“فريقنا بعيد كل البعد عن المستوى الدولي وحتى الآسيوي”، بهذه الكلمات وصف رئيس “الاتحاد العربي السوري لكرة السلة” طريف قوطرش المنتخب السوري لكرة السلة، وسط اختيار “الاتحاد الدولي لكرة السلة” سوريا لاستضافة التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024، في سابقة هي الأولى منذ 12 عاما.

الميدان الرياضي في سوريا يعاني من الإهمال والفساد بحسب العديد من الآراء. فبعد خسائر متتالية وملفات فساد دارت حول “الاتحاد السوري لكرة القدم” خلال العام الماضي، هاجم حارس المرمى الرئيسي للمنتخب السوري لكرة القدم إبراهيم عالمة، “الاتحاد السوري لكرة القدم”، متّهما الاتحاد بالفساد المالي وسرقة أموال المنتخب.

منتخب سوريا ضعيف!

في مقابلة لرئيس “الاتحاد العربي السوري لكرة السلة” طريف قوطرش، مع راديو “نينار إف إم” المحلي، نُشر يوم أمس الأربعاء، ادّعى فيه استضافة سوريا لدورة الألعاب الأولمبية لكرة السلة، “أنه تم الحصول على الموافقة من قبل الاتحاد الدولي لكرة السلة نتيجة لقاءات في ماليزيا وبيروت مع إدارة الاتحاد الدولي وكانت هناك شروط معينة لاستضافة هذه البطولة، ومن بين هذه الشروط توفير الصالات الرياضية والبنية التحتية كالإقامة والمواصلات وغيرها، وقد أثبتنا لهم بتوفير هذه الشروط، وتمت الموافقة”.

في سياق التساؤل حول كيف سيكون الوضع في سوريا للجماهير القادمة من الخارج إلى سوريا سواء بتوفير الكهرباء أو المواصلات أو المياه أو غير ذلك من اللوجستيات، لم يوضح قوطرش ذلك بشكل كافي واكتفى بالقول “سوريا ترحب بضيوفها دائما”.

هذا وتعيش سوريا أزمات عديدة، من أزمة الكهرباء والمواصلات والمحروقات والمياه وغيرها، خاصة في سياق الخدمات الأساسية، إذ يشتكي السوريون من شحّ الكهرباء والوقود.

حول الصالات الرياضية التي سيتُلعب فيها المباريات، قال قوطرش إنه سيكون في صالة الفيحاء بدمشق. وحول أداء منتخب السلة السوري في الأولمبياد، وإذا ما كان سيخيب آمال السوريين كما العادة، قال قوطرش “خلينا نكون واقعيين، نحن بعاد كل البعد عن المنتخبات الدولية والآسيوية وحتى العربية، ويجب أن يكون هناك دعم وتقديم كافة الظروف المناسبة لتهيئة وتقوية الفريق وخاصة من الجوانب اللوجستية والمدرب”.

عائدات سوريا من هذه التصفيات، ستكون من الإعلانات ونقل المباريات عبر التلفزيون السوري وسيتم بيعها للقنوات التي ترغب بذلك، حيث ذكر قوطرش أن الاتحاد السوري مسؤول عن استضافة كل الفِرق، وقيمة استضافة الفِرق الآسيوية ما بين 700 و 800 مليون ليرة سورية.

رعاية الحكومة السورية لجميع تكاليف تصفيات آسيا المؤهلة لأولمبياد باريس 2024، تأتي في وقت تعاني فيه البلاد من أسوأ الأزمات الاقتصادية، حيث وصل مستوى الفقر إلى أكثر من 90 بالمئة من السوريين  بينما يتراوح متوسط ​​الرواتب بين 140 و 180 ألف ليرة سورية وهي لا تكفي لأكثر من يومين فقط.

أولمبياد في سوريا

في السياق، تمت الموافقة من قبل “الاتحاد الدولي لكرة السلة” على استضافة سوريا لتصفيات آسيا المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024، وأعلن “الاتحاد السوري لكرة السلة” في بيان رسمي مؤخرا، موافقة الاتحاد الدولي للعبة على منح البلاد شرف استضافة هذا الحدث الكبير.

قوطرش، في حديثه مع “وكالة الصحافة الفرنسية” حول هذا الموضوع قال “من المهم أن تستضيف سوريا هذه التصفيات لأول مرة، بعد انقطاع كبير عن المشاركات الخارجية”. وعن المدن التي تستعد لاستضافة المباريات، أردف قوطرش “ستقام التصفيات في مدينة دمشق بشكل حصري بطلب من الاتحاد الآسيوي، من أجل المطارات. ونأمل أن يظهر منتخبنا بشكل جيد”.

هذا وأوقعت قرعة التصفيات المنتخب السوري في المجموعة الثانية جنبا إلى جنب منتخبات السعودية وكازاخستان وإندونيسيا والهند. ووزعت المنتخبات على 5 مجموعات في تصفيات ستقام في الفترة ما بين 12 إلى 20 آب/أغسطس 2023 بنظام الدورة المجمعة.

منتخب واحد يتأهل من كل مجموعة في ختام التصفيات إلى أولمبياد باريس 2024، التي ستقام في الفترة من 26 تموز/يوليو إلى 11 آب/أغسطس.

بحسب بعض التقارير، فقد نجح فريق “الوحدة” لكرة السلة، بتحقيق بطولة أندية آسيا في عام 2003، بعد تغلبه على نادي “الريان” القطري. وكان هذا هو الإنجاز الأول من نوعه على صعيد كرة السلة السورية.

كذلك حقّق فريق “الوحدة” لقب غرب آسيا مرتين متتاليتين في عام 2000 و 2001، ووصل إلى المربع الذهبي لكأس الأندية الآسيوية أربع مرات متتالية، حقق خلالها الوصافة مرة. لكن منذ عام 2011، تراجع الاهتمام بالرياضة بشكل عام في سوريا، هذا فضلا عن هجرة العديد من اللاعبين إلى خارج سوريا والحصول على فرص أفضل في بعض الدول الأخرى، ومنتخب السلة السوري اليوم لا يبدو أنه يحمل أسماء لامعة التي كانت موجودة في السابق.

فساد في “الاتحاد السوري”

في سياق متّصل، هاجم الحارس الأساسي لـ”المنتخب السوري لكرة القدم” إبراهيم عالمة، “اتحاد الكرة السوري”، متّهما الاتحاد بالفساد المالي وسرقة أموال المنتخب.

عالمة خلال مقابلة مع إذاعة “المدينة إف إم” المحلية خلال العام الماضي، أشار إلى أن “الاتحاد السوري لكرة القدم يسرق الأموال المجمدة بذريعة العقوبات”، مضيفا “الأموال كانت عم تتناقص من 4 سنين كانت 6 أو 7 مليون دولار واليوم فقط 2 مليون“.

حول فساد “اتحاد الكرة السوري”، أكد عالمة أن الاتحاد لم يؤمن التجهيزات الطبية اللازمة للاعبين خلال مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين هم من ساهموا بتأمين التجهيزات، “اللاعب عمر السومة قدّم تجهيزات طبية للمنتخب لأنه مانها موجودة، بس لحتى يخلي اللاعب يرتاح، اللاعب بده كتير تجهيزات من مساج وجهاز برودة، اتحاد كرة القدم ما أمنها، أمنها الكابتن عمر السومة“.

عالمة، أردف “بمباراة الإمارات يللي الفريق ما كان منيح فيها، بكرات تثبيت للكاحل ماكان عنا، معلش رح نتبهدل أكتر يلا مبهدلين ومبهدلين، عمر خريبين راح استعار من المنتخب الإماراتي، أنا عم اتبهدل برا كيف بدك ياني إلعب، معقول أطلع أشحد من العالم، وين أموال المنتخب“.

• لقاءات بلينكن في الصين: شراكة أم تنافس؟ 
• حركة “النهضة” قد تبدل اسمها.. ألاعيب الإسلام السياسي في التخفي والكمون
• الأسد يأخذ الضوء الأخضر للتخلص من الوجود الإيراني في سوريا؟
• الحسابات وميزان الردع.. الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” قريبة؟
• الإرهاب والهجرة والتسلل الحدودي معضلات تواجه الاتحاد المغاربي