منذ أشهر والأسواق السورية تعاني من مشكلة كبيرة فيما يتعلق بزيت الزيتون، الذي تحول ومنذ سنوات إلى مكوّن رئيسي في وجبات العائلات السورية، نتيجة عدم قدرة معظم الأهالي على تحمّل تكاليف اللحوم بأنواعها، ولكن يبدو أن ارتفاع أسعار زيت الزيتون سيجعله ينضم إلى قائمة اللحوم.

أسعار زيت الزيتون تضاعفت عدة مرات خلال الأشهر الست الأخيرة فقط، حيث كانت عبوة زيت الزيتون تباع في شهر آذار/مارس الماضي بسعر 300 ألف ليرة سورية، أم اليوم فقد سجلت الأسواق السورية سعراً بلغ نحو مليون ومئتي ألف ليرة للعبوة.

الحكومة السورية بدورها حاولت مرارا التّهرب من مسؤولية ضبط أسعار الزيت في الأسواق السورية، خاصة وأن قراراتها المتعلقة بالسماح بتصدير الزيت إلى خارج سوريا، ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعارها، فضلا عن انهيار العملة المحلية الذي انعكس على جميع السلع والخدمات في البلاد.

بدء موسم القطاف

مع بدء عملية قطاف الزيتون في بعض المناطق السورية كمحافظة اللاذقية، تقول الحكومة السورية إنها ستدعم عمليات إنتاج الزيت لتخفيف عبء التكاليف على المنتجين، وتحقيق أدنى سعر ممكن للزيت في الأسواق السورية، في وقت أكد فيه عدد من المنتجين أن الوعود لا تكفي، خاصة وأن تجربتهم كانت سيئة مع الدعم الحكومي خلال الأعوام الماضية.

مدير الزراعة في محافظة اللاذقية باسم دوبا، أشار إلى أن عملية القطاف بدأت باكرا هذا العام، وذلك لتفادي الإصابات بذبابة الثمار على الأشجار التي دخلت مرحلة النضج، إضافة لتجنب الهدر لهذه الكميات بسبب قلة المحصول وما تسببت به الظروف المناخية التي سادت هذا العام بتسريع للنضج وخاصة بعد تسجيل هطلات مطرية في شهر آب/أغسطس والثمار قليلة، ما مكّنها من الحصول على كمية كبيرة من المواد الغذائية.

خلال تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية، أوضح دوبا، أن “الإنتاج المتوقع من الزيتون على مستوى محافظة اللاذقية لهذا الموسم نحو 45179 طن، متوقعا أن يكون إنتاج الزيت بحدود 10 آلاف طن زيت زيتون من إجمالي الموسم.

قد يهمك: الفواكه الاستوائية.. لماذا ازداد الإقبال عليها رغم غلاء الأسعار في سوريا؟

دوبا، أكد كذلك أن لجنة المحروقات التابعة للحكومة السورية، أقرت  بدعم المعاصر خلال هذا الموسم من خلال تزويدها بالكميات اللازمة لعملها من المحروقات بسعر 8000 ليرة سوريّة، لافتا إلى قيام مديرية الزراعة بتزويد “سادكوب”، بقائمة المعاصر التي كانت عاملة خلال الموسم الماضي.

دعم مؤقت؟

عدد من أصحاب المعاصر شككوا بنيّة الحكومة استمرار دعمها بالمحروقات لخفض الأسعار، حيث أكد أحمد الحنّاش وهو اسم مستعار لصاحب معصرة في اللاذقية، أنه لم يتلقى سوى 50 لتر من المازوت خلال الموسم الماضي، وهي كمية لا تكفي سوى لأيام قليلة.

الحنّاش أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “دائما ما نسمع الوعود، الحكومة تحاول التّهرب من مسؤولية ارتفاع الأسعار أمام المستهلك، ولاحقا تتهم المنتجين برفع الأسعار، العام الماضي كانت هناك نفس الوعود، بعض المعاصر تلقت المحروقات في أول أيام الموسم، ومن ثم انقطعت بدعوى عدم التوفر”.

الأهالي والمعنيون في قطاع إنتاج زيت الزيتون، أكدوا أن فتح باب التصدير أمام المادة هو المسبب الرئيسي في ارتفاع أسعارها، في المقابل يؤكد البعض أن التصدير سمح للمنتجين تجنّب الخسارة، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وغياب الدعم الحكومي عن المزارعين خلال فترة الزراعة وتحويل الزيتون إلى زيت.

من جانبه أكد رئيس “اتحاد فلاحي طرطوس” فؤاد علوش، أن أسعار زيت الزيتون ستواصل ارتفاعها طالما باب التصدير مفتوح إلى السوق الخارجية، مؤكدا أن بعض المزارعين ما زالوا يحتفظون ببعض كميات الزيت ويبيعون العبوة للتجار بمبلغ يصل إلى مليون ومئتي ألف ليرة سورية.

علوش أضاف في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي، “طالما باب التصدير مفتوح سترتفع الأسعار، ولو كان الأمر مقتصراً على الاستهلاك المحلي كان سيصل سعر التنكة إلى 500 ألف، نظراً لارتفاع سعر الزيت قياساً بغلاء الزيت النباتي وبقية المواد الغذائية التي ارتفع سعرها”.

التصدير كان في السابق سببا لارتفاع العديد من السلع الغذائية في سوريا، حيث تسبب قرار السماح بتصدير البصل والبطاطا خلال الأشهر الماضية، في حرمان السوريين من استهلاك هذه المواد، والآن تحاول الحكومة التهرّب من مسؤوليتها تجاه دعم المزارعين في عملية الإنتاج، عبر السماح لهم بتصدير محاصيلهم وبالتالي ارتفاع أسعارها على المستهلك المحلي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات