مع إعلان شركة “قبنض” للإنتاج الفني، نيّتها البدء بتصوير الجزء الرابع عشر من مسلسل “باب الحارة”، ما زالت الانتقادات اللاذعة تلاحق المسلسل، هذه الانتقادات التي استمرت لسنوات طويلة، نتيجة الأفكار المرفوضة من قِبل البعض ويطرحها المسلسل المستمر منذ عام 2006.

شهرة مسلسل “باب الحارة” بدأت منذ جزئه الأول وقد علت مع عرض الجزء الثاني، وكانت تُلاقي وقتها استحسانا واسعا، إلا أن كثيرا من الجماهير وصفته بعدها بأنه تحوّل إلى “مسلسل بلا طعم أو هدف، وبدلاً من أن يكون مسلسل باب الحارة عملا عالي الجودة يحظى بثناء الجمهور، أصبح عملا بلا قيمة ولا يحظى إلا بسخرية الجمهور وسخطهم”.

لكن ورغم الانتقادات واصلت الشركة المنتجة تصوير أجزاء متلاحقة من المسلسل، والواضح أن الحيّز التجاري لإنتاج جزء آخر من “باب الحارة”، الذي استُنزفت أحداثه، يطرح تساؤلات عن المغزى من إصرار شركة “قبنض” على تقديم أجزاء إضافية منه، كذلك فقد تحوّل المسلسل مؤخرا إلى سببٍ لخلاف الفنانينَ على المستوى الاجتماعي والفني.

ياسر العظمة وأمية ملص

آخر هذه المناوشات جرت خلال الأيام الماضية بين الممثل السوري ياسر العظمة، ومواطنته أمية ملص، وذلك بعد أن شنّ العظمة هجوما لاذعا على مسلسل “باب الحارة”، الذي شهد مشاركة ملص بشخصية “بوران” لعدة أجزاء.

ملص، شددت في لقاء على قناة “سكاي نيوز عربية”، على احترامها لرأي ياسر العظمة، مُشيرةً إلى أن المسلسل لم يكن وثائقيا بل قصة درامية، وأضافت، “هو أستاذ كبير جدا وأستاذنا كلنا، وصنع بصمة مهمة في الدراما السورية، هو مدرسة كبيرة، وأحترم رأيه أيّا كان وأتفهّمه”.

ملص، حاولت من خلال حديثها أن تقلل من أهمية توجيه الانتقادات للمسلسل، معتبرةً أن “باب الحارة ليس عملا توثيقيا كغيره من الأعمال الدرامية السورية التي وثَّقت حقبة زمنية معينة مثل حمام القيشاني، الذي تحدث عن حقبات تاريخية كانت في سورية بتواريخ دقيقة، وأسماء شخصيات معروفة”.

وعن الفكرة التي دائما ما ترافق تلك الانتقادات المتعلقة بالانتقاص من المرأة، أوضحت ملص، “هناك امرأة خانعة وأخرى قوية في جميع المجتمعات والأزمان، مُضيفة، “باب الحارة فيه تنوع بالنساء، وهناك نساء قادرات، وعندما تكون المرأة تحترم زوجها وتوافقه الرأي في بعض الأحيان خاصة عندما يكون على حق ضمن البيئة المعينة فهذا ليس خضوعا وخنوعا، بل تفرض احترامها على الرجل إلى حد ما”.

قد يهمك: “فايا يونان خائفة من التمثيل“.. هل تنسحب من تجربتها مع بسام كوسا وتيم حسن؟

ياسر العظمة، كان قد فتح النار قبل أسابيع على صُنّاع مسلسل “باب الحارة” حينما اتّهمهم بتزوير تاريخ الشام، وانتقاصهم مكانة المرأة، واصفا كذلك المسلسل بـ”الفانتزي”، أي لا علاقة له بتلك الحقبة الزمنية التي يدور حولها، وأعرب عن غضبه من تناوله تاريخا مزيفا عن حقبة مهمة في تاريخ سوريا؛ غاسلا بذلك عقول المشاهدين الذين يعتقدون أنه يتناول الحقيقة وفق تعبيره.

العظمة، عبّر في انتقاداته التي تحدث بها عبر قناته على “يوتيوب”، عن استيائه من تصوير المرأة في العمل وإظهارها بصورة “المستضعفة والخانعة لزوجها، والتي تتعرض للإذلال والإسكات الدائمين”، لافتا إلى أنه في تلك الحقبة كانت فيه المرأة، هي المربية الفاضلة والملاك الحارس لعائلتها؛ إذ كانت مكانتها كبيرة ويحترمها الرجل، على حد قوله.

“باب الحارة” مسلسل دراما بيئة شامية سوري، ويُعد من أبرز المسلسلات العربية. تدور أحداثه في عشرينيات القرن الماضي. وأُنتج الجزء الأول منه عام 2006، وهو من إخراج الراحل بسام الملا.

فكرة تصوير أجزاء أخرى تكررت بعد انقطاع دام أربع سنوات، فعاد المسلسل مرة أخرى إلى الشاشة في رمضان 2014 في جزئه السادس، وفي رمضان 2015 في جزئه السابع، ومن إخراج عزام فوق العادة، كذلك فإن الشركة المنتجة تستعد لتصوير الجزء الرابع عشر لعرضه خلال موسم “دراما رمضان” القادم.

المسلسل يسلط الضوء على الحياة الدمشقية والقيم النبيلة والعادات والتقاليد القديمة متمثلة في أهالي حارة الضبع. وتم تغيير وتغييب والاستغناء واستبدال العديد من الشخصيات والممثلين في المسلسل، وذلك بسبب وفاة بعض الشخصيات الهامة واستبدال بعض الممثلين بممثلين آخرين.

الكاتبة فرح مصطفى تقول عن “باب الحارة”، “إلى متى ستستمر تلك السلسلة التي مللنا منها؟ ومتى سيقتنع القائمون على العمل أن المسلسل أصبح أشبه بنكتة قديمة كَثُر تكرارها فلم تعد مضحكة أبدا؟ هل يصعب عليهم البدء بعمل جديد وسيناريو جديد؟ أم أنهم يريدون فقط استخدام اسم باب الحارة ليجلبوا عدداً أكبر من المشاهدين؟! ألم يعلموا أن اسم باب الحارة  صار مدعاة للسخرية فقط لا غير؟”.

لكن بعض نقّاد المسلسل أكدوا أن النقد لا يمكن أن يتمحور حول الصورة التي يحاول المسلسل أن ينقلها لنا، والعبارة المترددة “هذا المسلسل لا يمثلنا” غير حقيقية، إذ ربما المأخذ الوحيد على هذا المسلسل الشعبي، أنه لم يحاول بشكل جَدّي تسليط الضوء على الجميل والمتسامي وعلى الحريات غير المسبوقة على صعيد الوطن العربي التي نالتها فئة من النساء في سوريا آنذاك، لأن وجود عظيمات كماري العجمي وعادلة بيهم ولوريس ماهر، لم ولن ينفِ وجود أم عصام وفوزية وأم زكي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات