مفاجآت قادمة من لبنان: نصرالله يحسم مصير “حزب الله” في خطابه الجمعة!

مهّد “حزب الله” اللبناني لإطلالة أمينه العام، حسن نصرالله، منذ الإعلان عن موعدها بأسلوب تشويقي جديد، عبر نشر مقطع فيديو يظهر فيها شخصيا يعدّ خطابه أو يدخل قاعة اجتماعات في إطار هوليودي سينمائي، و عبر دعوة جمهوره لحضور الاحتفال في أربع مناطق هي الضاحية الجنوبية وقانون النهر و النبطية وبعلبك. 

قبل ذلك، وقبيل وصول وزير الجيوش الفرنسية، سيباستيان لوكورنو، إلى بيروت في الساعات السابقة، وأيضًا مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باربارا ليف، التي لم يحدّد حتى الساعة موعد وصولها، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن واشنطن أرسلت رسالة إلى “حزب الله” والأطراف الفاعلة مفادها أنه لا ينبغي لهم الدخول في الصراع. 

من جهته قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إذا هاجم “حزب الله” إسرائيل من الشمال فسيكون ذلك تصعيدا سيدفع تل أبيب إلى الحرب على جبهتين ويجب محاسبة إيران على ما تقوم به.

طمئنةٌ لغزة أم لإسرائيل؟ 

استنادا إلى معطيات الأيام الأخيرة وصمت نصرالله كل هذه المُدّة، لا تدل المؤشرات إلى أن إسرائيل في خطر، أو أن نصرالله سيُعلن الحرب في كلمته غدًا الجمعة، بل وعلى العكس سيطمئن الجانب الإسرائيلي أنه لن يدخل في صراع غزة حفاظاً على الداخل اللبناني غير المستقر سياسيا واقتصاديا. 

حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، خلال خطابه الذي تم بثه مباشرة في تجمع حزب الله السياسي في 13 مايو 2022 في بعلبك في وادي البقاع، لبنان. (تصوير فرانشيسكا فولبي / غيتي)

والحقيقة عكس ذلك تماماً، إذ لا شك أن إيران تتريث في إعطاء إشارة انطلاق الحرب الشاملة، لا سيما أن طهران تدرك جيداً أنها خذلت الفلسطينيين وحركة “حماس”؛ لكن بين خيار خسارة حركة “حماس” و”حزب الله”، تفضل إيران أن تحافظ على الحزب وتساوم لاحقا إسرائيل والولايات المتحدة على مطالبها في لبنان تماما كما فعلت في العراق عام 2003، حيث فضّلت البقاء على الحياد لتضع يدها وتبسط نفوذها بعد انتهاء الحرب. 

وهذا ما هو مرجّحٌ في لبنان، وعليه لن تتجاوز المعارك الحاصلة في الجنوب حدود المناوشات أو ما يُعرف بـ “الحوار المسلح”. 

وهذا ما تؤكده الوسائل الإعلامية في إسرائيل والمقرّبة من دوائر القرار، حيث كتب الصحفي الإسرائيلي، حاييم ليفنسون، أنه بين قيادة سياسية منتهية الصلاحية وجيش غير مستعد للقتال وانقسام داخلي عميق يواجه الحزب اليوم أسوأ كابوس له منذ تاريخ تأسيسه، وشئنا أم أبينا نحن بانتظار ما سيقوله رجل واحد يوم الجمعة.

“سيد المقاومة” ليس سيد القرار! 

عشية إطلالة مرتقبة لنصرالله، وهي الأولى له منذ اندلاع المواجهات العسكرية في الأراضي الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وما تبعها من اشتعال للجبهة الجنوبية مواكَبة لعملية “طوفان الأقصى”، يدعو “حزب الله” أنصاره للنزول إلى الشوارع للاستماع لكلمة الأمين العام، ولكن هل من الممكن لنصرالله أن يعلن الحرب وسط جمهوره؟

امرأة تحمل صورة حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في تجمع حزب الله السياسي في 13 مايو 2022 في بعلبك في وادي البقاع، لبنان. (تصوير فرانشيسكا فولبي / غيتي)

بحسب استطلاع رأي أجرته شركة “إحصائيات لبنان المحدودة” المتخصصة باستطلاعات الرأي العام والدراسات التسويقية، حول الحرب في غزة، ومدى تأثيرها على الواقعين السياسي والأمني في لبنان، عارض 61 بالمئة من المستطلعين عبارة “أنه يجب على حزب الله أن يشارك في هذه الحرب وأن يوجّه ضربات من لبنان” مقابل 38.5 بالمئة وافقوا على هذه العبارة: “يجب على نصرالله أن يأخذ هذه الوقائع الشعبية في عين الاعتبار خلال صياغته موقفه في الكلمة المنتظرة”.

الصحفي والكاتب في الشؤون الإقليمية، إبراهيم ريحان، يرى أن أمين عام “حزب الله” قد يلجأ إلى رسم معادلات جديدة، وخطوطاً حمراء جديدة، “إذ عمل مقاتلو الحزب طيلة الفترة من 8 تشرين الأول/أكتوبر الفائت إلى اليوم إلى تثبيت قواعد الاشتباك والمعادلات على الحدود، القصف بالقصف، البيت بالبيت وغيرها”.

لكن بالنظر إلى الوضع الداخلي، يرى ريحان في حديثه لـ”الحل نت”، أنه من المحتمل أن يرسم نصرالله خطوط حمراء يرهن بها تدخّل الحزب بالحرب في حال تجاوزها، كإطار سياسي – عسكري لمحاولة وقف الحرب ضد قطاع غزة.

فقرار الحرب في ظل الوضع اللبناني الهشّ اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ووضع إيران التي تفاوض أميركا في سلطنة عُمان حول برنامجها النووي تجعل حسابات الحرب الشاملة معقّدة بالنسبة لمحور إيران. 

نبرة متوقعة

حتى الاثنين الفائت، أعلن “حزب الله” عن مقتل 48 شخصا من عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية خلال 23 يوما، وما ينتظره أنصار الحزب هو أن يأتي خطاب نصرالله بجديد ويعبّر عن دعم واضح وملموس لحلفائه في “محور المقاومة”.

نصرالله يحسم مصير حزب الله في خطابه الجمعة مفاجآت قادمة! (1)
أنصار حزب الله المؤيد لإيران يحملون صورة القائد العسكري الأعلى للحزب مصطفى بدر الدين خلال حفل أقيم في بيروت لإحياء الذكرى السابعة لوفاته في انفجار في قاعدة بالقرب من مطار دمشق. تصوير: (مروان نعماني/ وكالة الأنباء الألمانية)

وهنا يرى ريحان أن الخطر يكمن في أن الجيش الإسرائيلي متأهب وأنجز تعبئته العامة للجنود والاحتياط، وأن حاملات الطائرات والقطع البحرية الأميركية في البحر المتوسط، عدا عن الوضع السياسي الداخلي المأزوم بالنسبة لنتنياهو، وهذه العوامل قد تدفع الأخير لأن يحاول هو الاستفادة لشنّ حرب على لبنان.

منسوب الخوف في الداخل اللبناني ارتفع من أن تتحول المناوشات على الحدود الجنوبية إلى حرب مفتوحة خصوصا أن “ساعة الصفر” تزامنت مع الإعلان عن كلمة يُلقيها نصرالله؛ لكن على رغم من ضراوة الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة وعلى رغم أصوات هدير طائرات “إم كي” العسكرية والمسيرات والقنابل الفوسفورية التي يلقيها الجيش الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، نصرالله عاجز عن الدخول في الحرب بسبب عدم قدرة إيران المادية والعسكرية والإقليمية للدخول بمثل هذه المعركة، كما أن الداخل اللبناني لا يريد حرباً دموية إضافةً إلى الحرب الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ عام 2019. 

نصرالله يريد طمئنة “حماس” وأهل غزة، أنه معهم ويقف إلى جانبهم وسيدعمهم معنوياً لا ميدانياً، ففتح جبهة حرب مع إسرائيل ليس بالأمر السهل، وهذا ما تدركه جيدًا إيران و”سيد المقاومة”. 

باختصار دخول “حزب الله” في الحرب الشاملة سيرتد جحيماً على لبنان والإبقاء على حدود المعركة ضمن المناوشات بقرار إيراني يعني بسط نفوذ إيران وسيطرتها على لبنان عند انتهاء الحرب؛ وفي دولة فاقدة للسيادة لا يمكننا توقّع ما هو أقل سوءا، فيمكن القول إن المعارك على الجبهة الجنوبية لم تتعدّ الخطوط الحمراء وقد لا تتعداها في المطلق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات