في الإعلام العربي وحتى الغربي، كثرت الأحاديث والتكهنات عن تشكيل “الناتو العربي” في “قمة جدّة للأمن والتنمية” الإقليمية التي انتهت أمس، فما مصير “الناتو”، هل تبخّر الحلم أم ماذا؟

وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قال إنه لا يوجد شيء اسمه “ناتو عربي”، وذلك في مؤتمر صحفي على هامش “قمة جدة للأمن والتنمية”، أمس السبت.

وأضاف بن فرحان، أنه “لم يكن هناك حديث عن تحالف خليجي مع إسرائيل، وإن كان.. لم تشارك السعودية في أي محادثات تخصه”.

الوزير السعودي، أردف أنه “لم يطرح بتاتا أي نوع من التعاون العسكري أو التقني مع إسرائيل، لا أعرف من أين جاءت هذه الأخبار. لم تطرح أو تناقش في القمة أو قبلها”.

وأكد أنه لا يوجد شيء اسمه “ناتو عربي”، وهذا غير مطروح، لكن المملكة العربية السعودية طرحت منذ 5 سنوات، تكوين “منظومة دفاع عربي مشترك”.

وأشار بن فرحان، إلى أن قمة جدّة التي حضرها قادة الولايات المتحدة ومصر والأردن والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي، ركزت على الشراكة مع الولايات المتحدة قبل كل شيء.

فكرة “الناتو العربي”

أمس السبت، استضافت مدينة جدّة السعودية، قمة إقليمية، جمعت قادة 9 دول عربية، هي دول الخليج العربي الستة، ومصر والأردن والعراق، إضافة إلى أميركا.

وركّزت القمة على تدعيم أمن منطقة الشرق الأوسط وإرساء السلام فيها، وتوسيع التعاون الاقتصادي بمختلف المجالات وأهمها الطاقة بين دول المنطقة وواشنطن.

فيما يخص “الناتو العربي”، فهو مصطلح إعلامي أُطلق على مشروع “تحالف الشرق الأوسط الستراتيجي” ، الذي طُرح في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، ثم أُعيد طرحه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. ‏

فكرة “الناتو العربي”، هو تشكيل تحالف يضم دول الخليج الستة ومعها مصر والأردن وإسرائيل، سمي فيما بعد باسم “الناتو الشرق أوسطي”، وهدفه مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة وتحجيم طهران.

انطلقت فكرة “الناتو العربي” عندما جمع أوباما للمرة الأولى قادة الدول الخليجية في كامب ديفيد، واتفق معهم على دورية عقد هذه الاجتماعات، والعمل على خلق جبهة واحدة متحدة، لمواجهة التحديات المشتركة سواء كانت إيران أو “التنظيمات الإرهابية”.

فشل

المعلن، أن هدف التحالف – الذي لم يتشكّل – هو “التصدي للتوسع أو العدوان أو التهديدات الإيرانية”، بالإضافة إلى “التهديدات الإرهابية” المحيطة بالمنطقة بشكل عام.

عدد من الكتاب، أكّدوا أن فكرة تدشين تحالفات عسكرية في المنطقة باءت كلها بالفشل، وأشاروا إلى عدد من الأحلاف التي تشكلت على مدار العقود الماضية، بداية من “حلف بغداد” في خمسينيات القرن الماضي، وليس انتهاء بجامعة الدول العربية، التي ينظر إليها على أنها “فاشلة” بسبب عدم قدرتها على حل النزاعات بالمنطقة.

التحالف الحالي الأكثر وضوحا في الشرق الأوسط، هو التحالف بقيادة السعودية في اليمن، حيث دخلت القوات السعودية والإماراتية اليمن في عام 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد “الحوثيين” المدعومين من إيران، والذين أطاحوا بالحكومة.

آخيرا، من خلال دراسة المحاولات السابقة والمستمرة للتعاون الدفاعي الإقليمي، يظهر عاملان مهمان يتسببان في حالة شبه دائمة من عدم التعاون، وهما انعدام الثقة وتباين الأهداف بين دول الشرق الأوسط. بحسب موقع “ريال كلير ديفينس” الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.