الرّد الصحيح إذا توسّعت الحرب هو ضرب إيران، بهذه الجملة أعلن العضو الجمهوري في مجلس “الشيوخ” الأميركي، ليندساي غراهام، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، عن اعتزامهم تقديم مشروع قانون مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لردع إيران عن تصعيد الحرب التي تشنّها إسرائيل في غزة.

وقال غراهام، إن 8 أعضاء من الحزبَين في المجلس يعتزمون تقديم مقترح في الأسبوع المقبل يحثّ الولايات المتحدة على الرّد بشكل مناسب على أي إجراء من جانب إيران يزيد من تصاعد الحرب، وأضاف أن هذا القرار يدعو إلى دعم حق أصدقائنا في إسرائيل في الدفاع عن أنفسهم.

وأشار غراهام إلى أن هذا القرار يُثني على قرار الرئيس جو بايدن بإرسال أساطيل عسكرية كبيرة إلى المنطقة، معتبرا ذلك الخطوة الصحيحة، إذ إن دور هذه الأساطيل هو ردع إيران وعدم التسامح مع توسيع نطاق النزاع الحالي.

البُنى التحتية الإيرانية.. الهدف

احتمال حدوث أمرين من الأحداث التي قد تُسهم في تصاعد النزاع وتوسّع الحرب هو ما لفت إليه عضو مجلس “الشيوخ” الأميركي، حيث ذكر: “إذا كان هناك أميركيون يفقدون حياتهم على يد وكلاء إيران في سوريا والعراق، فإننا نرى أن ذلك قد يشكّل استفزازاً يستدعي ردّاً عسكرياً”.

تحدث السيناتور ليندسي غراهام، الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، خلال المؤتمر الصحفي في مبنى الكابيتول الأميركي لاقتراح قرار “يضع إيران في حالة إنذار” بعدم توسيع الحرب بين إسرائيل وحماس يوم الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023. (بيل كلارك/ غيتي)

وفيما يتعلق بمخاوفه، أوضح غراهام أن إحدى المخاوف هي انفجار جبهة ثانية في الشمال ضد إسرائيل، حيث يمتلك “حزب الله” مئات الآلاف من الصواريخ، وهذا سيكون وضعا صعبا للغاية بالنسبة لإسرائيل، وبهذا القانون يريدون دفع الإدارة الأميركية للتصدي للمصدر الحقيقي للمشكلة، والذي يتمثل في المرشد الإيراني علي خامنئي ومعاونيه.

وبيّن غراهام أن هذا القرار يحثّ الرئيس بايدن على الاحتفاظ بجميع الخيارات مفتوحة في مواجهة التهديدات التي تأتي من إيران في المنطقة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية.

وطبقا لما تحتويه مسودة القانون، فإن الرسالة هي: إذا استمرت إيران في تهديد القوات الأميركية في سوريا والعراق، فإن الرّد العسكري المناسب سيتمثل في ضرب قواعد تدريب “الحرس الثوري” الإيراني والبنية التحتية داخل إيران.

وإذا حدث توسّع في النزاع وتدخل “حزب الله” بقوة محاولا الإساءة إلى إسرائيل، فإن الرّد الملائم من قبل الولايات المتحدة سيكون في ضرب إيران، حسب وصفه.

التلويح بالعقوبات الاقتصادية

في السياق ذاته، قال ريتشارد بلومنتال، إن “مشروع القرار هو نتاج جولتنا الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط”، مضيفاً أن “وجهة النظر المشتركة هي أنه يجب مواجهة إيران كقوة سامة وضرورة ردعها”.

السيناتور الأميركي ريتشارد بلومنثال (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت) (على اليمين) والسناتور ليندسي غراهام (جمهوري عن ولاية ساوث كارولينا) في مؤتمر صحفي حول ردع إيران في مبنى الكابيتول الأميركي في 14 نوفمبر 2023 في واشنطن. (تصوير كيفن ديتش / غيتي)

القرار بحسب بلومنتال، يعبّر بشكل أساسي عن الدعم الكامل لجهود الرئيس بايدن بنسبة 1000% للحدّ من اتساع نطاق هذه الحرب، ويؤكد القرار لإيران أن واشنطن تحمّلها مسؤولية أفعال وكلائها، وإذا تسبب “حزب الله” أو فصائل أخرى تابعة له في توسيع هذا النزاع، فإن الإدارة الأميركية تراقبها بانتباه وتحمّلها المسؤولية.

وأضاف بلومنتال، “سنستمر في التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات اقتصادية، من خلال تشديد تنفيذ العقوبات الحالية وفرض عقوبات جديدة على إيران، ونعتقد أن هناك دعما قويا من كلّ الأحزاب في هذا السياق أيضا”.

ومن وجهة نظر عضوي مجلس “الشيوخ”، فإن العقوبات تُعد أمرا ضروريا وفعّالا لقطع تمويل “حماس” و”حزب الله” من مداخيل مبيعات النفط الإيرانية، وهناك إمكانيات أكبر بكثير في المجال الاقتصادي يمكن استكشافها.

الجدير ذكره، أن مسؤولاً أميركيا أكد أمس الثلاثاء، بأن سبعة أشخاص قتلوا في أحدث ضرباتها الجوية على يد جماعات مسلحة مرتبطة بإيران في سوريا يوم الأحد الفائت.

وهذه هي أول مرة يسقط فيها قتلى منذ أن بدأت الولايات المتحدة توجيه ضربات ضد الجماعات المسلحة التي تتهمها بمهاجمة القوات الأميركية في قواعد بالعراق وسوريا، واستهدفت الضربات الأخرى منشآت غير مأهولة تشمل مخازن أسلحة.

وتعرضت القوات الأميركية وقوات “التحالف الدولي” للهجوم 55 مرة على الأقل في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، مما أدى إلى إصابة 59 فردا لكنهم عادوا جميعا إلى الخدمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات