كما أنه مرغوب بشكل كبير، حيث كان إنتاج سوريا يأتي من حوالي 10 مليون شجرة في العام الماضي، وتحتل حماة المركز الأول بـ 23 ألف طن متفوقة على حلب، إلا أن محصول هذا العام مهدد بسبب آفة زراعية، ما استدعى إلى إعلان حكومي حولها.

100 ليرة على كل حشرة

في إعلان استثنائي، قال مدير الوقاية في وزارة الزراعة السورية، إياد محمد، إن كل من يساهم في جمع ومكافحة حشرة “الكابنودس” الخطرة، يحصل على جائزة قدرها 100 ليرة سورية.

وقال محمد، لإذاعة “شام اف ام” المحلية، أمس الأربعاء، إن حشرة “الكابنودس” تصيب نباتات الفستق الحلبي، مشيرا إلى أن نسبة الأشجار المصابة بلغت 10 بالمئة من 60 ألف هكتار زرعت بالفستق، وأن هذا الأسلوب يعد من أرقى وسائل الإدارة.

وتعتبر “الكابنودس” حشرة خطرة، وخصوصا في الشكل اليرقاني، لأنه يحفر منطقة الجذور ويمنع وصول النسغ الناقص إلى الأوراق، مما يسبب موت النباتات الناضجة في غضون سنتين، كما يقتل أيضا الغراس الجديدة في غضون سنة.

وتشكلت هذه الحشرة، نتيجة لخروج جزء كبير من المناطق الزراعية عن السيطرة خلال السنوات السابقة، إلا أنه يمكن الواقية منه عن طريق الري.

وفيما يخص مكافحة الحشرات، قال محمد إن الحشرة كسولة، يمكن أن توجد على الأشجار في ساعات الصباح الأولى، حيث يمكن للمزارعين جمعها ووضعها في أكياس وتسليمها إلى مديريات الزراعة.

وأضاف، أن المديريات تعمل على تدميرها بمحاضر إتلاف، وأنه سيكون هناك لجان لتنظيم أعمال جمع الأموال لحساب قيمة المكافأة، التي كانت سابقا ليرتين ونصف قبل الحرب، لكنها الآن ارتفعت إلى 100 ليرة، كما سيكون هناك برنامج لمحاربة الدبابير بمكافأة 2000 ليرة لكل عش.

الآفات الزراعية تهدد التصدير

خلال الأسابيع الفائتة، دأبت وزارة الزراعة، للقيام بحملات استباقية للقضاء على الآفات والحشرات، ويأتي ذلك بعد توقف حوالي 160 شحنة على الحدود بين الأردن وسوريا، وبين الأردن والسعودية.

وذكر محمد، أن سبب توقف الشاحنات السورية، هو أن أحد الباحثين نشر أخبارا عن وجود فيروس في شحنات البندورة، لكن التحاليل التي قامت بها المديرية، نفت ذلك، ومنحت الشهادات الصحية المعتمدة، على حد قوله.

وكشف أنه خلال 3 شهور قادمة، سيتم اعتماد نظام جديد للتحاليل على المعابر عبر مخابر معتمدة على الأرض، ضمن 7 قرى تصديرية بمناطق مخالفة في سوريا، وستوضع لها المقومات اللوجستية والإدارية، كما ستضم مراكز توضيب وفرز وبنى تحتية وأماكن لمراقبة جودة الصادرات.

وبيّن محمد، أنّ المديرية تقوم بشكل يومي بإجراء 6 إلى 7 تحاليل للبضائع المصدّرة، وعلى وجه الخصوص للبندورة حاليا، مؤكدا خلوها من أي فيروسات.

الآفات الزراعية تُصدّر من سوريا

بسبب الحرب أولا والفساد ثانيا، وقلة الدعم الحكومي للمزارعين وخصوصا بالأسمدة التي حلقت في أسعارها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، باتت سوريا كواحدة من البلدان القليلة التي ظلت آهلة بأشد الآفات والأمراض في العالم، وانعكس ذلك في أن وحدة تحليل مخاطر الآفات لم تقدم التقارير الكافية قبل أن يتم تصدير أي مصنع أو منتج نباتي من البلاد إلى خارجها، حيث يجب تقديم مسح للوصول إلى السوق إلى الجهة المستوردة المحتملة.

تم اكتشاف إصابة إحدى شحنات الخضار القادمة من سوريا بآفة زراعية، بحسب وزارة الزراعة الروسية، التي قالت أيضا إن الجانب السوري أقر بأنه سيعزز السيطرة على الأصناف المرسلة إلى روسيا.

واعترفت دائرة الرقابة البيطرية وصحة النبات بوزارة الزراعة الروسية، في أبريل/نيسان الفائت، بأنه تم اكتشاف فيروس “موزاييك بيبينو” في شحنة من الفليفلة الخضراء، وصلت إلى روسيا قادمة من سوريا، مضيفة أنها أبلغت الجانب السوري باكتشاف الفيروس.

وردت الحكومة السورية على الاتصال الروسي بقولها، إن فيروس “بيبينو موزاييك” غير مسجل في البلاد، لكنهم سيزيدون من الرقابة على المواد المشحونة إلى روسيا، بحسب وكالة “تاس” الروسية.

واقترحت دائرة الرقابة البيطرية والصحية النباتية الروسية على الجانب السوري إرسال معلومات عن جميع الإجراءات المتخذة للكشف عن الفيروس، وتقديم المساعدة المنهجية من خلال التعاون في مجال البحوث المختبرية المتعلقة بالمنتجات الزراعية المصدرة إلى روسيا، وفقا للوكالة.

الجدير ذكره، لم تكن هذه الشحنة الوحيدة التي تصدرها سوريا إلى الخارج تحوي آفات زراعية، ففي الأعوام الماضية تكرر ذلك مع الأردن عبر معبر نصيب الحدودي، إذ قررت وزارة الزراعة الأردنية إعادة 284 طنا من البصل واللفت والبرتقال قادمة من سوريا لعدم مطابقتها للمواصفات الأردنية، ووجود أعفان فيها حيث تم إعادتها لمصدرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.