تعد أدوية السرطان في العراق تحديا كبيرا تواجهه الحكومة، إذ حذرت مديرية صحة السليمانية اليوم الأحد، من نفاد الأدوية في مؤسساتها لا سيما السرطانية والمزمنة.

في حين أرسلت المديرية مخاطبات رسمية كثير إلى وزارة الصحة الاتحادية في بغداد لتأكيد حاجتها الماسة إلى مواد الديلزة، ومختلف أنواع الأدوية والتجهيزات الطبية، وفقا لمدير عام المديرية، صباح هورامي.

وقال هورامي خلال مؤتمر صحفي، نقله “ألترا عراق“، وتابعه موقع “الحل نت” إن “المحافظة لا تمتلك خزينا من الأدوية يكفي للمدة المقبلة، فضلًا عن أن المديرية تعاني لتوفير الاحتياجات الخاصة بمستشفى (هيوا) للأمراض السرطانية من الأدوية الخاصة بالعلاج الإشعاعي وزرع نخاع العظم والعلاجات الهرمونية وغيرها“.

اقرأ/ي أيضا: مشروع عراقي لإنشاء مصانع مخصتة بعلاجات السرطان وضغط الدم: يضاهي الأجنبي

لجنة لتقصي الحقائق

وفي وقت سابق، أعلن وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان سامان برزنجي، تشكيل لجنة لتقصي أسباب نفاد الأدوية في مستشفيات محافظة السليمانية، عازيا المشكلة إلى “عدم صرف المستحقات المالية للشركات التي تزود المستشفيات بالأدوية“.

والخميس الماضي، حذرت إدارة مستشفى “شار” في محافظة السليمانية أيضا، من نفاد الأدوية بمستشفيات المحافظة خلال الأسبوعين المقبلين بسبب توقف وصول الدواء من قبل الشركة المتعاقدة.

وبلغ عدد مرضى السرطان في العراق 39 ألفا خلال عام 2020، بحسب عضو الفريق الطبي الإعلامي الساند لوزارة الصحة الدكتور علي أبو الطحين، وتتصدر سرطانات الرئة والثدي معدلات الإصابة.

وفي شباط/فبراير الماضي، أفاد مدير مستشفى “الأورام الكرفانية” في الموصل الطبيب الاختصاص عبد القادر سالم، بأن المستشفى يستقبل نحو 5 آلاف مراجع شهريا بينهم 150 مصابا بالسرطان، مشيرا إلى أن المستشفى يعاني من نقص أجهزة “مهمة“.

اقرأ/ي أيضا: في العراق.. السرطان في تزايد ووزارة الصحة تتستّر على الأرقام

مبالغ طائلة وأدوية شحيحة

وقال سالم في تصريح صحفي، إن “المستشفى يعاني أحيانا من نقص الأدوية التي تستخدم في تركيب الجرعات الكيميائية التي تقدم لمرضى السرطان“، موضحا أن “هنالك قرابة 50 نوعا من هذه الأدوية هي أساسية ويحتاجون إليها وتجهزهم الوزارة بـ80 بالمئة، منها لكن أحيانا يضطر المريض إلى شراء الأدوية التي لا تتوفر لإكمال الجرع“.

وشرح سالم، آلية التركيب وما يشتكي منه المرضى، قائلا إن “الجرعة تتكون من عدة أنواع والمريض يشتري المادة غير المتوفرة وهذا يجعله يعتقد بأنه يشتري الجرعة ويدفع تكاليفها كاملة لكن في الحقيقة هو يغطي النقص“.

ويعاني هؤلاء المرضى من عدم توافر علاجاتهم بشكل دائم في المشافي الحكومية، وهناك أنواع من الأدوية شحيحة جدا، ما يضيف عليهم وعلى ذويهم أعباء مادية ونفسية.

وخصصت الحكومة العراقية للأدوية ضمن الموازنة الاتحادية العامة عام 2019 مليارا و500 مليون دينار عراقي (مليون و31 ألف دولار)، كما تظهر جداول الموازنة المنشورة في صحيفة الوقائع العراقية عدد 4529. “وبذلك عجزت الوزارة عن تأمين غالبية الأدوية المنقذة للحياة ومنها الأدوية السرطانية” حسبما يقول المدير السابق لشركة كيماديا مظفر عباس، مؤكدا أن الشركة استوردت 9 أنواع فقط من أصل 59 دواءً ضروريا لمعالجة السرطان، وفي عام 2020 بلغت مخصصات الأدوية مليارا و302 مليون دينار (895.204 ألف دولار)، وفي عام 2021 بلغت مليارا و349 مليون دينار (927.519 ألف دولار).

اقرأ/ي أيضا: أدوية مغشوشة لتطعيم أطفال السرطان في كردستان العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.