مهند زعيتر يعتذر.. هل تحولت “نقابة الفنانين السوريين” لحارس على “ذوق الجمهور الفني”

“نقابة الفنانين السوريين” تواصل حربها منذ نحو عامين ضد المغنيين العرب، كما أنها عينت نفسها حارسا على “الفن الراقي” و”الذوق العام”، وبدأت باستخدام هاتين الجملتين لتبرير هجومها على المغنيين ومنعهم من الغناء على الأراضي السورية.

نقابة الفنانين استخدمت كوادرها وأبرزهم النقيب، لتنفيذ هجمات لاذعة على مغنيين عرب لهم شعبية واسعة في سوريا وباقي الدول العربية، وتتهمهم بمحاولات تخريب “الفن الراقي”، وتقول إن فنهم هو “فن هابط”، الأمر الذي يطرح التساؤلات من قبيل “من يحدد هذا الفن هابط أو راق”، هل يحق لنقابة الفنانين أن تكون حارسا على “الذوق العام”.

معظم المغنيين الذين عمدت نقابة الفنانين إلى منعهم باستخدام سلطتها، لهم شعبية واسعة في سوريا، وأغانيهم تتردد في الحفلات الشعبية وحفلات الزفاف وفي السيارات والشوارع، وبالطبع فإن هؤلاء يمثلون قسم واسع من “الذوق العام”، فعن أي ذوق عام تتحدث النقابة.

منع يعتمد على مزاج النقابة

فالنقابة حتى الآن تعتمد على الكيفية ومزاج النقيب في منع المغنيين من إحياء الحفلات في سوريا، وتارة تتحدث عن ألفاظ نابية يستخدمها بعض المغنيين والمغنيات، كما أنها تتهم فنهم بأنه “فن هابط”، لكن بالمقابل فإن اعتذار المغني كافي لجعل “فنه راق”، وإزالة قرار منعه من الغناء في سوريا.

نقابة الفنانين كانت قد أعلنت منذ أشهر منع العديد من المغنيين العرب من الغناء على أراضيها، بسبب استخدامهم كلمات نابية على مسارح الغناء، وهم جاد الزعبي، وإنجي فرح، ومهند زعيتر، ووديع الشيخ، وفاطمة عثمان الملقبة بـ “ريم السواس”، وليال خوري، ومايا غانم، كذلك تم منع سارة زكريا في وقت سابق لنفس الأسباب.

مهند زعيتر خرج أمس الأربعاء من مقر “نقابة الفنانين السوريين”، مقدما اعتذاره للنقابة، وذلك على خلفية ورود اسمه في قائمة الممنوعين من الغناء في سوريا، بسبب استخدام “الألفاظ النابية” على مسارح الغناء، حيث تمت إزالة قرار المنع من قبل النقابة، وربما أصبح فن زعيتر “فنا راقيا” بعد الاعتذار والتعهد بعدم استخدام الألفاظ النابية على المسرح، ولتبقى هذه الألفاظ للفنان نفسه في أغانيه وعلى المنصات الإلكترونية.

قد يهمك: أغنية لـ“إليسا” تُحذف من “يوتيوب” بعد طرحها.. مشكلة للفنانة اللبنانية مع شركة إنتاج؟

زعيتر قال في لقاء مع منصة “يلا تريند” من داخل مقر النقابة، “نحنا منعتز بالنقابة، وبحرصها على الألفاظ اللي عم تطلع، أنا بحترم النقابة وأوقات الجو بيجبرك على هي الألفاظ بسبب رغبات الجمهور وتفاعله معك، هي الأغاني بتحبها الناس”.

من جانبه أكد رئيس المكتب القانوني للنقابة أسعيد عيد، أن النقابة حريصة على الارتقاء بالفن واحترم ذوق المشاهد، متجاهلا أن تلك الأغاني التي تمنع بسببها المغنيين، هي من أكثر الأغاني استماعا في الشارع السوري، الأمر الذي يوضح مدى التخبط وعدم قدرة النقابة على توصيل فكرتها بآلية واضحة للجميع.

وديع الشيخ

قبل مهند زعيتر كان المغني وديع الشيخ، خرج مؤخرا وفتح النار على “نقابة الفنانين السوريين” ونقيبها محسن غازي، معلنا اعتزال الغناء في سوريا، بسبب سياسات النقابة ضده، كما انتقد تعامل غازي مع المغنّيين العرب، ومنعه إيّاهم بشكل عشوائي من الغناء على الأراضي السورية.

الشيخ انتقد في مقابلة مع إحدى المحطات اللبنانية، سياسة نقابة الفنانين في سوريا في منع المغنّيين من الغناء على الأراضي السورية، معتبرا أن النقابة لم تبادله في المعاملة على اعتبار أنه غنّى لسوريا وكان وفيّا لها رغم أنه لبناني حسب قوله.

الشيخ أضاف خلال اللقاء، “محسن غازي لم يترك له صاحبا بسبب قراراته العشوائية، حتى ولو تمت إزالة القرار فأن لن أعود للغناء في سوريا، إحدى الدول منعتني من الغناء ومنعتني من الدخول إلى أراضيها بسبب مواقفي مع سوريا، ولم أتلق نفس المعاملة، لا أفهم كيف يقيمون هذا فن هابط وهذا غير هابط، ما هي المعايير لا أحد يعلم”.

نقيب الفنانين السوري، محسن غازي، كان قد أعلن سابقا بكل جرأة أنه لن يتهاون في تطبيق مثل هكذا قرارات، وسيتم وقف أي مغنٍّ يستخدم ألفاظا نابية أو طائفية، تحت طائلة المسؤولية الكاملة. وأشار غازي إلى أن هذا القرار يأتي كنتيجة للشكاوى المتكررة التي تلقّتها النقابة بخصوص انتشار ظاهرة استخدام بعض المطربين لعبارات مسيئة وألفاظ نابية في أغانيهم.

هذا القرار قسّم الشارع السوري إلى قسمين، الأول يرى أنه يعكس التزام نقابة الفنانين في سوريا بمسؤوليتها الاجتماعية، وتوجّهها للمحافظة على الهوية الثقافية والقيم الأخلاقية للمجتمع. فالفن ليس مجرد تسلية وترفيه، بل يحمل معه رسالة إيجابية يمكن أن يؤثر بها في نفوس الناس ويسهم في بناء مجتمع أفضل.

أما الشريحة الأخرى، فترى أن حماية الذوق العام تصطدم بحرية التعبير، ولهؤلاء الفنانين شريحة واسعة تستمع إليهم في سوريا وخارجها، وهو ما يعيد للذاكرة الحرب التي شنّها نقيب الموسيقيين المصريين، هاني شاكر، على مطربي المهرجانات خلال الأعوام السابقة، وفشل في كبحها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات