في ظل الرفض المجتمعي الواسع للمثلية الجنسية في سوريا، يحاول معظم المشاهير السوريين تجنب الحديث عن هذه القضية أو التعبير عن آرائهم فيها، لا سيما فيما إذا كانوا يدعمون المثلية وحرية المثليين، وذلك خوفا من انتقادات الشارع السوري، التي تصل أحيانا إلى التهديد بالقتل أو التكفير في بلد يرفض معظم مواطنيه كما حكومته دعم حرية المثليين الجنسيين.

في كل مرة يخرج فيها ممثل سوري أو أحد المشاهير ويكسر هذه القاعدة متحدثا عن القضية، يتحول خلال ساعات إلى “تريند” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويقيم آلاف الأشخاص رأيه ومصطلحاته التي استخدمها خلال الحديث.

سيف سبيعي يدعم المثليين؟

وسيلة إعلام فنية نشرت قبل أيام فيديو للممثل والمخرج السوري سيف سبيعي، خلال كواليس أحد الأعمال الذي ساهم في إخراجها مؤخرا، حيث يظهر سبيعي وهو يرتدي قميص عليه ألوان قوس قزح، حيث ألمحت الصحيفة إلى أن سبيعي قد يكون يدعم المثلية الجنسية من خلال ارتداءه هذا اللباس.

مجلة “الجرس” نشرت الفيديو عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وعلقت بالقول “ما هذا العلم على صدر المخرج السوري سيف الدين سبيعي”، حيث أثار المنشور جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول موقف سبيعي من المثلية الجنسية.

بدوره رد سيف سبيعي على تعليق مجلة “الجرس” بطريقة ساخرة، وكأنه ينفي جميع الشائعات التي تحدثت عن ربط ما كان يرتديه بموقفه من “المثلية الجنسية”، حيث شارك منشور المجلة عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك” وعلّق قائلا، “طيب بالله عليكون.. في أغبى من هيك!!؟؟ بس لو أعرف وين بتصف المكنسة تبعها”.

معلقون اعتبروا أن سبيعي تعمد السخرية من الصحفية نضال الأحمدية، وهي صاحبة المجلة المذكورة، وقال سعد الأحمد تعليقا على منشور سبيعي “يبدو نضال الأحمدية ما ضل عندها تفاعل بالصفحة لهيك حبت تستغل هالمشهد لتنشط مجلتها وصفحتها”.

كذلك فإن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا أن الشعار الموجود على لباس سبيعي لا علاقة له بشعار “الرينبو” الذي يرمز للمثلية الجنسية، حيث قال غاديا مولوي “بعمرن ما سمعانين ببينك فلويد؟ بس نضال الاحمدية شو بدو يطلع منا”، في حين أضاف أيهم الآني “هلق بدك تقنعني يا سيفو أنها ما بتعرف شو اللي عالكنزة؟ بس إثارة الجدل و الإشكال مو بس سوسة ..هو البزنس تبعها”.

قد يهمك: مشهد محذوف من “العربجي” يثير الجدل.. كيف علق باسم ياخور؟

سيف سبيعي هو ممثل ومخرج سوري من مواليد العام 1973، بدأ مشواره الفني عام 1993، في مسلسل “بسمات الحزن”، ولعب العديد من الأدوار الهام في الدراما السورية، ثم انتقل بعدها إلى عالم الإخراج الدرامي، وشارك في إخراج العديد من الأعمال الدرامية خلال السنوات الماضية.

آخر أعماله كان مسلسل “العربجي” الذي حقق نجاحا واسعا خلال موسم دراما رمضان الفائت، حيث تناول العمل، مفهوم الظلم، ودار في إطار درامي قائم على التشويق والإثارة، من خلال حبكة درامية ممتعة الأحداث، من دون تأطير ضمن فئة البيئة الشامية.

وهو من بطولة، باسم ياخور، سلوم حداد، نادين خوري، ديمة قندلفت، ميلاد يوسف، فارس ياغي، روبين عيسى، تسنيم باشا، طارق مرعشلي، شادي الصفدي، مديحة كنيفاتي، حسام الشاه، حلا رجب، محمد قنوع، إيمان عبد العزيز، روبين عيسى، وائل زيدان.

المثلية في سوريا

تجدر الإشارة إلى أن قضية المثلية الجنسية، تعتبر من أكثر القضايا إثارة للجدل في سوريا، وسط رفض مجتمعي للمثليين ولحرية اختياراتهم الجنسية، حيث يواجه المثليون في البلاد كما في معظم الدول العربية، رفضا من عائلاتهم ونبذا اجتماعيا، وأحيانا السجن بحسب القانون الذي ينص على معاقبة العلاقات الجنسية “المخالفة للطبيعة”.

المادة 520 من قانون الجنايات في سوريا، تنص على فرض عقوبة السجن حتى ثلاث سنوات على من يثبت عليه أنه مثلي، لكن هذه العقوبة رغم قسوتها ليست أسوأ ما قد يواجه مثليي الجنس في هذا البلد ذي الغالبية المحافظة، لكن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضا في حد الرقابة على المثليين في البلاد.

ورغم انخفاض حد الرقابة، لا يشعر المثليون في الارتياح، حيث ما تزال المنظمات الحقوقية تسجل انتهاكات بحقهم، كذلك فإن القانون هو سيف بيد السلطة يمكنها أن تشهره على المثليين في أي وقت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات