يزداد اللغط حول سياسة “الخطوة مقابل خطوة“، التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، في وقت يستعصي فيها مسار “اللجنة الدستورية السورية”، ما يشي أن العملية السياسية ستبقى مُجمدة في سوريا إلى أجل غير معلوم، حيث يكون ذلك مرهونا بعدة عوامل سياسية إقليمية ودولية، مع ضرورة إشراك كل المكونات والتيارات السورية السياسية منها وحتى المدنية في عملية الحل بسوريا. 

وفي آخر التصريحات الصادرة حول “اللجنة الدستورية” من قبل بعض أطراف المعارضة، أعلن المعارض السوري معاذ الخطيب، استمرار مقاطعته لأنشطة اللجنة الدستورية السورية، وذلك احتجاجا على أداء المبعوث الأممي غير بيدرسن، كما وصف اللجنة بـ“الخط المنحرف“ في العملية السياسية.

قد يهمك: أيمن زيدان يدافع عن عباس النوري بوجه حزب “البعث” ومؤيدي رفعت الأسد

معارضة بليدة؟

وقال الخطيب في منشور عبر صفحته الشخصية في موقع “فيسبوك”، يوم أمس السبت، “بيدرسن الخائب يتعامل مع معارضة بليدة لا علاقة لها بالثورة، واللجنة الدستورية التي يزداد منذ تأسيسها خطها المنحرف عن شعبنا، والتي همش وأقصى كل الأحرار بها“.

واعتبر الخطيب أن أي مسار للحل السياسي في سوريا، لا يحب الحديث عنه “قبل إطلاق سراح المعتقلين من السجون السورية“، وأضاف: “أي عمل يتجاوزهم فلا يمكن وصف نذالته وانحطاطه بل إجرامه بحق شعبنا“.

ويؤكد المحلل السياسي طه عبد الواحد أن المسار المطروح من قبل بيدرسن غير قابل للتطبيق، مشيرا إلى أنه “ليس هناك وضوح حتى الآن، بما قد يقدمه الروس أو النظام، فيما يتعلق بالخطوات التدريجية“.

ويقول عبد الواحد في حديثه لـ“الحل نت“: “نحن هنا أمام طرف واحد سيكون مطالب بالإقدام أو الموافقة على مبدأ خطوة بخطوة. لا أعتقد أن النظام سيقوم بأي خطوة من المطلوب، وواضح من كلام بيدرسن أنه لا يعرف تماما عن أي خطوات يتحدث عنها، ويشير إلى موضوع المعتقلين والتعافي المبكر والمفقودين، وفي هذه الملفات إذا قدم النظام أي خطوات فهو يقدم إدانة لنفسه بنفسه، سيفضح نفسه ويكشف عن جرائمه بنفسه“.

قد يهمك: هل تتجه واشنطن لتحرك دولي ضد بشار الأسد خارج مجلس الأمن؟

وحول تأكيد بيدرسن على التوافق الروسي الأميركي بشأن سياسة “خطوة بخطوة” يوضح عبد الواحد قائلا: “لن ينتج عن التفاهم الروسي الأميركي أي شيء، طالما روسيا لا تمارس الضغط الحقيقي على النظام، كي يقوم من جانبه بخطوات فعلية مؤثرة تتمتع بمصداقية“.

ويضيف: “ربما في التصريحات هناك توافق لكن الآن ومع صعود التوتر حول أوكرانيا والذي يكشف أن روسيا بحاجة إلى إعادة بناء شامل لهيكلية الأمن الدولي، فإن سوريا هنا ستكون خط مواجهة بين الأميركان والروس. سيكون لمسارات التفاوض بين روسيا وأميركا حول عدة قضايا دولية تأثير مباشر على الوضع في سوريا“.

هذا وقد فشلت كافة جولات التفاوض التي قادتها “الأمم المتحدة” في جنيف خلال السنوات الماضية، آخرها كان عبر مسار “اللجنة الدستورية” في تحقيق أي تقدم بخصوص الحل السياسي في سوريا، ما يضيق الخيارات على المعارضة.

ما هي سياسة الـ “خطوة بخطوة“؟

وحول سياسة “الخطوة بخطوة” تؤكد مصادر في المعارضة السورية أن هذه السياسة تعني تقديم تنازلات أو خطوات متبادلة بين دمشق والمجتمع الدولي، فيما يشبه الأخذ والرد، بحسب تعبير بيدرسن وفق رأي المصادر.

كذلك فإن: “السياسة تعني أن المجتمع الدولي يقدم خطوة لدمشق، مقابل تقديم الأخير خطوة أخرى. مثلا المجتمع الدولي يرفع بعض العقوبات على النظام، مقابل تقديم خطوة باتجاه المعابر أو توزيع المساعدات الإنسانية، في منطقة ما“، بحسب ما أفادت به المصادر.

إجهاض العملية السياسية في سوريا؟

ووصف المعارض السياسي السوري، إبراهيم الجباوي، مشروع بيدرسن الذي يحمل اسم “خطوة مقابل خطوة” بـ” المشروع الاستسلامي بالنسبة للمعارضة السوري“.

وقال الجباوي في حديث سابق لـ“الحل نت“: “هو مشروع استسلام ومحاولة إجهاض القرارات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة، ماذا يمكن أن تقدم المعارضة للنظام بمشروع خطوة بخطوة، هو صرح أنه سيبدأ بملف المعتقلين. مثلا إذا أخرج مجموعة من المعتقلات النساء ماذا يمكن أن تقدم المعارضة مقابلها، هل نقدم له مجموعة أخرى لكي يعتقلها“.

للقراءة أو الاستماع: التسوية مع دمشق: هل ستعرقل السعودية الجهود العربية للتطبيع مع الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.