في شمال غرب سوريا، تعتبر المسطحات المائية المنتشرة في المنطقة، أماكن غير صالحة للسباحة بحسب وصف منظمة “الدفاع المدني السوري”(الخوذ البيضاء)، حيث تزايدت حالات الغرق خلال الآونة الأخيرة، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المنظمة للمدنيين الذين يحاولون أن يجعلوا من تلك المسطحات مواقع للاصطياف والسباحة.

خمسة وفيات في يوم واحد

أسامة عربو قائد فريق في “الإنقاذ المائي” التابع لمنظمة “الدفاع المدني السوري” قال في حديث مع “الحل نت”، إن “فرق الإنقاذ سجلت يوم الجمعة الماضي، أعلى نسبة وفيات في يوم واحد، حيث توفي خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال منهم شقيقان، خلال سباحتهم في بحيرة ميدانكي بريف مدينة عفرين، ومنطقة عين الزرقاء غرب إدلب”.

وأضاف عربو أن “فرق الإنقاذ المائي تمكنت من إنقاذ عشرة مدنيين يوم أمس الأثنين، بينهم تسعة أطفال في عين الزرقاء غربي إدلب، وواحد في بحيرة ميدانكي”.

وأشار عربو إلى أن “عدد حالات الغرق التي سجلتها فرق الدفاع المدني منذ بداية العام الحالي 2022 وحتى يوم الإثنين 18 تموز/ يوليو، بلغ 26 حالة وفاة غرقا، فيما أنقذت الفرق أكثر من 35 مدنيا كادوا أن يغرقوا وأسعفتهم إلى المشافي”.

المسطحات غير صالحة للسباحة

عربو أكد في حديثه، أن “المسطحات المائية المنتشرة في مناطق شمال غرب سوريا، جميعها غير صالحة للسباحة، بسبب الطبيعة الجغرافية التي تتواجد بها، ومن أخطر تلك المسطحات للسباحة هي بحيرة ميدانكي ونهر الفرات والعاصي”.

ونوه عربو إلى أن “سبب خطورة السباحة ببحيرة ميدانكي هي عدم وجود شاطئ نهائياً على معظم ضفاف البحيرة لأنها منطقة جبلية ذات منحدرات خطيرة بالإضافة الى قيعانها الطينية تمنع الرؤية داخل الماء، وبرودة مياهها الشديدة والتي قد تسبب تشنجات عضلية أو توقف مفاجئ لعضلة القلب بسبب التفاوت الحراري بين حرارة الجسم وحرارة المياه”.

فيما تطرق المصدر إلى خطورة السباحة في نهري الفرات والعاصي، وقال إن “السباحة في نهري العاصي والفرات خطيرة جدا بسبب برودة المياه والتيارات المائية وتفاوت أعماقهما المفاجئ إضافة لوجود أعشاب في قيعانهما والتي من الممكن أن يعلق بها من يسبح”.

وأوضح عربو، أن “أسباب ازدياد حالات الغرق كثيرة لكن أهمها، هو السباحة دون اتخاذ إجراءات السلامة الضرورية والجهل بطبيعة تلك المسطحات وخاصة أن أغلب حالات الغرق المسجلة هي لمهجرين يجهلون طبيعة هذه المسطحات المائية الخطرة، وترك الأطفال يسبحون بمفردهم”.

ويتركز عمل منظمة “الدفاع المدني السوري” على العمليات الإنسانية في مناطق شمال غرب سوريا، والخارجة عن سيطرة القوات الحكومية السورية، حيث تعتبر الجهة الوحيدة التي تنشط في مجال إسعاف المرضى والمصابين جراء الحروب، إضافة للكوارث الطبيعة التي تطرأ على المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.