رغم انتهاء فترة شهر رمضان وعيد الفطر، التي تشهد عادة ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، ما تزال أسعار اللحوم تحافظ على مكاسبها التي حققتها خلال رمضان، لتستقر عند أعلى مستوى سعري وصلت إليه خلال هذه الفترة، وسط صمت الجهات الحكومية وعجزها عن ضبط الأسعار، وفق قوائم التسعير التي تصدرها بشكل دوري.

يبدو أن أسعار لحم الدجاج التي حلقت عاليا خلال الفترة الماضية واقتربت من أسعار اللحوم الحمراء، ساهمت باستقرار أسعار الأخيرة عند قائمة رمضان السعرية، حيث أفادت صحيفة “تشرين” المحلية، أن سعر كيلو لحم الخروف الهبر سجل 85 ألف ليرة سورية.

أسعار مرتفعة

أما سعر سعر كيلو المسوفة بحسب التقرير فوصل إلى 75 ألف، أما سعر لحم العجل فسجل أيضا 75 ألف ليرة للكيلو الواحد، حيث لم تسجل هذه الأسعار أي انخفاض منذ انتهاء شهر رمضان الفائت، مع وجود اختلافات طفيفة في الأسعار بين محافظة وأخرى.

استقرار الأسعار هذا، جاء على الرغم من انخفاض الطلب على اللحوم في بعض المناطق، حيث أشار تقرير الصحيفة المحلية، إلا أن تقديرات أصحاب متاجر بيع اللحوم، أشارت إلى أن الاستهلاك في محافظة درعا، انخفض بنسبة تقارب النصف مقارنة مع ما كان عليه الطلب خلال شهر رمضان الفائت.

أصحاب المتاجر، أعربوا كذلك عن خشيتهم من استمرار هذا الارتفاع في أسعار اللحوم، وذلك لأنه يؤثر على نسبة البيع لديهم، وبالتالي يعرضهم إلى كساد بضاعتهم إضافة إلى الخسائر المالية، حيث دعا العديد منهم الجهات المعنية إلى تثبيت سعر اللحوم ومراقبة أسواق الماشية التي ما زالت خارج نطاق الرقابة والتسعير المُلزم، والتركيز على تجار المواشي الذين يتحكمون بالأسعار.

العديد من العاملين في قطاع بيع اللحوم الحمراء في دمشق، أكدوا بـ”الحل نت”، أن زيادة الطلب على هذه اللحوم مرتبطة بشكل مباشر بارتفاع أسعار لحم الدجاج، التي تشهد أزمات متعددة خلال الأسابيع الماضية، حتى قاربت أسعارها من أسعار اللحم الأحمر، وبالتالي اتجه قسم من الاستهلاك إلى اللحوم الحمراء.

منذ مطلع الأسبوع الماضي سجلت أسعار الفروج ارتفاعات جديدة، حيث وصل سعر كيلو الشرحات إلى 60 ألف ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز 52 ألف قبل 15 يوما، كما وصل سعر كيلو الفروج المنظف إلى 35 ألف ليرة بزيادة بلغت 3 آلاف.

أزمة الفروج

رئيس “لجنة مربي الدواجن” نزار سعد الدين، اعتبر أن عودة محال بيع الشاورما والوجبات الجاهزة للعمل بعد انتهاء رمضان، تسبب بزيادة الطلب على لحم الدجاج وبالأخص الشرحات، الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعارها، لافتا في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية،  إلى أن نسبة استجرار محال الوجبات الجاهزة والشاورما للفروج وأجزائه نحو 65 بالمئة من الإنتاج اليومي.

رئيس اللجنة تحدث عن زيادة الطلب في الوقت الراهن، وتجاهل أن تبريرات الحكومة في رمضان لارتفاع أسعار الفروج كانت تتمحور حول زيادة الطلب، رغم أن محلات بيع الشاورما كانت مغلقة طوال الشهر، ما يطرح التساؤلات حول شفافية الجهات الحكومية في طرحها لتبريرات ارتفاع الأسعار، وأين كانت نسبة الـ65 بالمئة خلال أيام رمضان.

الأسعار التي وصل إليها الفروج في الأسواق، اعتبرها سعد الدين أسعار الحد الأقصى، مشيرا إلى أن الأسواق لن تشهد ارتفاعات إضافية خلال الأيام القادمة، في حين أكد مواطنون أن المشكلة ليست فقط في استمرار الارتفاع، بل بإيجاد حل جذري لإعادة الأسعار إلى طبيعتها.

قضية ارتفاع الأسعار تشغل الشارع السوري منذ بداية رمضان، وقد أكد أمين سر “غرفة الزراعة” في دمشق محمد جنن، أن نسبة كبيرة من مربي الدواجن، بدأوا الخروج من خطوط الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف، كما أشار في تصريحات صحفية قبل أيام، إلى أن الحال الذي وصل إليه قطاع الدواجن بحاجة إلى دعم خاص وجدّي من رئاسة مجلس الوزراء “لأن الوضع أصبح خطير جدا”.

نتيجة للارتفاع المتواصل في أسعار لحم الدجاج، فقد شهدت الوجبات الجاهزة ووجبات الشاورما ارتفاعات قياسية في الأسواق السورية، حيث تراوح سعر سندويش الشاورما ين 10500 ليرة و11 ألف، أما الوجبة بـ 17 ألف، فيما وصل سعر الفروج البروستد مع صحن البطاطا لـ 75 ألف، والمشوي وصل لـ 72 ألف.

قد يهمك: ما حقيقة وفاة الممثل محمد قنوع نتيجة خطأ طبي في دمشق؟

وفي مؤشر على عدم الاستقرار القريب لأسعار الفروج، أوضح أمين سر “جمعية حماية المستهلك” في دمشق، عبد الرزاق حبزة في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي، أن الأسعار مرتفعة في الأسواق في ظل عدم وجود أي حل لقضية ارتفاع تكاليف إنتاج منتجات الدواجن وبالأخص الفروج.

حبزة أوضح أن هناك تعليمات صدرت من قبل وزارة الزراعة بإعفاء الأعلاف من موضوع الضرائب والرسوم، و”لكن للأسف لغاية هذه اللحظة لم تنفذ التعليمات ففي حال لم تنفذ بشكل فعلي وكان هناك زراعة محلية لموضوع الأعلاف يبقى الموضوع في تزايد”، حسب قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات