مع اقتراب دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بدأت العائلات السورية تقضي معظم أوقاتها المسائية بعيدا عن المنازل، حيث سجلت المنتزهات والحدائق العامة إقبالا متزايدا خلال الأيام الأخيرة، لا سيما مع انتهاء الموسم الدراسي هذا العام.

الحدائق العامة والمنتزهات تُعتبر المتنفس الوحيد للسوريين محدودي الدخل، في ظل الغلاء الكبير الذي أصاب المطاعم والمنتزهات المأجورة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الطلب عليها بشكل كبير، إلا لفئة محدودة من السوريين.

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أشار إلى ارتفاع نسبة ارتياد الحدائق العامة في العاصمة دمشق، حتى 90 بالمئة خلال الأسبوع الماضي، حيث تَركّز الدخول على المنتزهات المجانية مع بدء موسم العطلة وفصل الصيف، حيث تُعتبر هذه الأماكن وجهة أساسية للعوائل لمجانيتها من جهة ونظافتها من جهة أخرى إضافة لوجود الألعاب التي يتمتع بها الأطفال.

حدائق ممتلئة

مدير الحدائق في دمشق سومر فرفور، أكد أن الحدائق في أيام عطلة نهاية الأسبوع تكون ممتلئة بالكامل ضمن مدينة دمشق، مع وجود كافتيريات في حديقة تشرين أما باقي الحدائق التي لا يوجد فيها بوفية أو كافتيريا فهي مخدمة من خلال كشك موجود خارج حرم الحديقة يخدم الزائرين ويجدون فيه ما يحتاجون من أطعمة ومقبلات.

مصدرة الصورة: موقع أثر برس

من جانبه أكد رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمنتزهات بدمشق كمال النابلسي، أن بعض المنتزهات تتقاضى رسوم دخول لكنها رمزية، وأضاف في تصريحات للموقع المحلي “الكرسي بـ 1000 ليرة أما فتح الطاولة مع علبة محارم صغيرة وعبوة ماء بـ 3000 ليرة، وهذه الأسعار غير قابلة للزيادة تحت طائلة عقوبة السجن”.

في دمشق يوجد 100 نقطة تنزه، متوزعة بين 177 حديقة، و 756 حرشا، و177 ساحة عامة، حيث  يُسمح للأهالي بإدخال الأراكيل والطعام إلى الحدائق، ولكن لا يسمح بظاهرة بيع الأراكيل غير معروفة المصدر، “إلى جانب أن عدد الحراس غير كاف” بحسب حديث المعنيين.

العائلات السورية، تلجأ للحداق العامة والساحات، بالدرجة الأولى بسبب غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة عن المنازل، إذ يقول سامر البيك وهو طالب جامعي، إنه يذهب يوميا خلال المساء إلى الحديقة القريبة من منزله، بسبب غياب الكهرباء.

قد يهمك: إغلاق معظم معامل المثلجات بسوريا لأسباب اقتصادية!

البيك، أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت“، “حقيقة لا أعلم كيفية مواجهة الحر في الأسابيع القادمة، قبل بدء الصيف كان هناك وعود عديدة من الحكومة لتحسين الكهرباء، لكن لم يتم تنفيذ أي منها، المتنفس الوحيد هي الحدائق والساحات، الجلوس والسهر في المنازل غير محمول بدون الخدمات الأساسية“.

أزمة الكهرباء بدون حل

في مؤشر يؤكد على عجز الحكومة فيما يخص حل أزمة الكهرباء، بدأت “محافظة دمشق”، منح تراخيص العمل بنظام الأمبيرات  في عدد من أسواق العاصمة السورية والأحياء السكنية، وذلك في ظل غياب الكهرباء معظم ساعات اليوم.

عضو “مجلس محافظة دمشق” سمير دكاك، أعلن عن بدء منح تراخيص للعمل في نظام الأمبيرات في عدد من مناطق مدينة دمشق، وأشار في تصريحات نقلتها إذاعة “أرابيسك” المحلية، إلى أن المولدات الخاصة بتوزيع الأمبيرات أُزيلت من حديقة السبكي إلى مكان آخر في محاولة لتخفيف الضوضاء.

بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، فإن مصدرا في مؤسسة الكهرباء، أشار إلى أنّ موضوع الأمبيرات أصبح أمرا واقعا، لافتاً إلى أنّ الجهة المسؤولة عن منح تراخيص “الأمبيرات” هي المحافظة وليست “مؤسسة الكهرباء”.

منذ أن فقدت العائلات السورية الأمل في تحقيق الحكومة لوعودها المتعلقة بتحسين الشبكة الكهربائية، لجأت هذه العوائل للبدائل بحسب القدرة المالية لكل منها، فمنهم من اتجه إلى شراء مولدة صغيرة، أو الاشتراك في المولدات الكبيرة داخل الأحياء السكنية، ومنهم من بقي ينتظر حل الأزمة لعدم قدرته على دفع ثمن البدائل.

تفاقم أزمة الكهرباء وضع السوريين أمام تحديات عديدة في تأمين البدائل، حتى وصلت الأزمة إلى الضغط على جيوب السوريين وراحتهم في الليل.

هذا الوضع كان السبب في إنفاق الكثير من العائلات لجزء كبير من دخلهم الشهري لسد احتياجات منازلهم وأماكن عملهم من الكهرباء، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تنعم هذه العوائل بالكهرباء طوال اليوم، فأوقات تشغيل هذه المولدات تبقى محدودة وتكلفتها عالية، خاصة في ظل عدم التدخل الحكومي بآلية عملها.

يُتوقع أن يزيد الإقبال على الحدائق العامة والمنتزهات في سوريا، خلال الأسابيع القليلة القادمة ومع بدء درجات الحرارة في الارتفاع، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف قضاء عطلة الصيف على الساحل إلى أرقام خيالية، حيث عمد معظم السوريين على حذف فقرة العطلة الصيفية في الساحل خلال السنوات الأخيرة بسبب غلاء الأسعار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
4 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات