على الرغم من أن الأعوام الماضية شهدتْ ارتفاعات في مستويات الجرائم في العراق إلى مستوى وضعت البلاد ضمن البلدان الأكثر احتضاناً للجريمة، لكن على ما يبدو أن هذا العام مختلف.

حيث أعلن قسم مسرح الجريمة في وزارة الداخلية العراقية اليوم الثلاثاء، تراجع نسبة الجريمة في عموم البلاد، فيما أشارت إلى الطرق المستخدمة في تحديد الجرائم.

مدير القسم العقيد عدنان فخري قال في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع“، وتابعه موقع “الحل نت“، إن” نسبة الجريمة تراجع في عموم البلاد مقارنة بالأعوام السابقة“، فيما حدد طرق الكشف عن الجريمة.

العقيد فخري أكد “انخفاض مستوى الجريمة في البلاد قياسا بالأعوام السابقة“، مبيّناً أن “هناك تفاوت في النسبة بحسب الظروف، وأن الجرائم المكتشفة تمثل نسبة جيدة”.

اقرأ/ي أيضا: الجرائم في العراق.. حادثة مروعة ضحيتها امرأة تدريسية وابنتها

أسباب الجرائم

كما أشار فخري إلى أن “دور المخدرات كبير جدا في ارتفاع نسبة الجريمة، بالإضافة إلى أنها أصبحت تؤثر بشكل واسع على المجتمع ولا يمكن نكران ذلك“، على حد قوله.

أما عن طرق اكتشاف الجرائم، بين العقيد أن “الكشف عن الجريمة يتم من خلال تضافر الجهود، وتعاون المواطنين مع الأجهزة الامنية“، موضحا أن “القبض على الجاني يتم خلال الكشف عن الجريمة“.

وتشير الإحصاءات إلى أن معدلات جرائم القتل في العراق سجلت مستويات قياسية، حيث بلغ معدل الجرائم بحدود 4300 حالة قتل في 2015 و4400 حالة في 2016، فيما ارتفعت الأعداد إلى 4600 في 2017 ومثلها في 2018.

أما في العام 2019، وعلى الرغم من انخفاض أعداد جرائم القتل حينها إلى نحو 4180، إلا أن عام 2020 شهد ارتفاعا كبيرا، لتسجل البلاد أكثر من 4700 حالة، وفقا لإحصائية كشف عنها مدير عام التدريب، والتأهيل في وزارة الداخلية العراقية جمال الأسدي.

وبحسب الأسدي، فأن العراق يعد الدولة الأولى عربيا في أعداد حالات جرائم القتل، وبنسبة سنوية بلغت أكثر من 11,5 بالمئة لكل مائة ألف نسمة.

اقرأ/ي أيضا: منها نورزان الشمري و”الأميرة مريم”.. أبرز “الجرائم” والاعتداءات المجتمعية بالعراق في 2021

نسب الجرائم في العراق

في عام 2021 كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا أن “عدد الجرائم المسجلة بلغت 1077 جريمة قتل، جرى اكتشاف 666 جريمة منها، أي بنسبة 61 بالمئة، وهي نسبة مقبولة وجيدة مقارنة بالسابق“.

مضيفا أن “قضايا الشروع بالقتل بلغت خلال هذا العام 1646 قضية والمكتشف منها 907 أي بنسبة 55 بالمئة“.

فيما بلغ إجمال الجرائم 11216 جريمة احتيال، جرى اكتشاف7961 جريمة، أي بنسبة 71 بالمئة، بينما بلغت جرائم السطو المسلح على المحلات، والشركات 7 جرائم والمكتشف منها 4 أي بنسبة 57 بالمئة“.

ويعزو البعض أسباب تصاعد مستويات الجرائم في العراق بشكل رئيسي إلى، “ضعف سلطة القانون، غير المفعلة بشكل جدي نتيجة الفساد، فضلا عن بروز دور العشيرة إلى الواجهة بشكل خطير، ما يفوق دور القانون والسلطات الحكومية“.

فيما يحمّل آخرون أسباب ذلك، إلى تردي الوضع الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة، وانعدام الوظائف وتدهور الحالة الاجتماعية وابتعادها عن القيم الأساسية، ضمن مخطط ممنهج من قبل جهات مدعومة من الخارج، مثل الميليشيات الموالية لإيران مثلا، المسؤولة عن تهريب وتجارة المخدرات“.

بالمقابل، عزا القضاء العراقي اسباب ارتفاع معدلات الجرائم مؤخرا في البلاد، إلى أن ازدياد حالات الجرائم يعود إلى الخيانة فضلا عن سوء الوضع الاقتصادي، الذي أدى إلى تدهور القيم المجتمعية، واتساع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يسيء الى العلاقات الأسرية.

اقرأ/ي أيضا: جريمة بشعة تهز العراق.. اختطاف وقتل استاذ جامعي لهذا السبب

المخدرات ومصادر التمويل وإيران

الجدير بالذكر، أن خلال العام 2021، اعتقل أكثر من 11 الفا من المتعاطين والتجار والمروجين للمواد المخدرة، حسب مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية “مكافحة المخدرات” بوزارة الداخلية، العقيد بلال صبحي.

وأشار صبحي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع“، تابعه موقع “الحل نت“، إلى أن نحو 60 بالمئة من المعتقلين، هم تجار مخدرات.

وبيّن أن، محافظتي البصرة وميسان تعتبران الاولى بتهريب وتعاطي المخدرات في العراق، والمحافظات الجنوبية على وجه الخصوص، بينما تتصدر الأنبار المحافظات الغربية بتعاطي، وتجارة وتهريب المخدرات.

وكان وزير الداخلية، عثمان الغانمي، قال في حوار مع التلفزيون العراقي، في وقت سابق، إن نصف الشباب العراقي “يتعاطون المخدرات“.

وعادة ما تحصل عمليات تهريب المخدرات، عند المنافذ الحدودية العراقية المجاورة لإيران.

وفي آيار/مايو الماضي، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن العراق تحوّل في السنوات الأخيرة إلى نقطة مهمة في حركة المخدرات بالشرق الأوسط.

منطقة عبور

كما لفتت إلى أن، ثلث المخدرات التي تدخل إلى العراق تذهب للاستهلاك والتعاطي الداخلي.

يشار إلى أن غالبية المواد المخدرة، يتم تهريبها للداخل العراقي ولخارجه من خلال إيران.

إذ تهرّب طهران مخدراتها بوساطة تجار يتعاملون معها في العراق، عبر المنافذ البرية التي تربطها بمحافظات الجنوب العراقي، خصوصا محافظات البصرة وواسط وميسان.

وتقف الميليشيات المسلحة الموالية لإيران خلف عمليات تهريب وترويج المخدرات، كما تعد تجارتها، أحد أهم مصادر تمويل تلك الجماعات.

اقرأ/ي أيضا: برنامج جديد للأمم المتحدة في العراق.. التحقيق بالجرائم المنظمة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.