على مدار موسم دراما رمضان هذا العام، كان مسلسل “النار بالنار” أحد الأعمال التي تصدرت مسلسلات رمضان وحديث جمهور الدراما، وقد تصدرت العديد من مشاهده قائمة التداولات على مواقع التواصل الاجتماعي، تزامن ذلك مع معركة بين كاتب المسلسل وصنّاعه، حيث هاجم الكاتب مخرج المسلسل متهما إياه بتغيير النص قبل التنفيذ.

العديد من المنشورات نشرها كوسا عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أثناء عرض المسلسل في رمضان، وهاجم خلالها صنّاع “النار بالنار”، الذي ساهم في كتابة ثلثيه قبل الانسحاب من العمل ليتم مواصلة العمل بدونه، لافتا إلى أن المسلسل تعرض للتلاعب على مستوى الأحداث الأخيرة، وهو ما كشفه الجمهور الذي وصفه بالذكي.

المخرج يرد

مخرج المسلسل محمد عبد العزيز خرج في لقاء مصور، ليرد على الكاتب “رامي كوسا” مؤكدا أن التعديلات التي تمت على نص المسلسل، جرت بموافقة الكاتب والشركة المنتجة، مشيرا إلى أن النص “تعرض فعلا لتعديل جذري” مقارنة بنسخته الأولى التي تلقتها الشركة المنتجة.

من أبرز المشاهد التي أثارت جدلا واسعا في المسلسل، كان مشهد خلع مريم التي جسّدت شخصيتها الممثلة السورية كاريس بشار لحجابها، خلال الحلقات الأولى من المسلسل، وقد أعلن كاتب المسلسل أن المشهد تم تعديله بشكل كامل.

عبد العزيز قال في لقاء عبر منصة “إي تي بالعربي”، إن المشهد لا يحرّض لا على لبس الحجاب ولا على خلعه، إنما جوهر المشهد يبيّن كيف أن خروج مريم من بيئتها السورية الدمشقية، كان له دور بتجريفها من هويته، وأضاف “حتى مريم بتحكي بعد هالمشهد كيف التغيير عم يكون بمثابة خلع طبقة وراء طبقة من جلدها”.

كذلك أوضح مخرج العمل أن التعديلات جرت بحضور وموافقة الكاتب، حيث تم افتتاح ورشة تعديل قبل تصوير المشاهد من أجل تعديلها، مستغربا اعتراضه عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال عرض المسلسل.

قد يهمك: مشهد محذوف من “العربجي” يثير الجدل.. كيف علق باسم ياخور؟

حول ذلك أضاف، “بكل صدق وشفافية. نعم النص تعرض لنسف غير جائر لكنه متفق عليه، ومن حق الشركة المنتجة أن تطلب تعديلات على النص حتى ولو كانت جوهرية، وكان هناك نقاش بيني وبين المشرفين على المشروع، فتم صياغة النص بشكل جديد، وجزء كبير من التعديلات كانت بموافقة الكاتب، لكنه قرر يضع نفسه بموقف عدائي مع صنّاع المسلسل”.

رامي كوسا مؤلف العمل وبعد أن انتقد سابقا التعديل في الأحداث، أعلن في منشور سابق، عن أن انسحابه في الجزء الثالث من العمل وبالتالي الحلقات الأخيرة، ستظهر ضعفها مقارنة بالحلقات العشرين الأولى من العمل الذي حاك المؤلف الأساسي خيوطه.

مشهد خلع مريم لحجابها كان من أبرز المشاهد التي أثارت جدلا بين صنّاع “العمل”النار بالنار” وبين الجمهور، وتم عرضه في الحلقة التاسعة من المسلسل، حيث توجهت مريم برفقة عمران (عابد فهد)، إلى مكتب “سمسار” للحصول على جواز سفر بهدف تسهيل حركتها داخل لبنان، وهناك يطلب منها السمسار خلع حجابها عند التقاط الصورة الشخصية الخاصة بجواز السفر.

المصور برر طلبه، بأن ذلك سيساعدها أكثر عند تجوالها في لبنان، ولن يعرف أحد أنها تحمل الجنسية السورية، وبالتالي تصبح تحركاتها داخل لبنان أكثر سهولة. وما أن انتهى عرض الحلقة، حتى انهالت التعليقات المهاجمة لذلك المشهد على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

عشرات الأشخاص برّروا انتقادهم لهذا المشهد، بأن طريقة الحجاب التي تعتمدها مريم في المسلسل ليس بالضرورة حكرا على النساء السوريات، ومن الممكن أن يكون هناك نساء لبنانيات يلبسن الحجاب بنفس الطريقة، بالتالي طلب المصور من مريم خلع حجابها ليس مبررا إطلاقا، في حين برر آخرون طلب المصور بالعنصرية التي يتعرض لها السوريون في كثير من الأحيان عند تجولهم في لبنان.

كذلك فإن قصة الحب التي جمعت كل من مريم وعزيز في المسلسل، تعرضت لانتقادات واسعة من قبل الجمهور، وذلك بعد أن كانت الشخصيتان على خلاف حاد لأكثر من 15 حلقة في المسلسل.

رد رامي على أغلبية التعليقات التي انتقدت هذه القصة وكتب، “غالبية التعليقات يلي عم أقراها مؤخرا، أثبتتلي شغلتين، الجمهور بغاية الذكاء. وتكريس مفهوم الجمهور عايز كده هو حجّة الضعفاء وتجّار الفن يلي كل همهن يقدّمو مادة بياعة بغض النظر عن قيمتها ومضمونها”، وتابع “أنا، وعلى طول أشهر من الحرب، بكل ما تعنيه كلمة حرب من معنى، للدفاع عن حقّ الكاتب بألّا يتم التعدّي على نصّه، كان معي حق”.

قصة المسلسل

مسلسل “النار بالنار” يتواجد في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة ضمن موسم دراما رمضان لهذا العام، وهو الذي يروي الحكاية والعلاقة التاريخية التي تجمع بين سوريا ولبنان، كما يتناول العلاقات التي تربط بين الشعبين أدبيا وفنيا، وثقافيا، وجغرافيا وتاريخيا.  

كما ويتمحور حول وجود اللاجئين السوريين في لبنان، وتسليط الضوء على أوضاعهم المعيشية، وطبيعة علاقتهم باللبنانيين وما طرأ عليها من تحوّلات على مدار أكثر من 11 سنة. هذا بالإضافة إلى كونه عملا يتطرق إلى الوجود السوري في لبنان، والتغير الديموغرافي الذي يفرضه على اللبنانيين في أحيائهم.  

تناول العمل هذه العلاقة التي تجمع بين جيل الأبناء اللبناني واللاجئين السوريين في حي شعبي من ثلاثة أبعاد البُعد الإنساني، والبُعد السياسي والأمني، والبُعد الاجتماعي.

داخل هذا الحي، يتسلّط عمران على السكان، فهو المرابي وصاحب المال ودائنه للناس. يحمل عمران الجنسيتين، اللبنانية والسورية، ويتحكم بكل الخدمات الأساسية لأهالي الحي من كهرباء ومياه، وغالبا لا يفرق بين السوري واللبناني، فمصالحه الشخصية وفوائد أمواله هي الأهم.

المسلسل من إنتاج شركة “الصباح إخوان”، ومن إخراج محمد عبد العزيز، بطولة عابد فهد، كاريس بشار، جورج خباز، زينة مكي، طارق تميم، طوني عيسى، وغيرهم، ويناقش المحاور المذكورة من خلال قصة مُدرِّسة سورية هربت من وطنها الذي مزقته الحرب، لتجد نفسها عالقة في بيروت، وحيدة ومن دون أوراق ثبوتية، فيتوجب عليها مقاومة الواقع بهدف الاستمرار والعيش في مدينة لا تعرفها قط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات