تعزيز إكساء العقارات في سوريا، أو ما يُعرف محليّا بـ”إعادة نفض المنزل”، بات حلما لكل عائلة سورية، بعدما أصبحت تكاليف الإكساء تتجاوز في بعض الأحيان سعر العقار نفسه، ذلك في ظل ركود غير مسبوق يعاني منه سوق العقارات في سوريا.

ارتفاع أسعار مواد وتكاليف الإكساء انعكس بشكل سلبي على عادة لجوء العائلات السورية سنويا مع قدوم فصل الصيف، إلى تجديد دهان المنازل، خاصة وأن الارتفاع لم يقتصر فقط على المواد الأولية اللازمة للدهان، بل شملت كذلك اليد العاملة، الأمر الذي أدى بالكثير من العائلات إلى إلغاء الفكرة.

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أشار إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بأسعار العام الماضي، إذ سجلت 186 ألف ليرة لجالون دهان 4 كيلو نوع “زياتي ماركة توب”، بعد أن كان العام الماضي بـ 150 ألف، هذا يعني ارتفاع بنسبة 7 بالمئة.

أسعار الدهان

فيما سجل سعر الدهان الزياتي وبنفس السعة 110500 ليرة سورية، بعد أن كان العام الماضي يتراوح ما بين 80 و90 ألف ليرة، حسب الجودة أما الدهان الزياتي نوع ثان سجل 100 ألف ليرة وبنفس السعة، كذلك فإن أسعار الدهانات وورق الجدران اختلفت بين شركة وأخرى.

بحسب تقرير الموقع المحلي، فإن منزل بمساحة بين 80 إلى 90 متر مربع، قد يحتاج دهان بقيمة 3 مليون ليرة سورية، عدا عن أجرة الدّهان، الذي يتقاضى على كل متر مربع نحو 5500 ليرة.

الارتفاع شمل كذلك ورق الجدران، الذي يفضله البعض كونه “أنظف من الدهان”، حيث يبلغ سعر الطبق منه 13 ألف ليرة، ويغطي نحو نصف متر مربع، يضاف إلى التكاليف أجور التركيب التي تصل إلى 4000 ليرة للطبق الواحد.

في سوريا كانت تكلفة إكساء المتر الواحد لشقة سكنية بمساحة 100 متر قبل الزلزال تتراوح بين 800 ألف إلى مليون و200 ألف ليرة سورية، أما اليوم أصبحت تكلفة إكساء شقة مساحتها 100 متر تتراوح بين 200 إلى 300 مليون ليرة، للبناء على الهيكل.

سعر طن الإسمنت الحُر كان 550 ألف ليرة، واليوم وصل إلى 850 ألف ليرة، وقد يصل لمليون ليرة أحيانا، كذلك فإن الاعتماد على شراء الإسمنت الحر سيرفع بشكل أو بأخر أسعار العقار مع ارتفاع تكاليف مواد بنائه. هذا فضلا عن أن سعر متر البحص والرمل كان قبل الزلزال يبلغ 45 ألف ليرة سورية، واليوم أصبح 62 ألف ليرة.

قد يهمك: الكوكتيلات وسلطات الفواكه.. أطعمة صيفية صعبة المنال في سوريا

سعر طن الحديد في السوق على سبيل المثال بحدود 6.3 ملايين ليرة والمتر المكعب من البيتون المجبول بحدود 450 ألف ليرة، وتخضع أسعار هاتين المادتين للأسعار العالمية وتغيراتها وتتأثر بتغيرات سعر الصرف الحاصلة، في حين أن أسعار مواد الإكساء كذلك شهدت تغيرات لكن بنسبة أعلى من تغيرات سعر الصرف الحاصلة.

تكاليف خيالية للإكساء

مؤخرا ارتفعت تكاليف الإكساء بشكل خيالي في سوريا، وقد تتجاوز تكلفة إكساء منزل في دمشق، سعره الحالي، لا سيما في ظل الركود الكبير الذي يعاني منه سوق العقارات في سوريا.

تزامنا مع الركود الحاصل، فإن سوق العقارات يشهد فرقا كبيرا بين العرض والطلب، حيث أن المعروض من العقارات يتجاوز بأضعاف ما هو مطلوب، وهو أحد الأسباب الرئيسية للركود، حيث امتنع معظم البائعين عن البيع بأسعار السوق، خاصة وأن بعض العقارات تم عرضها بسعر أقل من تكلفتها الحقيقية.

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، أشار إلى أن العديد من مُلّاك العقارات، يعمدون إلى رفع أسعار ممتلكاتهم، في محاولة للتغلب على ضغط الركود الحاصل في الأسواق، خاصة وأن بعض المناطق في العاصمة دمشق، كانت أسعار العقارات فيها أقل من تكلفتها الحقيقية.

تقرير الصحيفة أشار إلى انتشار ظاهرة تعبّر عن “خلل حقيقي في الاقتصاد”، وهي ظاهرة الادخار في العقارات من أشخاص لديهم فائض من المال أو أشخاص كانوا يعملون خارج البلاد، لافتا إلى مشكلة واضحة وهي أنه رغم وجود شكاوى من عدد من المواطنين بعدم امتلاكهم عقارا للسكن، ورغم كارثة الزلزال التي حصلت منذ أشهر، نجد أن هناك نسبة كبيرة من العقارات الفارغة.

العقارات الفارغة هي لأشخاص غالبا ما يكون لديهم مبلغ من المال ويريدون استثماره في سوق العقارات بسوريا، مستغلين الانخفاض في الأسعار التي تشهده الأسواق منذ سنوات، في وقت يؤكد فيه خبراء سوريون أن ظاهرة الادخار المبالغ فيها، غير صحية للاقتصاد، إذ إنها تؤدي إلى استهلاك بنية تحتية وموارد الطبيعة من دون الحاجة الفعلية لها.

حكومة دمشق لم تتمكن من دعم قطاع العقارات، بل على العكس حاولت استغلال الحركة المالية في السوق لدعم “البنك المركزي” السوري بالنقد، عبر قرارات عديدة ساهمت بعرقلة عمليات إتمام الصفقات المتعلقة بالعقارات، فكيف ساهمت هذه القرارات بزيادة ركود الأسواق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات