رغم أزمة الغذاء والحبوب التي بدأ العالم يعاني منها، كنتيجة رئيسية من نتائج الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، فضلا عن التغيرات المناخية، يبدو أن سوريا على موعد من زيادة إنتاج القمح هذا العام، بالنظر إلى إعلانات كميات الحصاد خلال الأيام الماضية.

تحسن في الإنتاج

رئيس اتحاد الفلاحين التابع لحكومة دمشق صالح الإبراهيم، أكد أن كميات القمح التي تم تسويقها واستلامها من الفلاحين حتى يوم الأربعاء بلغت 181 ألف طن، متوقعا أن تتخطى الكميات المستلمة نهاية اليوم عتبة 200 ألف طن.

وأكد الإبراهيم في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي الخميس، أن: “أغلبية المساحات تم حصادها تقريبا ولكن عملية التسويق تتم تدريجيا، حيث أن الكميات الأخرى المتوقع استلامها تقدر بأكثر من ثلاثة أضعاف الكميات المسوقة.

وبحسب مصادر في حكومة دمشق، فإن الحكومة تتوقع استلام نحو مليون طن قريبا من محصول القمح في سوريا، وهو ليس كامل المحصول، إذ من المتوقع أن تستلم كل من “حكومة الإنقاذ” في إدلب، و”الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا كمية من المحصول من قبل المزارعين، فضلا عن “الحكومة السورية المؤقتة” شمالي سوريا.

ورغم أزمة الحبوب حول العالم، شهد سوريا تحسنا في إنتاج القمح، إذا تشير التقديرات إلى وصول كمية المحصول السنوي لعام 2022، إلى نحو 1.2 مليون طن، بزيادة نحو مئتي ألف طن عن العام الماضي.

قد يهمك: سيارات الإطفاء تدخل سوق السيارات المستعملة بسوريا

وبحسب المهندس الزراعي محمود قهوجي، فإن مؤسسات الزراعة التابعة لـ”الحكومة المؤقتة” شمالي سوريا، عرضت 475 دولار مقابل كل طن من القمح تحصل عليه من المزارعين، وهو سعر أعلى من السعر الذي طرحته حكومة دمشق.

ويقول قهوجي في اتصال هاتفي مع “الحل نت”: “حكومة الإنقاذ في إدلب، طرحت سعر 450 دولار للطن، وهو أعلى سعر طرحته خلال السنوات الماضية، لكن المزارعين يروا أنه غير عادل بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج”.

ويتوقع قهوجي أن يصل العجز في الموسم الحالي، إلى أكثر من مليون طن، حيث تستهلك البلاد نحو 2.5 مليون طن سنويا، وبالتالي ستضطر دمشق إلى استيراد كمية العجز، لكن بوتيرة أقل مقارنة بالموسم الماضي.

ويختم قهوجي حديثه بالقول: “العجز ربما لن يشمل جميع المناطق، الإنتاج كان متفاوت بين منطقة وأخرى، أتوقع أن العجز سيتر في مناطق الجنوب السوري وتحديدا في درعا، إضافة إلى بعض المناطق شمال شرقي سوريا، التي عانت من الجفاف وقلة البذار هذا الموسم”.

أزمة الغذاء

وتقول الأمم المتحدة في آخر تقاريرها عن أزمة الغذاء في سوريا، إن نحو 60 بالمئة من السوريين لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية، في مؤشرات على تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلاد.

وكانت الحكومة السورية، أصدرت آلية سابقة من أجل تحدد عدد ربطات الخبز على البطاقة الذكية وأيام محددة للحصول عليها بحسب عدد أفراد الاسرة. وذلك حتى لا يعاني المواطنين من الوقوف بطوابير طويلة أمام الأفران للحصول على رغيف الخبز.

ويعاني السوريون لا سيما في المناطق الخاضعة لإدارة حكومة دمشق، من ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل كبير، حيث لم يعد بإمكان معظم الأسر تأمين حاجياتها الأساسية من طعام، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.

وبحسب البيانات الواردة من المنظمات الدولية، فإن قرابة 12 مليون ونصف المليون شخص، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، كما أن أكثر من مليوني وربع المليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد.

قد يهمك: تقنين الكهرباء ينعش صناعة البطاريات في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.