في ساعات متأخرة من ليل الأربعاء – الخميس، أعلن “حزب الله” اللبناني وفاة خمسة من مقاتليه، مسببا جدلا كبيرا بين اللبنانيين عموما وفي صفوفه خصوصا لا سيما بعد أن ذكر أن ضمن القتلى نجل رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، النائب محمد رعد. 

كما زاد الجدل بعد أن أصدر الحزب بيانات منفصلة بأسماء قيادين بارزين من “فرقة الرضوان” والتي تضم نخبة من مقاتلي “حزب الله”، قتلوا بالهجوم الذي نفذته إسرائيل في جنوب لبنان، مؤكدا فيها أن جميع المقاتلين الخمسة قد “ارتقوا شهداء على طريق القدس”، وهي عبارة تُستخدم تقليدياً لنعي أعضائه الذين يفارقون الحياة أثناء التصعيد العسكري وتبادل إطلاق النار مع إسرائيل.

عملية اغتيال مدبرة؟

أكد مصدر مقرّب من عائلة النائب اللبناني، في وقت سابق أن عباس رعد قُتل مع عدد من أعضاء الحزب نتيجةً لغارة إسرائيلية استهدفت المنزل الذي كانوا يتواجدون فيه في قرية بيت ياحون بجنوب لبنان.

عبّاس رعد نجل رئيس كتلة “حزب الله” البرلمانية النائب محمّد رعد – إنترنت

وكشفت التقارير أن عدد الأشخاص الذين كانوا في المنزل بلغ سبعة، حيث قتل خمسة منهم، من بينهم الشاب عباس المعروف باسم “سراج”، نجل رئيس كتلة “حزب الله”، النائب محمد رعد، فيما تأكدت المعلومات من عدم إطلاق أي صواريخ أو قذائف من المنطقة المحيطة بالمنزل، وتم اعتبار الغارة نفسها عملية اغتيال لقادة في صفوف الحزب.

موقع “صوت بيروت انترناشيونال” أفاد نقلاً عن مصادر، بأنّ من بين القتلى القائد الكبير في “فرقة الرضوان”، خليل جواد شحيمي، ومعهم ملاك حولا وأبوحسين شقرا ومحمد شري، مما يشير إلى تعرّض نخبة الحزب لاستهداف واختراق في صفوفه.

القيادي في "فرقة الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" خليل جواد شحيمي.
القيادي في “فرقة الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” خليل جواد شحيمي – إنترنت

الجيش الإسرائيلي من جهته، أعلن في بيانات متتالية قصف أهدافٍ في لبنان، موضحاً أنه نفّذ غارات في مساء الأربعاء على بنية تحتية وخلايا تابعة لـ”حزب الله”، دون توضيح مواقعها بشكل محدد.

في الوقت ذاته، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أمس الأربعاء، إن عنصرَين يعملان لحساب “حزب الله” قُتِلا في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في ريف دمشق.

وأضاف المرصد، في بيان، “قُتل عنصران من الجنسية السورية ويعملان مع حزب الله نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية على مزرعة لحزب الله بين السيدة زينب ومنطقة البجدلية بريف دمشق”. وأشار، إلى أن هناك “معلومات عن وجود قتلى آخرين”.

زجّ أردوغان في حرب غزة

المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تشهد تصعيداً عسكرياً متزايداً بين إسرائيل و”حزب الله”، بدءاً من هجوم “حماس” الذي وقع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث ردت إسرائيل بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر.

"حزب الله" خسر الكثير من كوادره بسبب تداعيات حرب غزة - إنترنت
“حزب الله” خسر الكثير من كوادره بسبب تداعيات حرب غزة – إنترنت

الغارة الإسرائيلية على بيت ياحون جاءت بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و”حماس”، حيث تستعد الحركة لإطلاق 50 رهينة من الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل، حيث تمثل هذه الخطوة و سريان هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة، أول خطوة نحو تهدئة بعد أكثر من ستة أسابيع من الحرب.

من جهتها،  أعلنت حركة “حماس” في بيانٍ أمس الأربعاء، أن تركيَين كانوا ضمن القتلى في الغارات الإسرائيلية التي وقعت يوم الثلاثاء على جنوب لبنان، مما أسفر أيضاً عن مقتل مسؤول كبير في الحركة الفلسطينية. 

وبحسب ما ذكرته “حماس”، يُعتقد أن استهداف الأتراك يحمل رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أبدى انتقادات واسعة لعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، فيما قرأه محلّلون أنه محاولة من الحركة الفلسطينية من أجل زجّ أنقرة نحو مواجهة مع إسرائيل في ظل انعدام الأمل بشأن انخراط إيران وميليشياتها مع “حماس”.

الجدير ذكره، أنه قتل تسعة أشخاص، بينهم صحفيان ومدنيان اثنان وخمسة من أعضاء “حماس”، في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان يوم الثلاثاء؛ فيما أوضح بيان “حماس” أن التركيَين كانوا في سيارة تحمل خمسة أشخاص، وقد فقدوا حياتهم جميعاً في هذه الحادثة.

منذ بدء التصعيد عبر الحدود، سقط 107 قتلى في لبنان، وفقاً لتقرير وكالة “فرانس برس”، حيث بلغ عدد القتلى 75 من مقاتلي “حزب الله” و14 مدنياً، بما في ذلك ثلاثة صحافيين، بينما أعلنت السلطات الإسرائيلية عن مقتل تسعة أشخاص، من بينهم ثلاثة مدنيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات