التنميط في الأعمال الدرامية هي ظاهرة أصابت العديد من الممثلين في الساحة الفنية، وعلى الرغم من أن بعضهم وصل إلى النجومية، لكن بقي على مدار سنوات طويلة يلعب الشخصية نفسها في مسلسلات متعددة، ولعل هناك عشرات الممثلين ممن وقعوا في “التنميط” وأبرزهم ربما على الساحة السورية الممثل محمد الكيلاني الملقب بـ”شرطي الدراما السورية” بسبب لعبه دور الشرط عشرات المرات.

بعض الممثلين قبلوا بهذا التنميط ومنهم من وصل به النجومية، كالممثلة السورية جيني إسبر التي أدت دور “الفتاة الجميلة الدلوعة” التي تهتم بمظهرها الخارجي، وانطلقت عبر مسلسل “صبايا” إلى أدوار عديدة مماثلة ولُقبت بـ”باربي الشاشة السورية”، لكن يبدو أن إسبر لم يعجلها هذا التنميط فقررت أن تقوم بمبادرة لكسره وتغيير نظرة المخرجين عنها.

التنميط في أدوار الشر

كذلك فإن من أبرز الممثلين الذي تم تنميطهم في الدراما السورية والدراما المشتركة، الممثل اللبناني آلان الزغبي الذي سبق وشارك في العديد من الأعمال الدرامية السورية، وغالبا ما لعب دور الشخصيات الشريرة في المسلسلات.

الزغبي لم يعبر كثير عن امتعاضه من هذا التنميط، مؤكدا أن تكرار لعبه لهذا النوع من الأدوار جعله مؤخرا يقدم هذه الشخصية بحرفية عالية، مؤكدا أن أحد أبرز أسباب تكرار الشخصيات من قبل بعض الممثلين، هو استسهال بعض المخرجين الذي تابعوا دور ناجح أدّاه ممثل في مسلسل ما.

وعن تكرار أدائه لهذه الأدوار، قال الزغبي في تصريحات لمنصة “كيو بروغرام”، إن المخرجين غالبا ما يختارونه للعب شخصيات “النسونجي والشرير والمغتصب، إذ أن المخرجين يستسهلون الاختيار بسبب النجاح السابق بلعب هذه الأدوار في مسلسلات سابقة، شخصية الضابط الإسرائيلي بمسلسل الغالبون، جعلت الناس تفكرني إسرائيلي”.

آلان الزغبي يشارك حاليا في مسلسل “ثمن الخيانة”، لكنه أخيرا استطاع أن يكثر النمطية، إذ يلعب الآن دور لشخصية ليست شريرة وإنما لرجل أعمال صالح يسعى لحل المشاكل العالقة، وقال الزغبي عن هذه المشاركة، “هالعمل مختلف والدور جديد عليي شوي، اعتدت على أدوار الشر، لهيك سعيد فيه رجل أعمال جدا محترم وإنساني وكريم وعاطفي مع بنته وبيحب عيلته، ما عنده خيانة بس بتحصل عمليات خيانة بالمسلسل ومشاكل هو بيحلها، مو ملاقي حالي غريب انا ممثل ولازم ما أتنمط، الناس هيحبوني بهالشخصية”.

ولعل أدوار الشر في المسلسلات هي إحدى أهم محاور المسلسل، فهي تضيف لدور شخصية الخير معنى خاص فيما يتعلق بانتصارها، فتقديم شخصية الشر بشكل مميز وصحيح وتغذيتها على مدار حلقات المسلسل، يجعل من انتصار البطل معنى مختلفا في نفوس المتلقين ومتابعي المسلسل.

ماذا عن جيني إسبر

بالعودة إلى جيني إسبر، فإن الوضع مختلف تماما، حيث عبرت إسبر عن امتعاضها من تكرار الأدوار التي لعبتها في مسلسلات عدة، فقدمت في عديد المسلسلات شخصية “البنت الدلوعة والحبيبة”، وكانت الشخصية الأبرز التي قدمتها للدراما شخصية “ميديا” في سلسلة أجزاء “صبايا”، وحققت من خلالها شهرة واسعة في جميع الدول العربية.

خلال تصريحات صحفية، أعلنت جيني إسبر، أنها لن تقبل لعب شخصية “البنت الدلوعة” مرة أخرى، معربة عن امتعاضها من إصرار المخرجين على تأطيرها في نفس الشخصيات، وقالت “يعني حاج ما ضاق خلقكن من وأنا حبيبة ودلوعة، أنا ضاق خلقي من حالي، صار وقت إني اطلع من هذا الإطار”.

إسبر اعتبرت أن المخرجين لا يتجرأون حاليا على تقديم أدوار مختلفة لها، إذ يعتبرون أنها تنجح فقط في هذا النوع من الأدوار، لكنها أكدت أنهم مخطئون، وهذا ما جعلها تقرر رفض جميع الأدوار المماثلة في المستقبل.

كذلك رأت أن دورها في مسلسل “صبايا”، ظلم مسيرتها الفنية على الرغم من أنه قدمها بشكل أفضل للجماهير العربية، وقالت “شخصية ميديا ظلمتني وخلتني بإطار واحد، قد ما كان عمل صبايا قدمني بشكل جماهيري ومنيح، لكن هو ظلمني قدام المخرجين، خلاهن يشوفوني في إطار محدد، صاروا يتذكروني بنفس النمط، اتأطرت بسبب ميديا، في استسهال من المخرجين”.

هذا النوع من التنميط يقابله نوع اَخر من تنميط الأفكار والعادات وترسيخ لصور ذهنية عن فئات معينة من الشعوب، فعلى سبيل المثال تعرضت العديد من المسلسلات السورية خلال السنوات الماضية، إلى اتهامات بتنميط بعض فئات المجتمع السورية، إن كان في الحقبة الحالية أو الحقبة الماضية، وأبرز هذه المسلسلات هي “صرخة روح وباب الحرام” اللذان تعرضا لانتقادات لاذعة خلال فترات عرضهما على الشاشات، بدعوى تنميط المجتمع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات