توقعات مخيفة بشأن أسعار الخضار في الشتاء.. كم سيبلغ سعر البندورة في سوريا؟

مع اقتراب فصل الشتاء، بدأت بعض الجهات تحذّر من الغلاء الكبير الذي قد يضرب أسعار الخضار والفواكه، مع بدء انخفاض درجات الحرارة، خصوصا في ظل ارتفاع تكاليف زراعة الخضار، بعد رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية، إذ إن زراعة الخضار في فصل الشتاء تحتاج لتكاليف أعلى.

خلال الأسابيع الماضية زادت أسعار الخُضر بنسب كبيرة، متأثرة بارتفاع أسعار المشتقات النفطية، خاصة وأن الخضار تتعرض للنقل في مراحل عدة من الأراضي الزراعية إلى سوق الهال ومن ثم إلى أسواق البيع بالتجزئة، لذلك فإن المحروقات تدخل في تكاليف إنتاجها بشكل أساسي.

تقرير لموقع “بي تو بي” المحلي، نقل عن بعض الفلاحين توقّعاتهم، بارتفاع قادم في أسعار مختلف الخضار التي تُباع عادة خلال فصل الشتاء، وذلك مع بدء التحضير للموسم الزراعي المقبل للزراعات المحمية، حيث يتم تجهيز البيوت وزراعة الشتول المطعّمة وتحضير البذور والسماد وتعقيم الأرض وتحضير شرائح النايلون.

التكاليف مرتفعة

بحسب ما أكده الفلاحون، فإن “أسعار المستلزمات الزراعية تضع العقل في الكف والكثير من الفلاحين يمتنعون عن الزراعة أو يقلّلون زراعة عدد البيوت المحمية، نتيجة ارتفاع الأسعار ومن المتوقع أن يكون سعر كيلو البندورة فوق 10 الف ليرة حتى يتمكن المزارع من تسديد ثمن المستلزمات فقط ومن دون أن يربح”.

تقرير الموقع المحلي، أشار إلى أن “تجهيز بيت بلاستيكي يحتاج في الدرجة الأولى إلى لفة نايلون سعرها بحدود 10 ملايين ليرة، ويحتاج الى بذار ثمن الغرام أكثر من 4 ملايين ليرة حسب نوعية البذار ويحتاج الى تسميد وإلى تعقيم وإلى خيطان وسقاية، والى فلاحة أكثر من مرة وإلى عبوات للتسويق وأجور نقل وعمولة وأدوية و كمسيون”.

الحكومة السورية من جانبها، لم تضع أي خطة لتأمين الخضار خلال فصل الشتاء بأسعار مناسبة، الأمر الذي يهدد الموسم الزراعي، إذ من المتوقع أن تنخفض معدلات استهلاك الخضار في الشتاء إلى حدودها الدنيا، نتيجة عدم قدرة الشريحة الأكبر من السوريين على تحمّل هذه الارتفاعات.

في ظل الارتفاع بتكاليف الزراعة في سوريا، تشهد الأسواق السورية إقبالا مفاجئا على الفواكه الاستوائية وذلك على الرغم من الارتفاع الكبير في أسعارها، فهناك فئة يدفعها الفضول لتجربة هذه الفواكه عَبر شرائها بالحبة، وأخرى هي الطبقة الغنية التي تستهلكها بشكل دوري.

قد يهمك: خطوات قادمة لتضييق الفجوة بين الدخل والأسعار.. إصرار حكومي على خداع السوريين؟

خلال السنوات الماضية، كان هناك إقبال على زراعة هذا النوع من الفواكه، وذلك بسبب العائد الجيدة التي تعود بها على المزارع، مقارنة بزراعة الخضار والفواكه المحلية، إذ إن ارتفاع تكاليف الزراعة، جعلت من المزارع غالبا الطرف الخاسر، في ظل غياب الدعم الحكومي لعمليات الإنتاج.

تقارير محلية أكدت أن الفواكه الاستوائية أصبحت منتشرة بشكل واسع في الأسواق السورية، ومعظم زبائنها من الطبقة الغنية، حيث أن متوسط سعرها يصل إلى 150 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، وتتوفر في معظم متاجر بيع الخضار والفواكه.

متوفرة في الأسواق

من بين هذه الفواكه وأشهرها “الأفوكادو” الذي يتراوح سعره بين 20 إلى 35 ألف ليرة سورية حسب الصنف والجودة، في حين يبلغ سعر كيلو الكيوي 35 ألف ليرة بدمشق، أما المانجا فسعرها يتدرج للكيلو الواحد بين 35 إلى 50 ألف، وحبة الدراغون فروت الواحدة تتراوح بين 10 إلى 15 ألف والكيلو بـ 150 ألف.

بحسب مصادر محلية، فإن فضول التجربة يدفع معظم السوريين إلى تجربة بعض الأنواع التي تُعتبر جديدة على الأسواق السورية، لذلك فإن المتاجر تبيع العديد من الأصناف بـ”الحبة”، ويشتريها الأهالي بدافع التجربة فقط، حيث أن استهلاكها يُعتبر مكلف جدا مقارنة بالأصناف المحلية.

مؤخرا سجلت مناطق الساحل السوري، إقبالا واسعا على زراعة الفواكه الاستوائية، حيث تُعد أسعارها مرتفعة، بسبب صفتها الاستوائية، وأيضاً لأجور النقل الكبيرة بين الساحل ودمشق، حيث ازدادت أجور النقل 100 بالمئة بعد رفع أسعار المحروقات.

الخضار والفواكه كانت من بين المواد الأكثر تأثّرا بالانهيار الاقتصادي خلال الأسابيع الماضية، وذلك نتيجة تأثّرها بارتفاع المحروقات، خاصة وأن الخضار والفواكه تتعرض للنقل كثيرا من مكان إلى آخر، ما يعني أن المواد النفطية مساهمة بتكاليفها بشكل رئيسي.

بحسب تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، فقد وصل سعر مبيع كيلو الثوم الصيني إلى أكثر من 30 ألف ليرة سورية، وتراوح سعر كيلو البطاطا بين 3500 و4500 ليرة، والبندورة بين 3000 و3500 ليرة، إضافة للبصل الذي تراوح سعر الكيلو منه بين 2500 و 3500 ليرة ناهيك عن الفواكه بمختلف أنواعها التي تجاوزت أسعارها التوقعات وباتت بمعظمها فوق 10 آلاف للكيلو الواحد.

كذلك سجلت الفواكه مؤخرا أسعار مرتفعة متأثرة بانهيار قيمة العملة المحلية، حيث بلغ سعر كيلو العنب نخب أول 10 آلاف ليرة سورية، والنخب المقبول المتوسط مبلغ 8 آلاف للكيلو الواحد، أما التين سعر الكيلو الواحد منه بلغ 12 ألف، والإجاص والدراق 8 آلاف، أما الخوخ 4 آلاف.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات