بعد الاشتباكات التي دارت بين عشيرة “الجبور” وقوات “الدفاع الوطني” التابعة للحكومة السورية في محافظة الحسكة، يبدو أن التوترات مستمرة بينهما، بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالب العشائر حتى الآن، وتمسك “الجبور” بمطالبهم وإعطاء حكومة دمشق مهلة أخرى لحل هذه القوات كاملة في المحافظة، بحسب مصادر صحفية خاصة لموقع “الحل نت”.

إذا لم تستجب حكومة دمشق لمطالب عشيرة “الجبور”، سيدخل أبناؤها إلى مقرات “الدفاع الوطني” بالقوة كما توعدت، وبالتالي فإن الأمور غير مبشّرة ولا تسير نحو الهدوء حتى الآن، ولا تزال المدينة، لا سيما الأحياء القريبة من المربع الأمني، تعيش حالة من الخوف.

توتر مستمر بين “الجبور والدفاع الوطني”

نحو ذلك، قال الصحفي المنحدر من مدينة الحسكة، جيندار عبدالقادر لموقع “الحل نت”، إن قبيلة “الجبور” أعطت الحكومة السورية ساعات أخرى بعد انتهاء مهلة صباح اليوم الأربعاء، التي حددوها لدخول أبناء القبيلة لمقرات “الدفاع الوطني” للتأكد من المعلومات التي تروّج لها دمشق بعدم وجود قائد “الدفاع الوطني” عبد القادر حمو، في الحسكة، وأنه قد تمّ نقله إلى العاصمة دمشق وهو رهن الاعتقال حاليا.

عبدالقادر، أردف بناءً على مقابلة مع أحد وجهاء القبيلة، أن أعضاء من مكتب العلاقات العامة التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، اجتمعوا مع شيوخ قبيلة “الجبور” تحت خيمتهم قبل ساعات لحلّ وفض هذا الخلاف، ولكن يبدو أن الأمور لا تسير نحو التهدئة حتى الآن.

هذا وشهدت مدينة الحسكة مساء يوم أمس الثلاثاء توترا أمنيا، على خلفية اعتداء قائد “الدفاع الوطني” في منطقة المربع الأمني بالحسكة، على عبد العزيز المسلط أحد شيوخ قبيلة “الجبور” أحد أبرز القبائل العربية في سوريا والعراق، وبحسب المصادر المحلية الخاصة، فإن الاعتداء جاء بسبب جدال حول أحقية السير داخل منطقة المربع الأمني، حيث أخرج حمو وعناصره الشيخ عبد العزيز المسلط من سيارته وضربوه وأهانوه.

أحد وجهاء القبيلة قال، إن “عملية اعتداء عبدالقادر حمو قائد الدفاع الوطني على الشيخ عبد العزيز محمد الشيخ أحمد المسلط حصلت ظهر يوم الأحد في إحدى شوارع المدينة أثناء عودته لمنزله داخل المربع وهو يستقل سيارته”، مضيفا “بدأ الخلاف على أحقّية المرور في إحدى الشوارع الضيقة، أثناء تصادف الشيخ وحمو، ليقوم حمو برفقة عناصره بضرب وإهانة الشيخ”.

كما وأشار إلى أن العديد من شباب قبيلة “الجبور” المنضوين في “الدفاع الوطني”، تركوا مواقعهم وانضموا بأسلحتهم إلى التظاهرة التي جرت يوم الأحد الماضي، وأن أهل القبيلة لن يهدأوا إلا بعد القصاص من عبد القادر حمو.

الحادثة تسببت منذ يوم الأحد وحتى اليوم باستنفار أبناء العشيرة في مدينة الحسكة وريفها الذين تجمّعوا بالمئات أمام منزل عائلة المسلط في حي تل حجر بالحسكة، فيما اقتحم آخرون منطقة المربع الأمني مدججين بالأسلحة الرشاشة، كما وتظاهروا يوم الأحد في دوار الكراج مرورا بحي مرشو مطالبين بتسليم قائد “الدفاع الوطني” لأفراد القبيلة، لردّ الإهانة التي وجهها لأحد رموز القبيلة بحسب وصفهم.

أحداث الاشتباكات

قبيلة “الجبور” أمهلت قوات الحكومة السورية 48 ساعة لتسليمهم حمو، وإلا سيضطر أبناء القبيلة إلى استخدام القوة لاعتقاله. وقالت إحدى التقارير المحلية، إن عبد القادر حمو أخلى أحد مقاره في منطقة المساكن بالقرب من مبنى “حزب البعث”، وتراجع إلى منطقة المريديان التي يتمركز فيها عناصر من “حزب الله” اللبناني الموالي لطهران والمساند لدمشق.

على الرغم من أن الحكومة في دمشق أعزلت عبد القادر حمو من منصبه وتحويله لدمشق للمحاسبة، وأنه تم تكليف يوسف خليفة قائدا لـ”الدفاع الوطني”، خلفا لحمو، إلا أن قبيلة “الجبور” تشكك في مصداقية هذا الخبر، وتريد التأكيد بنفسها.

خاصة بعد أن نشرت صفحات على السوشيال ميديا تابعة لـ”الدفاع الوطني”، تتحدى فيها أبناء القبيلة وتدحض مطالبهم، مؤكدة أن حمو مازال على رأس عمله ولن يغادره، الأمر الذي زاد من التوترات في المنطقة، إضافة إلى نشر صورة قبل ساعتين على منصة “فيسبوك” لحمو وكتبوا فيها “هذه الصورة للقائد عبدالقادر حمو قبل قليل ومن داخل المربع الأمني بالحسكة”.

بالتالي احتشد من جديد أبناء عشيرة “الجبور” يوم أمس الثلاثاء واقتحموا المربع الأمني، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحتها القبيلة لدمشق بإخلاء مقرات “الدفاع الوطني”، لتقع على إثرها اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة 4 أشخاص من أبناء “الجبور” بالرصاص، اثنان منهم برصاص قوات الحكومة السورية، واثنان منهم في اقتتال داخلي أمام خيمة العشيرة خلال محاولة أحد المسلحين قتل أحد وجهاء القبيلة، وفق الصحفي الكُردي السوري، جيندار عبدالقادر.

في سياق متّصل، أعلنت بعض العشائر تضامنها ودعمها لقبيلة “الجبور” ومنها قبائل “البكارة” و”العكيدات” و”شمر” في الحسكة. فيما يسود حالة من الفوضى وهدوء حذر في بعض أحياء المدينة وخوف وهلع بين السكان القاطنين على خطوط التماس في أحياء تل حجر ومرشو.

بحسب ما تم نقله عن قبيلة “الجبور”، فإن الحكومة السورية لم تفِ بوعدها في تسليم حمو، الأمر الذي تسبب في تصعيد التوتر بمدينة الحسكة، ويبدو أن الوضع يتجه نحو التصعيد في حال عدم استجابة دمشق لشروط القبيلة وأبناء الحسكة بحل ما يسمى بـ”الدفاع الوطني” وتسليم قائدها أو ترحيله إلى خارج المحافظة ليتم محاكمته بشكل حقيقي.

من هو عبدالقادر حمو؟

في مقابلة خاصة للصحفي جيندار عبدالقادر مع أكرم المحشوش، مستشار قبيلة “الجبور”، فإنهم أوضح أن تفاصيل الوضع ليس بمصادفة وإنما هو متفق عليه، نظرا لأن “الدفاع الوطني” بات تابعا للإيرانيين خلال الفترة الأخيرة.

المحشوش لفت أيضا إلى أن حمو يسيء للبلد منذ نحو 6 سنوات، وتمنى أن تكون النهاية مثل الوعود التي حصلوا عليها من دمشق، وإذا لم يكن هناك استجابة لمطلبهم فسيكون هناك تصرفات أخرى للقبيلة، لا يتمنوها. واستبعد أحد المصادر المحلية قدرة الحكومة السورية على محاسبة حمو المدعوم إيرانيا، ما يتطلب من القبيلة زيادة الضغط على الأخير لوضع حل نهائي لتجاوزات حمو وقوات “الدفاع الوطني” بحق أبناء الحسكة.

هذا وسبق أن حصلت توترات بين قائد “الدفاع الوطني” وبين قوات الحكومة السورية نفسها و”قسد” في المنطقة، نظرا لما لديه من دعم من قِبل الميليشيات الإيرانية المتواجدة في مدينة الحسكة.

الشيخ نواف بن عبد العزيز المسلط كان قد ذكر على حسابه الشخصي على منصة “فيسبوك”، أن حمو يتبع لمكتب في بناء محافظة الحسكة وقد تشكّل بداية الحرب وهو معروف بتجاوزاته، داعيا الحكومة إلى إغلاق المكتب وتسليم حمو، من دون أن يُسمّي أو يوضح طبيعة المكتب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات