مطرب عبر الذكاء الاصطناعي.. تعليقات مغنيين وموجات جدل على الإنترنت

يوما بعد يوم تنتشر أدوات الذكاء الاصطناعي في العديد من جوانب الحياة، لتصل حتى إلى الفن وعالم الغناء والموسيقى، فبعد أن كان استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الغناء مقتصرا على إنشاء الإيقاعات والموسيقى، يبدو أننا سنشهد أدواتا من شأنها صنع مغني، بحيث يتم إنتاج أغنية كاملة بدون الاعتماد على مغني بشري.

مؤخرا انتشرت بعض الأدوات التي تسمح بإنشاء مغنيين افتراضيين، حيث يتم خلق هؤلاء المطربين الافتراضيين باستخدام خوارزميات وتقنيات التعلم الآلي، ويتم تزويدهم بالكلمات أو حتى إنشاء أغنية بشكل تلقائي ويؤدونها كما المغنيين الحقيقيين.

الملحن المصري عمرو مصطفى، أعلن قبل أيام عن أول مطرب بتقنية الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، حول مدى تقبّل جماهير الغناء الاستماع إلى مغني تم إنشاؤه عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومدى تهديد مهنة المغنيين خلال الفترة القادمة.

تعليقات من الوسط الفني

الفنان والمغني المصري أحمد سعد، علّق ساخرا على إعلان عمرو مصطفى، متسائلا عمّا إذا كان مطربو مصر، قصّروا معه حتى يلجأ إلى مطرب آلي لأداء ألحانه وأغنياته، في حين أثار منشور سعد موجة من التعليقات على قضية المغني المنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي.

سعد قال عبر حسابه الرسمي في موقع “إنستجرام”، “الأستاذ عمرو مصطفى أعلن أنّه سيصنع مطربا بتقنية الذكاء الاصطناعي.. هل نحن كمطربين قصّرنا معك في شيء”، ليردّ عليه الملحن المصري، قائلا، “الأغنية التي تنال إعجابك من أغنياته سأسمح لك بغنائها”.

أحد المعلقين قال تعليقا على إعلان عمرو مصطفى، “الغنا أول شي إحساس، صعب كتير أتخيل عم يوصلني إحساس الأغنية وأنا سابقا بعرف أنه المغني ليس إنسان مثلي تماما، لذلك لا أتوقع نجاح المغنيين الذين يتم إنشاؤهم عبر الذكاء الاصطناعي، خاصة على الجيل الخاص بنا، شخصيا لا أتوقع أنه أتقبل الفكرة، ربما الأجيال القادمة يتقبلونها أكثر إذا نشأوا عليها”.

سعد ومصطفى تصدّرا مواقع التواصل الاجتماعي عدة مرات خلال الفترة الماضية، وذلك لأسباب متعددة، خاصة عندما فاجأ سعد جمهوره بإطلالة غريبة خلال حفله الأخير في السعودية، حيث ظهر مرتديا “بليزر” بأكمام شبكية، وشفافة وقرطا، الأمر الذي عرضه لسيل من الانتقادات.

فوائد وأضرار؟

في حين أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى العربية له فوائد عديدة بحسب ما يراه البعض، إلا أن هناك مخاوف أيضا بشأن تأثيره المحتمل على الصناعة والمطربين بشكل خاص، حيث يعتقد أصحاب هذا الرأي أن الاستخدام الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي في إنشاء الموسيقى يمكن أن يؤدي إلى تجانس الأنماط الموسيقية وتقليل تنوع الموسيقى التي يتم إنتاجها. 

عما إذا كان مسموحا من الناحية القانونية باستخدام الذكاء الاصطناعي لسماع أغنية بصوت فنان ليس هو صاحبها الأصلي، يؤكد الناقد اللبناني جمال فياض، أنه “ليس مسموحا، ويمكن بسهولة إيقاف الأغنية على يوتيوب، ولكن لا يمكن منع الناس من تداولها عبر واتساب والتسجيلات الخاصة مثلا”.

طبقا لحديث الفياض لصحيفة “الاندبندنت عربية”، فإن “الفوضى انتشرت ولا مجال للسيطرة عندما يتعلق الأمر بالأعمال الغنائية الجديدة، ومع الوقت يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بالتلحين والكتابة والغناء وحتى المطرب لا يعود ضروريا لأنه يمكن أن يحول الناس إلى مطربين إذا طلبوا منه ذلك”.

سلسلة التحذيرات التي أطلقها فياض اختتمها بقوله، مع الوقت يمكن أن تنتشر تقنية الهولوغرام بشكل أوسع وأكبر ولا شيء يمنع من اختراع مطرب افتراضي أو وهمي يؤدي على المسرح الأغاني التي صنعها الذكاء الاصطناعي كتابة ولحنا. 

قد يهمك: بعد عشرات السنوات من الوفاة.. أغنية جديدة لأم كلثوم عبر الذكاء الاصطناعي

علاوة على ذلك، أوضح فياض أن الإبداع البشري يتراجع كثيرا لمصلحة التكنولوجيا والفنان الذكي هو الذي يعرف كيف يستفيد من التكنولوجيا لمصلحته.

على الرغم من هذه المخاوف، من الواضح أن للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على عالم الموسيقى العربية. فمع استمرار تحسّن تقنية الذكاء الاصطناعي وزيادة تقدمه، فمن المحتمل أن يستمر استخدامها في إنشاء الموسيقى وإنتاجها وتوزيعها، وسيلعب دورا متزايد الأهمية في تشكيل مستقبل الموسيقى العربية.

محركات البحث باتت تعجّ بمئات المواقع الإلكترونية التي تختص بإنتاج الموسيقى والأغاني عالية الجودة وأسهل من أي وقت مضى باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

موقع “بوو ماي” يسمح بإنتاج الموسيقى أو الأغاني حتى من الممكن أن تكون بصوت الشخص نفسه حيث يتم الدمج بين الصوت والموسيقى من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي. كل هذا ولا يحتاج المُستخدِم لمعرفة أي شيء حول إنشاء الموسيقى للبدء بإنتاجها، حيث يستخدم الموقع خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بمحاكاة الأساليب الموسيقية.

في نيسان/أبريل الفائت انتشرت أغنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصوات المغنيَين دريك، وذا ويكند، على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحاكي أغنية “هارت أون ماي سليف”، عمل نجمة البوب والممثلة سيلينا غوميز، التي سبق لها أن واعدت المغني ويكند.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات