رغم النهاية المخيبة لمسلسل “العربجي” الذي عُرض خلال موسم دراما رمضان الفائت، إلا أن الإشادة الواسعة التي حظي بها المسلسل من قبل جماهير الدراما خلال عرض حلقات المسلسل، جعلت فئة واسعة من الجماهير تطالب بإنتاج جزء ثاني من العمل.

النهاية المفتوحة للمسلسل تسمح لكادر العمل إنتاج جزء ثاني خلال الموسم المقبل، الأمر الذي ناقشته الشركة المنتجة، حيث أعلن الكاتب عثمان جحى إتمام الاتفاق مع الشركة المنتجة والكاتب مؤيد النابلسي لإنتاج جزء ثاني من “العربجي”، وذلك استكمالا للأحداث التي بقيت مفتوحة في الحلقة الأخيرة مع احتمال إضافة خطوط جديدة.

جحى قال في تصريحات نقلتها منصة “بوسطة دراما” الفنية، إنه ضد فكرة تبديل الممثل عند تقديم جزء جديد، لأنها ستكون صدمة له، وإنما يمكن تقليص حجم الشخصية أو إعطائها مساحة أكبر بما يتلائم مع سياق الأحداث، في إشارة إلى لعب الممثل السوري باسم ياخور دور البطولة.  

تماسك في النص؟

كذلك أكد أن نجاح مسلسل “العربجي” كان مرتبط بالدرجة الأولى بتصاعد الأحداث ضمن خطوات ثابتة خلال تسلسل حلقات العمل، وعزا ذلك إلى ما سمّاه “تماسك النص”، مشيرا إلى أنه يعمل على مسلسل آخر إلى جانب “العربجي”، هو عمل معاصر جديد يحمل اسم “الحريقة”، تدور أحداثه في عام 2011 في منطقة الحريقة بدمشق.

مسلسل “العربجي” الذي نال إعجاب الجمهور منذ عرض أولى حلقاته، والذي يؤدي دور البطولة فيه نخبة من نجوم الدراما السورية، لكن أحداث الحلقة الأخيرة فاقت كل توقعات المشاهدين، حيث اعتبرها البعض “نهاية فاشلة” ، فيما وصفها آخرون وقتها إنها “مقدمة” لجزء ثاني.

الحلقة الأخيرة، شهدت عدة أحداث مشوّقة، حيث تضمنت صراع قوي بين أبو حمزة وابنه بسبب فتاة اسمها، سعاد، وفي النهاية يتزوج أبو حمزة منها. وفي المقابل استولى عبدو العربجي على كل القمح الموجود في مستودعات درية خانم، نادين خوري، وأبو حمزة، وعندما علم أن سعاد تم زواجها؛ قرر أن يعود إلى الحارة وينتقم.

على الجانب الآخر ذهبت درية إلى أبو حمزة وقررت أن تضع يدها في يده من أجل مواجهة عبده العربجي والقضاء عليه تماما. والمشهد اللافت كان عندما اعترفت الداية بدور بحبها لعبدو، بعدما ساعدته في الحصول على الخاتم الذي كانت ترتديه زوجته، والذي كان في خزانة أبو حمزة، وفي نفس اللقاء أخبرها عبده أيضا بأن قلبه هو السبب في عدم التخلص منها كل ذلك الوقت.

لكن عندما حدثت مواجهة بين عبدو والهرايسي، وهو أحد أزلام أبو حمزة، استسلم الأخير وطلب منه العفو مقابل الاعتراف بكل شيء، وذهب به إلى مكان حمزة الذي كان السبب الرئيسي في وفاة زوجته، وبالفعل قتله عبدو. وبعد ذلك ظهر أبو حمزة وهو في حالة انهيار تام أمام ابنه الذي لقي حتفه على يد عبدو، وفي النهاية عاد العربجي إلى حياة الجبل التي عاشها في بداية حياته، ومعظم قصص المسلسل بقيت مفتوحة.

لذلك اعتبر البعض أن نهاية المسلسل كانت فاشلة بكل الشخصيات، وطالت الانتقادات أحداث المسلسل وأنه فاق توقعاتهم، فقد كانوا يأملون بأن نهاية أحداث العمل ربما تكون بعودة الزعامة إلى حسن النشواتي ومن ثم يتزوج من ابنة عبدو حسنية بعد موافقة درية خانم على هذا الزواج. بالإضافة إلى الكثير من الأحداث التي توقّعوا أن تكون نهاياتها غير التي ظهرت في الحلقة النهائية للمسلسل.

قصة المسلسل

قصة العمل تتمحور حول “عبدو العربجي”، الذي يؤدي دوره باسم ياخور، وهو رجل يعمل في نقل البضائع على العربة في دمشق، يقع في غرام “ناجية”، التي تعمل مغسلة أموات، لكنها لا تبادله الأحاسيس ذاتها، ما يشكّل محور انطلاق واستمرارية لأحداث العمل، حيث يحوي الكثير من التعقيدات والصراعات الوحشية.

المسلسل لم ينجو كذلك من سهام الانتقادات، فبعد عرض نصف المسلسل تقريبا، انتقد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي القائمين على العمل؛ لما يحتويه بشكل خاص من إهانة للمرأة وتصويرها على أنها أداة لجلب الذل والعار لأهلها. وهذه الانتقادات جاءت على دور الداية “بدور” الذي تقوم به الممثلة ديمة قندلفت، إذ تقدم شهادة زور، مفادها أن ابنة عبدو العربجي ليست بِكرا، وذلك بهدف “إلحاق العار” بعبدو العربجي.

بعض المتابعين علّقوا بأن الدّاية كانت تُؤتَمن على أسرار نساء وبيوت الحارة، وكانت الدايات بالغالب نساء كبيرات بالسن يتّسمن بالحكمة والرزانة، أما الدور الذي قدمته قندلفت في “العربجي” فكان مختلفا تماما، إذ أدت دور داية شابة “لعوبة” لا تشبه من قريب أو بعيد، ما يعرفه أهالي الشام عن الدايات.

قد يهمك: جيني إسبر تكشف عن مصير “صبايا 7” في رمضان القادم

كذلك، تصدير صور نمطية عن المرأة في تلك الحَقبة، حيث كانت في نظر البعض مهينة ويجب التقليل منها، فباتت كل الأعمال الشامية تُظهر نفس الأفكار، وتتمحور حول صور مسيئة لها، فمثلا حين لُفقت تهمة لابنة “عبدو العربجي” حيث يُحكى له أن ابنته كانت مع رجل في البستان، زاعمين بأنها أقامت علاقة غير شرعية معه، وسرعان ما يجلب “الزعيم أبو حمزة” الذي يقوم بالدور الفنان سلوم حداد، داية الحارة لتثبت إذا ما كانت طاهرة أم ماذا.

في المقابل، حظي المسلسل بنسبة مشاهدة عالية وحقق العمل أرقاما قياسية على كل المستويات، إذ قاربت مشاهداته على تطبيق “تيك توك” نصف بليون مشاهدة. كما استطاع العمل أن يحتل المرتبة الأولى في المسلسلات السورية واللبنانية على محرك البحث “غوغل” وفق “غوغل ترندز”.

كما وأشاد الجمهور بأدوار الممثلين في المسلسل، ونالت إعجابهم بقوة، حيث تصدرت مقاطعهم قائمة الأكثر تداولا على منصة “تويتر” بعد عرض الحلقة الـ 19 منه، وصار المشاهدون يتداولون مقاطع لعبدو، ودرية خانم وأبو حمزة والداية بدور بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي.

أحداث مسلسل “العربجي” تدور في بيئة شامية، لكن صنّاع العمل أكدوا أنها أشبه بفانتازيا تاريخية “خارج الزمان” وأن أحداث المسلسل من وحي الخيال، لم تحدُث في أي زمان ومكان، ولكنها قد تحدُث في كل زمان ومكان، كما يصفونها في بداية كل حلقة، مع ذلك لم يسلم العمل من الانتقادات ومن اتهامات له بتشويه البيئة الشامية.

العمل من تأليف عثمان جوحي، وبطولة باسم ياخور، سلوم حداد، نادين خوري، ديما قندلفت، ميلاد يوسف، فارس ياغي، روبن عيسى، تسنيم باشا، طارق مرعشلي، شادي الصفدي، مديحة كنيفاتي، حسام الشاه، هالة رجب، محمد قنوع، إيمان عبد العزيز، وائل زيدان، روعة ياسين، هدى الشعراوي وغيرهم، وإخراج سيف الدين سبيعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
4.5 2 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات