أبلغ المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، خلال زيارته لطهران يوم الأحد 5 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بما أن طهران لم يتم إخطارها مسبقا بالهجوم العسكري ضد الجيش الإسرائيلي الذي وقع في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فإنها لن تنضم إلى الحرب ضد إسرائيل.

وفي تقرير الأربعاء نقلا عن ثلاثة مسؤولين كبار، قالت وكالة “رويترز”، إن خامنئي أبلغ هنية أنه في حين أن إيران ستقدم الدعم السياسي لـ “حماس”، إلا أنها لن تتدخل بشكل مباشر في القتال .

صدمة قوية

وبحسب ما ورد، طلب الزعيم الإيراني من هنية إسكات تلك الأصوات في “حماس” التي تدعو إيران و أذرعها في الشرق الأوسط ولا سيما “حزب الله” إلى الانضمام مباشرة إلى الحرب ضد إسرائيل بكامل قوتها.

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير- عبد اللهيان يلتقي برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الدوحة، قطر، في 31 أكتوبر 2023. (تصوير وزارة الخارجية الإيرانية)

فضلا عن ذلك، ذكر التقرير عن قائد لم تذكر اسمه في جماعة “حزب الله” قوله: “استيقظنا على الحرب”.

ومنذ بدء الصراع، كانت هناك سلسلة من الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى تبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي.

لكن “حزب الله” امتنع عن شنّ حملة واسعة النطاق، وحاولت إسرائيل أيضاً السير على خط رفيع، والرّد بقوة نيران كبيرة على الهجمات ومحاولات الهجوم، في حين تحاول تجنب الأعمال التي من شأنها تصعيد الصراع، وإبقاء تركيزها على غزة.

أدت المناوشات المستمرة على طول الحدود إلى مقتل ثلاثة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، فضلاً عن مقتل ستة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي.

وعلى الجانب اللبناني، قُتل ما يقرب من 100 شخص، وتشمل الحصيلة ما لا يقل عن 74 من أعضاء “حزب الله”، وثمانية من الفصائل الفلسطينية، وعدد من المدنيين، وصحفي واحد من وكالة “رويترز”.

إيران تحاول عدم التورط

منذ بدء الصراع، كان هناك جدل حول مدى تورّط طهران ووعيها بالتوغل المخطط له، وحذّر القادة الإيرانيون إسرائيل مرارا وتكرارا من خطر نشوب حرب إقليمية بسبب الهجوم على غزة، لكنهم نفوا تورّطهم في عملية “طوفان الأقصى”.

إسماعيل هنية (يسار) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحضر حفل توقيع اتفاق المصالحة في قصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة في 13 أكتوبر 2022. (تصوير فاضل عبد رحيم/ غيتي)

وقال النائب السابق لرئيس الموساد إيهود لافي، يوم الأحد، إنه يعتقد أنه من غير المرجح أن إيران لم تكن على علم مسبق بهجوم “حماس”.

وتساءل: “هل سيحدث مثل هذا الحدث المهم الذي يغيّر الواقع، مثل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، دون علم الإيرانيين؟ وقال لافي، الذي قاد العملية الجريئة لوكالة التجسس للحصول على الأرشيف النووي السري الإيراني، والذي تم الكشف عنه في عام 2018: “يبدو هذا غير واقعي بالنسبة لي”.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الشهر الماضي، خضع مئات المقاتلين الفلسطينيين لتدريبات قتالية متخصصة في إيران قبل أسابيع من الهجوم الذي شنّته حركة “حماس” على غلاف غزة.

وكانت “حماس” عبر أعضائها داخليا وخارجيا، دعت في عدة مناسبات حلفاءها مرات عدة للانضمام إلى الحرب ومهاجمة إسرائيل.

وفي يوم الهجوم، دعا القائد العسكري لـ “حماس”، محمد ضيف، “المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وسوريا ولبنان” – وهي البلدان ذات الحركات الإرهابية المدعومة عسكرياً من إيران – إلى “دمج مقاومتها مع مقاومة حماس”. 

وأصدر صالح العاروري، نائب رئيس حركة “حماس” الذي يُعتبر زعيمها في الضفة الغربية، بيانا في نفس السياق، دعا فيه الأمة العربية والإسلامية إلى الانضمام إلى المعركة.

كما أعرب خالد مشعل، الزعيم السياسي السابق لـ “حماس”، عن امتنانه لمشاركة “حزب الله” في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، لكن تقديره أن المعركة تتطلب أكثر والتاريخ يُصنع بالمغامرات المدروسة – في إشارة إلى أن تحرّك الحزب ليس بالمستوى المطلوب.

من جهته وما يؤكد عدم نيّة إيران الانخراط في حرب غزة، هي دعوة زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، يوم السبت الفائت، إلى مزيد من المظاهرات العالمية من أجل الضغط على إسرائيل وحلفائها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات