في هذا العيد، أصبحت ظاهرة الركود مألوفة في معظم الأسواق السورية، إذ يعاني تجار التجزئة من تدني حركة مرور الزبائن، وارتفاع الالتزامات الضريبية، وارتفاع تكاليف التشغيل، الأمر الذي اضطر العديد منهم إلى تصفية أعمالهم.

في المقابل، يواجه المواطنون تحديات معيشية خطيرة، منها انخفاض الأجور وارتفاع معدلات التضخم بسبب ارتفاع مستويات معيشتهم، مما يمنعهم من شراء أساسيات العيد وأخمد الجو الاحتفالي المعتاد، فالسياسات العامة والخدمات الأدنى من المتوسط هي من الأسباب الرئيسية لمعاناتهم، التي منعت أغلبهم من أداء أضحية العيد.

ركود في شراء الأضاحي

شهد أول أيام العيد الأضحى توقفا نهائيا بشراء الأضاحي في مدينة جبلة، إذ لم تزد نسبة المبيع عن العيد السابق على 5 بالمئة، حيث أجمع سكان المدينة على عدم تمكنهم من أداء طقوس العيد لتقديم الأضحية هذا العام، على عكس السنة الماضية، مشيرين إلى أن تكلفة الأضحية تراوحت بين مليون ونصف المليون ليرة للخروف، ومليونين إلى 3 ملايين للعجل.

طابع اجتماعي جديد لم يكن في السابق موجود، إذ من يستطيع تقديم الأضحية حاليا هم الميسورون، فوفقا لما نقلته صحيفة “تشرين” المحلية عن الأهالي، فقد أصبحت الأسرة مجتمعة تقدم أضحية واحدة، وليس كل فرد فيها كما كان في السابق، لأن أسعار الأضاحي خيالية وغير متناسبة مع الدخل والوضع المعيشي.

وردا على ذلك، قال أحد المربين، إن الكلفة العالية للأضاحي، عائدة على الكلفة العالية للمواد التي تستخدم في تربيتها كالأعلاف والوقود، وعوامل أخرى سببت ركودا في شراء المواشي، وهذا الركود أثر سلبا على المربي، الذي يعتمد على الماشية في كسب رزقه، لأن قدرته الشرائية محدودة.

من جهته، ذكر إبراهيم الأسمر، المشرف على لجنة الشؤون الصحية في بلدية جبلة، أن عدد الأضاحي قليل جدا مقارنة بالعام الماضي، فقد كان يذبح باليوم 300 رأس على مدار أيام العيد، أما أول أيام العيد الحالي فلم تتجاوز الذبائح 15 فقط، عازيا السبب إلى غلاء سعر الذبيحة، فأقل سعر للذبيحة (غنم) وزن قائم ما بين 30-40 كيلو تتجاوز 600 ألف ليرة.

وأضاف، “لم يتم خلال أول يوم ذبح أي ذبيحة من ذكور الأبقار بسبب غلائها، فوزن 250 كيلو سعره بحدود ثلاثة ملايين ليرة، ولا يوجد في مدينة جبلة إلا ثلاثة لحامي غنم، ولحامين اثنين عجل”.

الأضحية بالملايين

في ظل ارتفاع أسعار اللحوم مؤخرا في سوريا، ارتفعت كلفة الأضاحي في البلاد، في الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون للبحث عن أقل أسعار متاحة للأضاحي من الماعز والعجول والخراف، في حين استبعد الكثير من السوريين الأضحية من لائحة طقوس عيد الأضحى، حتى بالنسبة للعائلات الميسورة الحال، بات شراء خاروف الأضحية يحتاج مبلغا ليس بقليل.

وبحسب ما نقله موقع “أثر برس” المحلي، في وقت سابق، فيتراوح سعر كيلو لحم الخاروف بين 14500 و15500 ليرة سورية، أما سعر كيلو الخاروف الوردي فيتراوح بين 8000 و12500 ليرة سورية، أما سعر كيلو الخاروف الذي يتراوح وزنه بين 40 و45 كيلوغراما فيتراوح بين 13500 و14500 ليرة سورية، ويتراوح سعر كيلو الغنم الجيد بين 5500 و7000 ليرة سورية، وتكلفة كيلو لحم الفطيمة بين 9500 و10 آلاف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.

وبحسب الأسعار في سوق الزبلطاني، فتبلغ تكلفة الخاروف 880 ألف ليرة سورية إذا كان وزنه 55 كيلوغراما، وسعر الكيلو الواحد من اللحم هو 16 ألف ليرة سورية.

ليس غريبا أو مستبعدا في كل مناسبة، وخاصة فترات الأعياد؛ عيد الفطر وعيد الأضحى، أن تشهد السوق السورية أسعار “خيالية”، وسط غياب الدعم الحكومي، وتدني الرواتب وارتفاع نسب الفقر يوما بعد يوم. ورغم شبه انعدام القوة الشرائية لمعظم السوريين اليوم، تشهد أسعار أضاحي العيد ارتفاعا غير مسبوق، إذ تجاوز سعر العجل 5 ملايين ليرة سورية، والخاروف نصف المليون وما فوق.

أسواق محافظة اللاذقية، شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار اللحوم الحمراء، وسط شبه انعدام للقدرة الشرائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود لذبح أضحية العيد.

الجدير ذكره، يعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل ثلاث سنوات، كان يباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 3000 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل يصل إلى عشرة أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل، أو تجرؤ على شراء اللحم الأحمر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.