في سابقة هي الأولى عالميا ومثيرة للجدل، عيّن رئيس وزراء دولة بابوا غينيا الجديدة، وزيرا للقهوة، وأخرا للزيت في تشكيله الوزاري الجديد، حيث يأتي هذا التعيين بعد الانتخابات العامة المضطربة التي شابتها مزاعم بتزوير الانتخابات، وانتشار العنف، والوفيات، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية في جميع أنحاء البلاد.

مناصب ومسميات غير معهودة

رئيس وزراء بابوا غينيا، أعلن عن حكومته الجديدة، الثلاثاء الفائت، التي لا تحتوي فقط على بعض الوجوه الجديدة، ولكن بعض المناصب والمسميات الجديدة أيضا، بما في ذلك وزير القهوة، ووزير لزيت النخيل التي تشتهر بهما البلاد.

وقال رئيس الوزراء، جيمس ماراب، الذي أعيد انتخابه في وقت سابق من هذا الشهر، إن هذا المنصب الذي يعتقد أنه الأول من نوعه في العالم، يظهر التزام الحكومة بتوسيع الصناعات الزراعية الرئيسية.

وذكر ماراب، عند إعلان الحكومة الجديدة المكونة من 33 عضوا، أن “التعيينات تسلط الضوء بشكل خاص على الزراعة بطريقة مهمة للغاية، لرؤية النمو الزراعي في البلاد”.

وتابع، “الزراعة هي المكان الذي يمكن أن يكون للحكومة فيه أكبر تأثير، فمن حيث عدد سكان فإن الجزء الأكبر من شعبنا هم مزارعون، لدينا أرض، وعلينا تشجيع شعبنا على الانخراط في الإنتاج الزراعي “.

وأكد ماراب، أن وزارتي القهوة وزيت النخيل ستعملان جنبا إلى جنب مع وزارة الزراعة التي يديرها أيي تامبوا. وأصبح النائب البرلماني جو كولي وزيرا للقهوة، في حين عُيّن فرانسيس مانيك وزيرا لزيت النخيل.

سمعة القهوة الغينية

القهوة في بابوا غينيا، هي ثاني أكبر سلعة زراعية في البلاد بعد زيت النخيل، حيث تمثل 27 بالمئة، من جميع الصادرات الزراعية، و6 بالمئة، من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

كما قال ماراب: “يعتبر نخيل الزيت أكبر سلعة زراعية في بابوا غينيا الجديدة، حيث يساهم بحوالي 40 بالمئة، من عائدات صادرات بلاده في قطاع الزراعة، أي ما يعادل 1.2 مليار كوتا سنويا، حوالي (426 مليون دولار أميركي).

تشتهر بابوا غينيا الجديدة، بمياه المحيطات الصافية، والشعاب المرجانية المذهلة، والغابات المطيرة الكثيفة، كما أن المناظر الطبيعية المتنوعة في البلاد تجعلها مثالية لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل بما في ذلك الموز، والبابايا، وبالطبع القهوة، ومع ذلك، على الرغم من ظروف النمو المثالية، لا تشكل صادرات بابوا غينيا الجديدة، من البن سوى 1 بالمئة، من البن في العالم، لكنها تمثل 40 بالمئة من دخل السكان، مما يجعلها سلعة مهمة للغاية في الجزيرة.

وصلت نباتات القهوة إلى بابوا غينيا الجديدة، لأول مرة في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وكان يعتقد أن إيما كو فورسايث، أو “الملكة إيما”، كما أطلق عليها الألمان، أول من زرعتها في هذه الجزيرة.

وتعد بابوا غينيا الجديدة، الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ، منطقة رائعة لزراعة البن بفضل تربتها الخصبة البركانية والارتفاعات العالية. 75 بالمئة، من القهوة المزروعة في الجزيرة موجودة في المرتفعات الجبلية، وأغلب صادراتها من القهوة تتجه إلى أستراليا وأميركا.

وفي التاسع من أغسطس/آب الجاري، انتخب البرلمان جميس ماراب رئيسا للوزراء بالإجماع في أول جلسة برلمانية تلت الانتخابات الوطنية التي أجريت في الرابع من يوليو/تموز الماضي، وفاز فيها بـ36 مقعدا، في البرلمان من أصل 111، ليقود بذلك ائتلافا حكوميا من أحزاب عدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.