المشوي والبروستد في سوريا.. غياب الرقابة يشجع جشع التجار؟

بين اتهامات الحكومة وشكاوى المنتجين من ارتفاع التكاليف، أصبحت العائلات السورية في معظمها محرومة من مطاعم الوجبات السريعة، فقد سجل الفروج المشوي في الأسواق السورية سعر مئة ألف ليرة سورية، الأمر الذي يجعله بعيدا عن متناول معظم السوريين.

خلال الفترة الماضية شهد قطاع الدواجن حالة من الفوضى غير المسبوقة، نتيجة نفوق عدد من أفواج الدواجن، فضلا عن الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج وخروج عدد من المربّين من خطوط الإنتاج نتيجة خساراتهم المادية المتتالية.

هذا الارتفاع أفضى بالطبع إلى تراجع الإقبال على منتجات الدواجن، من البيض ولحم الدجاج، وسط غياب أيّة رؤية حكومية من شأنها أن تساعد المنتجين على خفض التكاليف لتأمين المنتجات بأسعار مناسبة للمستهلكين.

إقبال متراجع

عضو لجنة مربّي الدواجن في دمشق حكمت حداد، أكد على أن الإقبال على شراء الفروج منخفض بسبب تكلفته المرتفعة وقلّة الطلب عليه نتيجة ضعف القوة الشرائية وتوجه المواطنين لشراء المؤونة حاليا ومستلزمات المدارس خلال الفترة الماضية، هذا فضلا عن ارتفاع تكاليف الإنتاج التي أرهقت التجار والمنتجين معا.

حداد، علّق في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية، على خروج العديد من المربّين من خطوط الإنتاج، وأوضح أنه مع تحسّن الطقس وانتهاء موجات الحر التي أدت إلى نفوق نسبة كبيرة من الفروج والدجاج البيّاض خلال الفترة السابقة، بدأت نسبة من المربّين بالعودة إلى التربية والدليل على عودتهم وصول سعر صوص الفروج إلى 6500 ليرة سورية، بعد أن كان يُباع منذ نحو الشهر بسعر 2000 ليرة نتيجة قلة التربية.

كذلك فقد استبعد عضو اللجنة، أيّ انخفاض قادم لأسعار الفروج لأكثر من السعر الحالي لأن المربّي سيخسر وهناك تكاليف إضافية ستدخل في إنتاج الفروج قريبا أبرزها التدفئة لكن من الممكن أن نشهد استقراراً في سعره الذي يبلغ حاليا نحو 25 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد.

قد يهمك: توقعات مخيفة بشأن أسعار الخضار في الشتاء.. كم سيبلغ سعر البندورة في سوريا؟

هذه الأسعار المرتفعة انعكست بالطبع على أسعار الأطعمة الجاهزة، حيث ارتفع سعر الفروج المشوي خلال الأسابيع القليلة الماضية من 65 ألف ليرة سورية إلى نحو مئة ألف، فيما اعتبر حداد أن سبب الارتفاع عائدٌ لاستغلال أصحاب المطاعم، الذين يتّخذون ارتفاع أسعار الزيت النباتي والغاز ذريعة لتحقيق أرباح غير منطقية، حيث لا تتجاوز تكلفة الفروج المشوي 65 ألف ليرة.

أسعار اللحوم

أسعار اللحوم بأنواعها، شهدت ارتفاعات متكررة منذ بداية العام الجاري، حتى وصل الأمر إلى استغناء الشريحة الأكبر من السوريين عن اللحوم واتجاههم لبدائل مختلفة، مثل اللجوء إلى “الفطر” كبديل للحوم نتيجة هذا الارتفاع غير المسبوق في الأسعار، كما واتجه العديد من الأهالي إلى تربية الأرانب في منازلهم، أو شرائها من مربّيها في المدن والبلدات الريفية لتكون بديلا عن اللحوم.

موقع “أثر برس” المحلي، نقل عن أحد أصحاب محال “الشاورما” بالعاصمة السورية دمشق، قوله ”حركة الإقبال على أكلة الشاورما تراجعت كثيرا خلال الأسابيع الماضية”، مضيفا “سيخ الشاورما الذي كنا نطلبه كان يزن 120 كيلوغراما قبل دخول الشهر، اليوم وزن السيخ 50 كيلوغراما وبالكاد ينتهي، أحيانا نبقى لساعات منتصف الليل حتى ينتهي”.

سعر السندويشة التقليدية في العاصمة دمشق يبدأ من 15 آلاف ليرة سورية، لكنه وصل إلى 23 ألف ليرة في محال مشهورة في الشعلان، بينما وضعت مطاعم أخرى عدة أسعار للسندويشات تبدأ من 12 ألف ليرة ثم 15 ألف ليرة ثم 18 ألف ليرة، ويمكنك طلب سندويشة 25 ألف ليرة حسب الرغبة.

أسبابٌ وعوامل أساسية تقف وراء غلاء منتجات قطاع الدواجن، لاسيما بيض المائدة، بهذا الشكل الدراماتيكي، حيث ارتفع سعر طبق البيض إلى ما يقارب 55 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر البيضة الواحدة إلى 2000 ليرة، وهو ما دفع العديد من العائلات السورية إلى التوقف عن الشراء.

من بين هذه الأسباب لهذا الارتفاع الملحوظ في الأسواق السورية، هي العشوائية والسياسات الحكومية الخاطئة وتحكّم التجار، فضلا عن أسعار الأعلاف التي تشكّل ما يصل إلى 70 بالمئة من تكلفة الإنتاج، ثم تأتي أسعار ناقلات الطاقة وسعر الصرف الذي يتغير من وقت لآخر.

مشكلة الأعلاف تتمثل بسعرها الخاضع لسعر الصرف لأن معظمها مستورد، فالذرة الصفراء وكسبة الصويا هي المواد الأساسية الداخلة في تغذية الدواجن، وفيما يتعلق بالذرة الصفراء ورغم الإنتاج المحلي الضخم فإن “وزارة الزراعة السورية” فشلت في مسألة التجفيف.

حيث وضعت المؤسسة العامة للأعلاف شرطا لاستلام المحصول، بأن تكون نسبة رطوبتها تحت 14 بالمئة، وهذا كان غير متحقق لغياب المجففات بالتالي لم يتم التخزين وبقي خيار الاستيراد مفتوحا، أما بالنسبة لفول الصويا بعد عصره تبقى كسبة الصويا المستخدمة بالتغذية، وهي أيضا مستوردة لأن زراعة فول الصويا في سوريا غير مُجدية اقتصاديا، وفق ما يوضحه الخبير الزراعي.