اجتماع ثنائي انتظرت القوى السياسية العراقية مخرجاته بفارغ الصبر، لما قد يحمله من انفراجة تنهي صراع رئاسة العراق، لكنه انتهى بـ 3 خيارات قد تحسم من يدخل “قصر السلام” في بغداد، فما هي؟

أمس، شهدت أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، اجتماعا بين زعيم “الحزب الديمقراطي” الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس “الاتحاد الوطني” الكردستاني، بافل طالباني، لمناقشة صراعهما على كرسي رئاسة العراق.

الاجتماع الذي استمر لساعتين، مساء الأربعاء، لم ينته بحل حاسم لإنهاء صراع “الديمقراطي” و”الوطني” على رئاسة جمهورية العراق، بل خرج بـ 3 خيارات، يتم اختيار أحدها لإنهاء أزمة كرسي الرئاسة العراقية.

تقرير لصحيفة “العالم الجديد” العراقية، قال إن الخيار الأول من اجتماع بارزاني وطالباني، تمثل بقبول “الديمقراطي” إعطاء منصب رئاسة الجمهورية لـ “الاتحاد الوطني”، مقابل تغيير مرشحه برهم صالح.

الخيار الثاني، تضمن إعطاء منصب رئيس الجمهورية لـ “الحزب الديمقراطي” مقابل منح جميع المناصب الوزارية في العاصمة العراقية بغداد إلى “الاتحاد الوطني”.

كيفية الحسم

الخيار الثالث، هو تقاسم الوزارات والمناصب في بغداد بين الحزبين، على أن يكون مرشح رئاسة الجمهورية شخصية كردية من خارج “الديمقراطي” و”الوطني”، ولكنه مدعوم منهما.

 بارزاني وطالباني، اتفقا على طرح تلك الخيارات لحزبيهما، ومن ثم الاتفاق على اختيار خيار واحد منها للمضي قدما بملف كرسي رئاسة جمهورية العراق، وحسمه بشكل كلي، وفق تقرير صحيفة “العالم الجديد”.

الاثنين الماضي، قال عضو “الاتحاد الوطني”، هوشيار عبد الله، إن حزبه قد يسحب ترشيح الرئيس العراقي الحالي برهم صالح لمنصب الرئاسة مجددا، ويستبدله بمرشح آخر.

عبد الله آضاف، أن “الوطني” أبدى لـ “الديمقراطي” أکثر من مرة، استعداده للتنازل عن ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية، مقابل تلبية بعض الطلبات داخل إقلیم كردستان.

وأوضح هوشيار عبد الله في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر”، أن الأيام المقبلة ستشهد حسم قضية اتفاق الحزبين الكرديين على مرشح رئاسة الجمهورية بشكل نهائي.

سيناريو 2018 مرفوض

تغريدة عبد الله، جاءت بعد أن أكد “الديمقراطي”، الأحد الماضي، رفضه القاطع تكرار سيناريو 2018 لحسم الصراع على منصب رئاسة العراق مع خصمه “الاتحاد الوطني”.

في 2018، لم يتفق “الديمقراطي” و”الاتحاد الوطني” على مرشح توافقي لمنصب رئاسة العراق، فدخل الحزبان بمرشحيهما لمجلس النواب، وفاز مرشح “اليكتي” حينها، برهم صالح بسباق الرئاسة.

فوز الرئيس العراقي الحالي برهم صالح وقتئذ، جاء على حساب منافسه القيادي في “البارتي” فؤاد حسين، الذي أصبح لاحقا وزيرا للمالية في حكومة عادل عبد المهدي السابقة، ووزيرا للخارجية في حكومة مصطفى الكاظمي الحالية.

“البارتي” رشح وزير داخلية إقليم كردستان، ريبر أحمد، لمنصب رئاسة العراق هذه المرة، فيما رشح “اليكتي” الرئيس العراقي الحالي، برهم صالح، لمنصب الرئاسة، سعيا منه للحصول على ولاية ثانية له.

بحسب كثير من المراقبين، فإن إصرار “البارتي” على نيل رئاسة العراق هده المرة ليس حبا بالمنصب نفسه، بل للثأر من برهم صالح عندما فاز في 2018 بسباق الرئاسة، وفي حال سحب ترشيحه فلا مشكلة له بأي مرشح آخر يقدمه “اليكتي”.

تفاهمات غير مرغوب بها

في عراق ما بعد 2003، حصلت اتفاقيات وتفاهمات بين “البارتي” بزعامة رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود بارزاني، و”اليكتي” بزعامة الرئيس العراقي الأسبق، الراحل جلال طالباني، يتم بموجبها منح رئاسة الإقليم لـ “البارتي” ورئاسة العراق لـ “اليكتي”.

ومنذ 2006 وإلى اليوم، منصب رئاسة العراق هو من نصيب “اليكتي”، ورئاسة إقليم كردستان من نصيب “البارتي”، لكن الأخير يرفض تلك المعادلة هذه المرة، فهو يسعى لتحقيق مبدأ الأحقية الانتخابية.

الأحقية الانتخابية، تعني الحزب الحائز على أكثر مقاعد نيابية من غيره، و”البارتي” فاز أولا على مستوى الكرد في الانتخابات العراقية المبكرة الأخيرة بحصوله على 31 مقعدا نيابيا.

بالمقابل خسر “اليكتي” وتراجعت مقاعده إلى 17 مقعدا نيابيا، وذلك التراجع شجّع “البارتي” لفك مبدأ التوازن وتقاسم المناصب مع “اليكتي”، غير أن الأخير يرفض التفريط بما يسميه “أحقيته” بمنصب رئاسة الجمهورية.

ويبسط “البارتي” سيطرته على محافظتي دهوك وأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بينما يحكم “اليكتي” نفوذه على محافظتي السليمانية وحلبچة، المستحدثة كمحافظة في السنوات الأخيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.