في إعلان مدفوع على منصة “فيسبوك”، ظهر ملصق يحمل شعاراً مختصراً: “الشيعة ضد الحرب”، هذا الإعلان أيضا تكرر في الوقت نفسه مع إعلان مدفوع آخر ظهر على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، ويشير إلى أن اللبنانيين لا يرغبون في الحرب، مستشهدا بمظاهر ومشاهد للدمار في لبنان، مثل انفجار المرفأ ومواقع سياحية معروفة.
لم يكن هذا الإعلان هو الأوّل في لبنان منذ انطلاق العملية العسكرية لحركة “حماس” الفلسطينية على إسرائيل، بل سبقه بعد نحو أسبوع على بداية الحرب في غزة والاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “حتى لا يتكرر الماضي لبنان لا يريد الحرب”.
لكن، أخيرا اتسعت هذه الحملة، واتخذت شكلاً آخر، حيث ترافقت مع حملة إعلانية انتشرت فيها اللافتات على الطرقات اللبنانية. وحصل ذلك تزامنا مع انتشار شعار الحملة على نطاق أوسع في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء بشكل رسائل أو عريضة يوقّعها المواطن تأكيداً على رفضه الحرب، وعلى إجماع بين اللبنانيين على ذلك.
“شيعة ضد الحرب”.. صوت جديد يخرج من الظل
يبرز الفارق في أن الإعلان الثاني على منصة “إكس” لا يظهر بوضوح كونه سياسياً، على عكس الإعلان الأول على “فيسبوك”. ورغم أن الإعلان العام عن عدم رغبة اللبنانيين في الحرب يعود إلى فترة أقدم، إلا أنه أطلق في الأسبوع الأول من معركة غزة، بينما تم إطلاق الإعلان الثاني في بداية هذا الشهر.

يتجاوز الإعلان “الشيعي”، الذي يتخذ هوية طائفية وسياسية، رفضه للحرب، ويظهر أنه جزء من حملة تؤكد على أن ليس كل الشيعة ينتمون إلى “حزب الله” و”حركة أمل”.
في الصفحة التي تم إنشاؤها في بداية هذا الشهر، يتأكد الإعلان من أن تقديم الطائفة الشيعية على أنها تقتصر على الثنائي “أمل” و”حزب الله” ليس واقعياً. وتظهر المنشورات والملصقات المتنوعة ومقاطع الفيديو لترويج تيار ثالث يعتنق رفض الحرب، وفي الوقت نفسه يشير إلى أن 50 بالمئة من الشيعة يخرجون عن سرب الثنائي، مستندين إلى نتائج الانتخابات الأخرى.
يظهر من الصور المنشورة على الصفحة أن المشاركين في الحملة هم شخصيات سياسية معارضة لـ “حزب الله” و “أمل”، ويتقدمهم المرشح السابق عن المقعد الشيعي في دائرة الزهراني، علي خليفة، والناشط هادي مراد.
تروّج الصفحة أيضاً لصالح تيار “تحرر” المدني المعارض للثنائي، وتواصل نشر الفيديوهات التي تحاول تصحيح المعلومات حول “وسم (هاشتاغ) يُظهر الطائفة ككل بوصفها سياسياً “الثنائي”، مع الدعوة المستمرة لعدم الانخراط في الحرب الجارية في الجنوب منذ 48 يوماً.
إجماع على رفض الحرب
بحسب الصحافية اللبنانية، كارين اليان ضاهر، بدا وكأن اللبنانيين وجدوا في هذه الحملات وسيلة للتعبير العلني والواضح عن رفضهم المشاركة في حروب أو نزاعات تعيدهم إلى ذكريات “حرب تموز” في عام 2006، التي امتدت لأكثر من 30 يوماً وأثّرت سلباً بشكل كارثي على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والمالية للبلاد.

يدرك الجميع، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، أنه لا يملك القدرة على تحمّل تداولات حرب جديدة. فضلا عن أنه يظهر القلق الواضح لدى المواطنين اللبنانيين من تكرار سيناريو الحرب في 2006 في ظروف مماثلة.
اللبنانيون يعلمون أن تأثير مثل هذه الحروب سيكون كارثياً ويزيد من تفاقم الأوضاع. ومع انتشار حملة ترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوسم “لبنان لا يريد الحرب”، شهدت المشاركة الواسعة لعدد كبير من المؤثّرين والفنانين الذين دعوا إلى تجنّب مخاطر الحرب في لبنان.
من بين هؤلاء، الفنانة إليسا التي نشرت صورة على حسابها في منصة “إكس” تظهر جمال بيروت قبل الحرب إلى جانب صورة للدمار الناجم عنها، وارتفع وسم “#لبنان_لا_يريد_الحرب” ليتصدر قائمة الاتجاهات على منصة “إكس”.
وفي لبنان، أوردت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام، أنه “يسود الهدوء الحذر الحدود الجنوبية، مع بدء سريان الهدنة الإنسانية في غزة عند السابعة صباحا”. وفي منطقة (علما الشعب) في جنوب غرب لبنان، أفاد أحد السكان عن “هدوء، وغياب الطيران الإسرائيلي عن الأجواء وحتى طائرات التجسس، ولا قصف من الجهتين.
الجدير ذكره، أن المناوشات بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل 109 أشخاص، معظمهم مقاتلون في صفوف “حزب الله” و14 مدنيا على الأقل بينهم 3 صحافيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية، في حين أفادت السلطات الإسرائيلية عن مقتل 9 أشخاص بينهم 3 مدنيين.
- “سيحاكمون”.. الشرع يرفض الطلب الجزائري بتسليم المقاتلين الجزائريين في صفوف الأسد
- انعكاسات محتملة.. ما مردود قرار تركيا رفع القيود عن الواردات السورية؟
- الشرع يتحدث عن أسباب رحلته إلى العراق وانضمامه “للقاعدة”
- “دعمنا لسوريا مستمر حتى مع تغيير النظام”.. موسكو تغازل دمشق
- رغم رفع جزء من العقوبات.. لماذا تفشل الإدارة السورية في جذب استثمارات جديدة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

العلاقات السورية العراقية: ماذا طلب السوداني من دمشق؟

روسيا في سوريا: مصير مجهول وفرص ضعيفة للبقاء

عودة أم فشل جديد: ماذا وراء التحركات الإيرانية في أوراسيا؟

طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول سياسة

“سيحاكمون”.. الشرع يرفض الطلب الجزائري بتسليم المقاتلين الجزائريين في صفوف الأسد

الشرع يتحدث عن أسباب رحلته إلى العراق وانضمامه “للقاعدة”

“دعمنا لسوريا مستمر حتى مع تغيير النظام”.. موسكو تغازل دمشق

الإدارة الذاتية تخطط لإفراغ المخيمات من السوريين والعراقيين.. والأمم المتحدة: “داعش” يشكل تهديداً

دمشق: “حزب الله” بات يشكل تهديداً على حدودنا

“حتى عام 2022 كان مقيماً فيها”.. ماهر الشرع من طبيب بروسيا إلى وزير بسوريا

الشرع: لم نفرض “التجنيد الإجباري” وآلاف المتطوعين يلتحقون بالجيش السوري الجديد
